طشقند: أعلنت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وأكثر من عشرة وفود من دول اخرى في بيان مشترك الثلاثاء دعمها للعملية السلمية في أفغانستان بعد اجراء محادثات في طشقند غابت عنها طالبان.

وأعلنت الاطراف الموقعة على البيان التي يصل عددها الى أكثر من عشرين ومن بينها الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا التزامها بعملية سلام "أفغانية المنشأ والقيادة"، رغم ان عدم حضور طالبان للمؤتمر العالي المستوي الذي عقد في عاصمة أوزبكستان ألقى بظلال من الشك حول أهمية هذه المحادثات.

أشار الاعلان المشترك الذي تم توزيعه في نهاية المؤتمر الى دعم الدول الموقعّة عليه "للعرض الذي قدمته حكومة الوحدة الوطنية من اجل اطلاق محادثات مباشرة مع طالبان بدون شروط مسبقة"، داعيا طالبان لقبول هذا العرض. 

وفي بيان تلقته وكالة فرانس برس عبر تطبيق التراسل واتس آب الثلاثاء، قالت طالبان انها "لم تكن مدعوة الى مؤتمر طشقند ومن المبكر اصدار بيان حول نتائجه".

توترات دولية
هدف المؤتمر الذي حضره الرئيس الأفغاني أشرف غني ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الى تشكيل جبهة موحدة داعمة للمحادثات المباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان.

لكن بعيدا عن خطاب النوايا الحسنة تجاه هذا البلد الذي تمزقه الحرب، فان التوترات الدولية كانت ظاهرة بالكامل في طشقند. فقد اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش المؤتمر واشنطن بفرض "ضغوط هائلة" على حلفائها لطرد عشرات الدبلوماسيين الروس بعد تسميم عميل مزدوج روسي سابق وابنته في مدينة سالزبري البريطانية في 4 مارس.

كما تبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات حول أفغانستان في فترة الإعداد للمؤتمر. فقد دانت السفارة الروسية في كابول الاسبوع الماضي ادعاءات قائد القوات الاميركية والدولية في افغانستان الجنرال جون نيكلسون حول تقديم روسيا معونات عسكرية الى طالبان عبر طاجيكستان، واعتبرت ان هذه الادعاءات "لا أساس لها على الاطلاق". 

ودحضت طاجيكستان التي حضرت مؤتمر طشقند في بيان الثلاثاء هذه المزاعم، ووصفت تعليقات نيكلسون بأنها "مؤسفة للغاية".

وتمرد حركة طالبان مستمر في أفغانستان منذ انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة نهاية عام 2014، وتمكنت الحركة من استعادة السيطرة على مناطق واسعة وانزال ضربات مؤلمة بقوات الأمن الأفغانية المحاصرة. 

وفي وقت سابق هذا الشهر تبنى الرئيس الافغاني خطابا مسالما حيال اكبر مجموعة مسلحة في بلاده واقترح في حال ابداء استعدادها للحوار امكانية الاعتراف بها كحزب سياسي.

وفيما لم يؤد مؤتمر طشقند الى تحقيق اي اختراق، فانه أكد ظهور اوزبكستان كلاعب دبلوماسي محتمل في المنطقة بعد فترة من العزلة النسبية تحت حكم الزعيم الرحل اسلام كريموف.

لهذه البلاد التي يبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة موقع استراتيجي في وسط آسيا، وتحد أربع دولة سوفياتية سابقة اضافة الى أفغانستان التي تقع الى جنوبها. ومنذ وصول الرئيس الأوزبكي الجديد شوكت ميرضيايف الى السلطة بعد وفاة كريموف عام 2016 عمل لتحسين العلاقات مع جيرانه الاقليميين الذين كانت لهم علاقات متباينة مع طشقند خلال حكم كريموف الذي استمر ثلاثة عقود.