«إيلاف» من نيويورك: في أواخر شهر فبراير من العام الحالي، أقر ريكس غايتس المساعد السابق لرئيس حملة ترمب الانتخابية، بول مانافورت، بالذنب بعد الإتهامات الموجهة اليه من قبل فريق المحقق الخاص روبرت مولر.

الرجل الذي عمل لعقود في عالم جماعات الضغط والتأثير، سار على طريق الجنرال مايكل فلين، مستشار الامن القومي السابق الذي بدوره اعترف بالذنب ليضمن مكانا له بين الشهود الذين ينوي مولر استخدامهم في الفترة القادمة.

حبل النجاة

وبالنظر إلى الإتهامات الموجهة الى مانافورت وغيتس المتعلقة بالتآمر على البلاد وغسيل الأموال والتهرب الضريبي، شكل اعتراف الأخير المتزامن مع معلومات تحدثت عن انخراطه في التعاون مع فريق التحقيق حبل نجاة له يساهم في ابعاد شبح البقاء لعشرات السنوات خلف القضبان.

وقالت صحيفة بوليتيكو ان الاتفاق بين مولر وغيتس ساهم في تجنب مساعد مانافورت السابق رؤية أولاده يكبرون وهو بعيد عنهم، ولكن الصحيفة طرحت في المقابل أسئلة تتعلق بقيمة المعلومات التي سيدلي بها ريكس.

تعاون

وإذا كان الإتهامات الموجهة الى مانافورت كفيلة بلزج به بقية عمره في السجن، فإن المحقق الخاص يطمح الى الحصول على معلومات سرية من غيتس تتعلق بحملة ترمب و"التواطؤ" مع روسيا، فمساعد رئيس الحملة السابق كان من المقربين جدا الى الحملة، وقد يكون مطلع على ما دار في اجتماع برج ترمب الشهير بين دونالد جونيور، وكوشنر ومانافورت، والمحامية الروسية ناتاليا فيزيلنيتسكايا.

يعرف كل شيء

واثار الحديث عن تعاون بين غيتس ومولر، مخاوف العديد من مساعدي ترمب السابقين والحاليين، ونقلت بوليتيكو عن مستشار جمهوري عمل معه خلال الانتخابات، قوله، "لقد رأى كل شيء، وكان من المطلعين على ما يجري".

صاحب الولاءات المتنقلة

ولا تقف مخاوف فريق ترمب عند موضوع تعاون غيتس مع فريق التحقيق، فإفتقار الرجل الى الولاء الثابت يدفع العديد من المراقبين يعد امرا مخيفا ايضا، فهو ليس ابن عائلة ترمب كدونالد جونيور او ايفانكا، وصهره جاريد كوشنر، وكذلك لا يعد من المؤمنين بسياسة الرئيس ككوري ليفاندوفسكي، وبراد بارسكال.
وبحسب بوليتيكو، فإن أحد محامي الدفاع ينظر الى المسألة بشكل مختلف، فمساعدو ترمب يعتبرون ان من أن تعاون غيتس سيزيد من خطورة ملف مانافورت القانوني بشكل كبير، وسيرزح تحت ضغط اكبر الأمر الذي قد يؤدي الى انقلابه على ترمب وكبار العاملين في الحملة مثل جاريد كوشنر.

وعلى الرغم من السيناريو الذي يرسمه مساعدو ترممب حول ريكس غيتس، غير ان محامي ترمب، جون دود الذي استقال من منصبه الأسبوع الماضي، قال في رد على أسئلة بوليتيكو، "لا اشعر بالقلق".

وانقلب غيتس على مانافورت بعد ثلاثين عاما من العمل المشترك في عالم الضغط والتأثير وقيادة الحملات، وقد برر أصدقاء مساعد رئيس حملة ترمب هذا الموضوع، بأنه الفرصة الوحيدة لتجنب البقاء عشرات السنوات في السجن.