دبي: قالت الفنانة نجوى كرم، خلال جلسة "تحولات فنية" في اليوم الثاني والختامي لمنتدى الاعلام العربي 2018 الذي نظمه نادي دبي للصحافة في مدينة جميرا، إنها تفضل موقع تويتر للتواصل مع الجمهور ولا تحذف المتابعين المنتقدين، مضيفة أن "وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تحولاً لافتاً ومهماً في علاقة الفنان بجمهوره، حيث جعلت الفنان أكثر قرباً منهم وتفاعلاً معهم، ومن خلالها يظهر الفنان على طبيعته ويكون أكثر تلقائية في التحدث عن حياته ومشروعاته الفنية ويتعرف على ردود الفعل المباشرة والسريعة لهذا الجمهور".

التجريح الشخصي

وعن كيفية تعامل الفنان مع الانتقادات أو التجريح الشخصي الذي يتعرض له من الآخرين، قالت إن هذا يتم مثلما كان يتم التعامل مع هذا التجريح بالصحافة الصفراء، إذا اضطر الفنان للرد، لكن عليه أن يحافظ على شخصيته وصورته لدى محبيه باعتباره شخصية عامة وجزء من المجتمع، موضحة أنها لا ترد في كثير من الأحيان على رسائل التجريح الشخصي لها.

وأشارت نجوى كرم إلى أنه لا يمكن قمع الناس ومنعهم من التعبير عن آرائهم، لكن ما يؤسف له أن البعض ينشئ حسابات شخصية مزيفة على منصات التواصل الاجتماعي لاستخدامها في توجيه السباب والتجريح الشخصي للفنان ومحاولة التقليل من شأنه لدى الجمهور، معتبرةً أن هؤلاء لا يمتلكون الجرأة والشجاعة، وإلا كانوا قد أنشأوا حسابات حقيقية يبثون من خلالها رسائلهم ويعبرون عن آرائهم بكل واقعية وشجاعة، وقالت إنه لا يصح إلا الصحيح ولا تُزعجها مثل هذه الأمور.

 

 

أغراض شخصية

ووجهت كرم عتاباً للمؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذين يؤثرون سلباً في الجمهور لأغراض شخصية، معربةً عن شكرها لأصحاب الموضوعية والمصداقية ذوي التأثير الإيجابي، لكنها قالت إن أهم معيار للحكم على هؤلاء المؤثرين هو موقع كل منهم في المجتمع، وما قدمه له وهل له وزن في مجال معين أم مجرد شخص لديه متابعين كثيرين، وقالت إن بعض هؤلاء المؤثرين يرغبون في استدراج الفنان لمنطقة معينة لا تتناسب وقناعاته، وهنا يجب أن يكون الفنان حذراً وعلى درجة من الوعي لعدم الانسياق في هذه "المهاترات".

وقالت إن "تويتر" هو أكثر وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدمها، فمن خلاله تستطيع التفاعل مع جمهورها. وعما إذا كانت تقوم بحذف بعض المتابعين من الذين لا تعجبها آراؤهم، قالت: "لا أقوم بذلك لكنني أزيد من عدد الأشخاص الذين أتابعهم وليس العكس".

 

 

فريسة التشتت

ووجهت نجوى كرم رسالة من خلال منتدى الإعلام العربي للأباء بقولها" كل منا مسؤول عن التوجه المستقبلي للطفل بأن نكون قدوة لهم ونتحاور معهم ونرشدهم للطريق الصحيح، ولا نتركهم فريسة التشتت الذهني لوسائل تلقي المعرفة والمعلومات، حيث تحمل بعضها معلومات خاطئة ومضرة بالطفل".

تحول كبير

من جانبه قال علي جابر مدير مجموعة قنوات "إم بي سي" خلال الجلسة التي قدمها الإعلامي نيشان، إن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت تحولاً كبيراً في علاقة الإعلاميين بالقراء والمشاهدين، حيث صار الهيكل الإعلامي مفتوحاً لكل الناس، ومن خلالها يعبر الجمهور عن رأيه ويشارك في صنع الرأي بما ينشره من صورة ومعلومات بصرف النظر عن صحتها.

تغريدات البلطجة

ووصف علي جابر تغريدات "البلطجة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أمراض العصر الراهن، معتبراً أن هناك أمراضاً في كل عصر إعلامي، وقد ظهرت في الصحافة وفي التليفزيون ونعيشها حالياً في ساحة التواصل الاجتماعي، لكن لا يجب أن نستسلم لهذه الظاهرة والتعامل معها وتصحيحها رغم صعوبة وقفها.

وأكد جابر أن التليفزيون ووسائل الإعلام المختلفة رغم ما فيها من سلبيات ليست المسؤول الأول أو الوحيد عن وجود مجتمع صحي، حيث لديها قدرة معينة لذلك، لكن صحة المجتمع مسؤول عنه المؤسسات التعليمية والحكومة والأسرة.

أخطر أنواع الخوف

من جهته أكد الكاتب والناقد السعودي الدكتور عبدالله الغذامي أن الخوف الثقافي هو أخطر أنواع الخوف، مشيرا إلى أهمية العمل على تقديم أفكار جديدة تسهم في دفع المجتمعات العربية للأمام بعيدا عن الشعارات البراقة المضللة. 

وأوضح في جلسة تحت عنوان "أفكار جديدة... لماذا الخوف؟"، أن الخوف الثقافي هو بمثابة فيروس إعلامي يحمل اضرارا ثقافية تعوق انطلاق الأفكار الجديدة، ويدفع إلى التمسك بالماضي على حساب الحاضر والمستقبل. 

وأشار الغذامي إلى أهمية تعدد الأفكار والآراء التي تثري المجتمعات، وضرورة التعامل مع هذا الخوف ومواجهته، ضاربا مثالا بمظاهرات وقعت مؤخرا في العاصمة البريطانية لندن، إحداها لمؤيدين لبقاء بريطانيا ضمن الاتحاد الأوروبي، حيث رفعوا شعارات تحذر من دفع فاتورة تقدر بالمليارات في حال الانفصال، فيما رفع المعارضون للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي لافتات أخرى توضح المكاسب البريطانية التي قدروها هي الأخرى بالمليارات في حالة مغادرة الاتحاد. 

مغالطات ثقافية

وقال إن الذاكرة العربية تحمل مغالطات ثقافية عديدة، أبرزها المفهوم الخاطئ للأفكار القومية، مشيرا إلى أن تلك الأفكار نتجت عن الاستعمار وما تولد عن ذلك من لحظات انكسار ومفاهيم مغلوطة، ضاربا مثالا على ذلك بما حدث خلال هزيمة عام 1967، عندما تجاهل حزب البعث السوري الهزيمة في ذلك الوقت، معلنا أن إسرائيل فشلت في إسقاط حزب البعث والثورة البعثية، أي أن الإسرائيليين فشلوا في إسقاط الرمز الثقافي والسياسي البعثي. 

الأفكار بين قومية ومتطرفة

وأشار الى ان الأفكار القومية انحسرت لتأتي بعدها الأفكار المتطرفة التي تتخفى في عباءة الدين، ومنها ما روجت له جماعة "الإخوان المسلمين" الإرهابية، والتي أطلقت أفكارا مضللة مسمومة لخدمة أهداف سياسية بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة.