بينما تستمر المواجهات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، بدأت مصر في إجراء اتصالات مع الجانبين من أجل احتواء الموقف، وفي الوقف نفسه تجري اتصالات مع حركتي فتح وحماس من أجل التعجيل باتمام المصالحة الفلسطينية.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تجري مصر اتصالات دولية من أجل الضغط على إسرائيل، لإيقاف التصعيد ضد الشعب الفلسطيني، بعد مقتل 16 شخصًا أمس في مسيرة الأرض.

وتجري السلطات المصرية اتصالاتها الدبلوماسية مع السلطات الأميركية والإسرائيلية والفلسطينية، من أجل احتواء الموقف وعدم التصعيد، لحقن دماء الشعب الفلسطيني.

وعلمت "إيلاف" أن مصر تجري اتصالات بالتوازي مع حركتي فتح وحماس وفصائل فلسطينية أخرى، من أجل توحيد الموقف الفلسطيني، واستئناف عملية المصالحة الفلسطينية.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، إن القيادات الفلسطينية لم تكن على مستوى الحدث، مشيرًا إلى أن حركة حماس لم تظهر أية بادرة في اتجاه المصالحة، فلم تسلم الأمور إلى حكومة رامي الحمد الله، ولم تتخذ القيادة الفلسطينية أية خطوات مبشرة، ومنها رفع العقوبات عن قطاع غزة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الجميع لم يصل إلى حجم تضحيات الشعب الفلسطيني، ولم يتعاط مع تحركات الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هناك تحرك روسي نحو إحياء عملية السلام. 

وتوقع ألا تنجح موسكو في هذا الأمر، لاسيما في ظل الرفض الإسرائيلي لأية أدوار دولية باستثناء الدور الأميركي.

ونفذ الفلسطينيون إضرابًا شاملًا السبت في المحافظات الفلسطينية، حدادا على أرواح الضحايا الذين قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية خلال مسيرات يوم الأرض، التي انطلقت صوب المناطق الحدودية شمال وشرق قطاع غزة.

وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التجارية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها وكذلك المصارف التي تعمل يوم السبت، التزاما بالحداد الوطني.

وتستمر حركة الاحتجاج هذه ست أسابيع وذلك للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها وللمطالبة أيضا برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

وعلى الجانب الآخر من الحدود نشرت القوات الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية. وأطلقت طائرة صغيرة بدون طيار قنابل الغاز تجاه المتظاهرين شرق غزة.

وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة أن 16 فلسطينيا قتلوا وأصيب أكثر من 1400 آخرين في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.

ودعت روسيا القيادات الفلسطينية والإسرائيلية إلى عقد لقاء قمة على أراضيها، مشددة على ضرورة إطلاق المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وفلسطين.

وقال فلاديمير سافرونكوف، نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن التي كرّست للتطورات في قطاع غزة أمس الجمعة: "نؤكد استعدادنا لتقديم حلبة روسية يعقد عليها اجتماع بين الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي".

وشدد سافرونكوف على ضرورة إجراء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول كافة مسائل الوضع النهائي، بما فيها قضية القدس، مشيرا إلى أن التسوية في الشرق الأوسط يجب أن تستند إلى الأسس المعترف بها حسب القانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وأكد الدبلوماسي الروسي على قلق بلاده البالغ إزاء "الأحداث المأساوية في قطاع غزة والأنباء عن ارتفاع عدد القتلى والمصابين نتيجة إجراءات الجيش الإسرائيلي لضبط الاحتجاجات الفلسطينية، التي بدأت في 30 مارس في إطار حملة متواصلة أطلق عليها "مسيرة العودة الكبرى".

وأضاف أن روسيا تدعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى "التحلي بضبط النفس والامتناع عن الأعمال المؤدية إلى قتل المدنيين الأبرياء".

وقرر الرئيس محمود عباس، اعتبار اليوم السبت، يوم حداد وطني على أرواح الشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرات يوم الأرض الجمعة دفاعا عن حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ودفاعا عن مقدساتهم الإسلامية والمسيحية وعن حقهم في العودة إلى منازلهم وأرضهم التي هجروا منها.

كما قررت حكومة الوفاق الوطني تعطيل المدارس والجامعات وكافة المؤسسات والدوائر الحكومية اليوم حدادا على أرواح الشهداء. كما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية، الإضراب الشامل في كافة محافظات الوطن، السبت، الحداد.

وفشل مجلس الأمن الدولي في جلسته الطارئة أمس، في التوافق على موقف موحد من مواجهات غزة، التي قتل خلالها 16 فلسطينيا على الأقل برصاص القوات الإسرائيلية، وأصيب أكثر من 1400 آخرون، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.