الأفوكادو ذهب أخضر تطلبها الأسواق العالمية، تصدر منها المكسيك أكثر من 770 مليوم كيلوغرام إلى الولايات المتحدة وحدها.

تشهد ولاية ميتشواكان المكسيكية صراعًا ضاريًا بين عصابات لا تتورع عن استخدام أبشع اشكال العنف من جهة وقوى الأمن وملاك المزارع من الجهة الأخرى. ليست المخدرات هي السلعة التي يدور حولها هذا الصراع، بل فاكهة الأفوكادو التي تشكل القوة المحركة لاقتصاد الولاية، وأصبح السكان يسمونها "الذهب الأخضر" بسبب الطلب الكبير عليها في الولايات المتحدة.

تنتج المكسيك من هذه الفاكهة أكثر من أي بلد آخر، بل إنها في الحقيقة مصدر ثلث الإنتاج العالمي من الأفوكادو وقسم كبير منه يُزرع في هذه الولاية التي صدرت أكثر من 771 مليون كيلوغرام من الأفوكادو إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

19 ألف فرصة عمل

انتعشت زراعة الأفوكادو بعد توقيع المكسيك والولايات المتحدة وكندا اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية "نافتا"، التي كثيرًا ما هاجمها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوصفها "اسوأ اتفاقية على الاطلاق".

لكن مراقبين يرون أن ترامب أغفل الفوائد الكبيرة التي عادت بها "نافتا" على التجارة الزراعية وتلبية طلب المستهلكين في البلدان الثلاثة. ففي ظل "نافتا"، تصدرت فاكهة الأفوكادو تدفق المنتجات الزراعية المكسيكية على مدار السنة لتسد الفراغ الموسمي في بقاليات الولايات المتحدة وتغير الطريقة الأميركية في الأكل.

كما أوجدت سلسلة تجهيز الأفوكادو نحو 19 ألف فرصة عمل في الولايات المتحدة واضافت أكثر من 2.2 مليار دولار إلى اجمال الناتج المحلي. وفي ظل "نافتا" زادت الولايات المتحدة صادراتها الزراعية إلى المكسيك نحو خمس مرات إلى 18 مليار دولار.

ما زالت "نافتا" حية على الرغم من تهديد ترمب بقتلها. لكن، مع اقتراب المفاوضات حول تعديلها من الجولة الثامنة، تلوح في الأفق نُذر حرب تجارية لا سيما بعد قرار ترمب فرض رسوم جمركية على الفولاذ والألمنيوم. ويخشى مزارعو الأفوكادو في المكسيك وكاليفورنيا أن يؤدي فرض رسوم أميركية مماثلة على المنتجات الزراعية إلى إجراءات مضادة تضر بالطرفين.

إلى الصين

لكن، ما دام الطلب العالمي على الأفوكادو مستمرًا في الازدياد، تبدو هذه الفاكهة محصنة ضد الاضطرابات الداخلية والخارجية. على سبيل المثال، إن اعمال العنف في ولاية ميتشواكان لم تؤثر في هدف زيادة صادرات الأفوكادو إلى الولايات المتحدة بنسبة 15 في المئة في عام 2018. ولا الرسوم الجمركية الجديدة ستمنع الأميركيين من استيراد الأفوكادو من المكسيك. فالولايات المتحدة لا تستطيع أن تُشبع شهيتها للأفوكادو من بلدان أخرى، والمكسيكيون ليس لديهم سوق بحجم الولايات المتحدة وقربها. وأظهر المستهلكون في الولايات المتحدة أنهم مستعدون للدفع إذا ارتفع سعر الأفوكادو في السوق.

في هذه الأثناء، تصدر المكسيك "ذهبها الأخضر" إلى الصين التي كانت أكبر مجهزيها بهذه الفاكهة حتى العام الماضي عندما تقدمت عليها تشيلي.

وتشكل الصين سوقًا يمكن أن يعوض عن سوق الولايات المتحدة. ويقول مراقبون إنه إذا انعطفت السياسة التجارية لادارة ترمب نحو حرب تجارية، فإن مزارعي الأفوكادو المكسيكيين لن يتوانوا عن إرسال منتوجهم إلى الصين بدلُا من الولايات المتحدة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط:

https://www.nytimes.com/2018/03/27/magazine/the-fruit-of-global-trade-in-one-fruit-the-avocado.html?smprod=nytcore-ipad&smid=nytcore-ipad-share