طرابلس: ادلى العديد من المسؤولين في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بتصريحات بشأن تمويل مفترض ليبي للحملة الانتخابية الرئاسية لنيكولا ساركوزي في 2007.

بدأت الاتهامات تتوالى بعد تدخل ساركوزي عسكريا ضد نظام القذافي الذي واجه انتفاضة بداية من فبراير 2011.

-"سر خطير"-
بعيد اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني للمعارضة باعتباره ممثلا للشعب الليبي، اعلنت وكالة الانباء الليبية في 10 مارس 2011 انها "علمت بسر خطير سيؤدي الى الاطاحة بساركوزي وحتى محاكمته بشأن تمويل حملته الانتخابية".

وقال خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي حينها "ما على القضاء (الفرنسي) الا ان يفتح تحقيقا في مصادر تمويل الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي".

وبعد ايام من ذلك كان سيف الاسلام القذافي اكثر وضوحا وقال في مقابلة مع قناة يورونيوز "نحن مولنا حملته ولدينا أدلة دامغة وعلى استعداد لكشف كل شيء".

واضاف دون تقديم ادلة "اعيدوا لنا اموالنا ، نملك كل التفاصيل والحسابات البنكية والوثائق وعمليات التحويل. سنكشف كل شيء قريبا".

-"بفضلي انا"-

في مارس 2011 وفي مقابلة مع لوفيغارو أذيع تسجيلها في 2014، تحدث معمر القذافي عن تمويل سياسي خفي لنيكولا ساركوزي.

واكد القذافي "بفضلي انا وصل الى الرئاسة (...) نحن من وفر له التمويلات التي مكنته من الفوز". وقال "جاء لمقابلتي حين كان وزيرا للداخلية وطلب مني دعما ماليا" من دون ان يقدم تفاصيل قيمة التمويل او طريقة الدفع.

وعشية سقوط طرابلس بيد المعارضة في اغسطس 2011، قدم عبد الله السنوسي القائد السابق للمخابرات الليبية الى الفندق الذي يقيم فيه الصحافيون بالعاصمة الليبية وادلى بتصريحات مماثلة متهما ساركوزي بتمويل ليبي لحملته.

ولدى سؤاله لاحقا في سبتمبر 2012 وهو في السجن بليبيا اكد السنوسي انه "اشرف شخصيا" على نقل خمسة ملايين يورو لحملة ساركوزي في "2006-2007".

وكرر الاتهامات نفسها في مايو 2012 رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي.

وعندما كان المحمودي معتقلا في تونس، قال محاموه انه اكد ان نظام القذافي مول حملة ساركوزي في 2007 مشيرا الى تمويل بقيمة نحو 50 مليون يورو.

ولاحقا نفى المحامي الفرنسي مارسيل سيكالدي الذي يقول انه يدافع عن المحمودي، هذه التصريحات وكذلك صهر للمحمودي.

-وثيقة خاطئة-
وفي 3 يوليو 2012 قال البغدادي المحمودي انه لا يؤكد ولا ينفي تمويل نظام القذافي لحملة ساركوزي.

وكان موقع ميديابارت الفرنسي نشر في 28 ابريل 2012 مذكرة اتهامية قبل ايام قليلة من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ما اثار زوبعة سياسية.

وفي هذه المذكرة بتاريخ 10 ديسمبر 2006 والموجهة الى بشير صالح المدير السابق لمكتب القذافي ومدير محفظة ليبيا افريقيا الاستثمارية، يؤكد موسى كوسا المدير السابق للمخابرات الليبية ان نظام القذافي قبل تمويل حملة ساركوزي المظفرة في 2007 "بخمسين مليون يورو".

لكن بعد ايام وصف كوسا الوثيقة بانها خطأ. وقال كوسا من منفاه في الدوحة "كل هذه الروايات مزورة".

-دفاتر-

وفي مايو 2012 اعتبر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحاكم حينها، ان الرسالة "تبدو خطأ ومزورة" مضيفا انه "لم يعثر على اي مرجع لهذه الرسالة في الارشيف الليبي".

اما الشخصية الاساسية الاخرى في هذا الملف بشير صالح، فانه لم يدل باي تصريح بهذا الشان.

وبعدما لجأ الى فرنسا اثر الاطاحة بنظام القذافي، فر بشير صالح مجددا بعد نشر ميديابارت المذكرة بشأن تمويل ليبي لساركوزي واصدار مذكرة توقيف بحقه من انتربول.

وهو يعيش حاليا في جوهانسبورغ حيث اصيب بالرصاص في نهاية فبراير.

وعندما ذهب قضاة لاستجواب هذه الشخصية الاساسية في القضية في نيسان/ابريل 2017، تحصن بحق الصمت.

كما ان شكري غانم وزير النفط السابق في ليبيا لم يدل بتصريحات في الموضوع.

وقد عثر عليه غريقا في نهر الدانوب في 2012.

لكن القضاة عثروا على دفاتر اشار فيها الى ثلاث دفعات في نيسان/ابريل 2007 موجهة الى نيكولا ساركوزي بقيمة لا تقل عن 6,5 ملايين يورو.