لندن: تشهد المملكة العربية السعودية اصلاحات مدروسة بالغة الأثر لتنويع الاقتصاد وتحديث المجتمع. ويقود هذه التحولات الجذرية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي سُئل في مقابلة تلفزيونية خلال زيارته للولايات المتحدة إن لم يكن متسرعاً يحركه اندفاع الشباب. فرد الأمير محمد قائلا ان العكس هو الصحيح وان ما يفعله "ضروري ضرورة قصوى".

ويقول رجل الأعمال السعودي عبد الرحمن طرابزوني الرئيس التنفيذي لصندق رأس المال الجريء STV ان المملكة تمر بمرحلة لم تعد الحلول التدريجية البطيئة ممكنة فيها. وتابع طرابزوني ان فارق السن بينه وبين ولي العهد السعودي نحو سنة مشيراً الى انه أمضى الكثير من حياته بعد بلوغه سن الرشد في الولايات المتحدة حيث درس في معهد ماسيشوسيتس للتكنولوجيا ثم تولى إدارة نشاطات تجارية عالمية لشركة غوغل قبل أن يقرر العودة الى بلده للمساهمة بقسطه في التحولات الكبيرة التي تحتاجها السعودية. ونقلت شبكة سي ان بي سي عن طرابزوني قوله "أنا إبن جيل كامل من الشباب السعوديين الذين يعتقدون ان ما يفعله محمد بن سلمان أكثر من ضروري بل أنه حيوي".

فالأمير محمد يمنح الأمل لملايين السعوديين المتعلمين الذين يمثلون غالبية السكان. وهؤلاء تُحرر طاقاتهم ليقدموا الى العالم وجه السعودية الجديد ، بوصفها بلداً منفتحاً متفائلا يريد ان يتبوأ موقعه الجدير به على الساحة الدولية. 

ويلاحظ طرابزوني ان فجوة متزايدة كانت تفصل بين الواقع وطاقات الشباب السعوديين الذين كانوا يتابعون باهتمام انجازات رواد في سيليكون فالي ، مركز التكنولوجيا الحديثة في الولايات المتحدة ، مثل ستيف جوبز ، ويتحسرون لأن قصصاً كهذه لا تحدث في بلدهم. ويعلن طرابزوني "ان هذا على وجه التحديد هو ما يغيره محمد بن سلمان الذي اعطانا من الناحية العملية حق أن نعيد تخيل السعودية ثم نشرع في تحقيق الصورة التي نتخيلها بها".

وستقوم التكنولوجيا بدور كبير في هذا التحول. وفي هذا الاطار انتقل طرابزوني الى الرياض لبناء أكبر مشروع تكنولوجي في الشرق الأوسط هو صندوق المشاريع التكنولوجية التابع لشركة الاتصالات السعودية.

وأوضح طرابزوني ان لديه وفريقه افكاراً عن مجالات التجديد التي لدى السعودية مزايا فريدة لتنفيذها على الصعيد العالمي ومن ذلك ان المملكة بحجم غرب الولايات المتحدة تقريباً وفي الكثير منها بنى تحتية لتوزيع النفط والطاقة والارتباط بالانترنت.

وليس من الصعب أن نتخيل الجمع بين تكنولوجيات الطائرات المسيرة والأقمار الاصطناعية ومنظومات الذكاء الاصطناعي لبناء صناعة متطورة محلية تصبح رائدة عالمياً. ويقول طرابزوني "اننا نرى فرصة في كل مكان". فان كثيراً من الشباب السعوديين تعلموا في الخارج وهم يوظفون معارفهم الآن في بلدهم.

ويؤكد طرابزوني انه لا يدعي بأنه لن تكون هناك تحديات. فالسعودية تتصدى لمخاطر وتوترات جيوسياسية وفي الوقت نفسه توازن ايقاع الاصلاحات لمراعاة كل ما يتعلق بضمان حقوق المواطنين دون تعطيل حركة النمو الاقتصادي. 

ولكن السعودية ، كما ينوه طرابزوني ، قادرة على التعامل مع هذه التحديات بصورة أفضل من خلال تعزيز بنائها الداخلي وتمكين مجتمعها المزدهر في ظل حكم القانون. والشباب السعوديون يدركون ذلك ، ومن هنا "تأييدهم القوي" لمحمد بن سلمان واصلاحاته ، كما لاحظت صحيفة واشنطن بوست مؤخراً. 

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "سي ان بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.cnbc.com/2018/03/27/mohammed-bin-salmans-reforms-disrupting-saudi-arabia-status-quo-ex-google-exec.html