باريس: كانت فترة ثلاثة أسابيع كافية لانهاء نظام صدام حسين بين اولى الغارات الاميركية في 20 مارس 2003 وسقوط بغداد في التاسع من ابريل.

وتم التذرع بالوجود المزعوم لاسلحة الدمار الشامل الكيميائية او النووية او البيولوجية في العراق بغرض تبرير التدخل العسكري الاميركي، لكن لم يتم العثور على اي شيء منها.

 كرة من نار 

في 21 مارس، اسفرت الغارات عن انفجارات ضخمة في المناطق الادارية للعاصمة. كانت بداية حملة القصف الجوي الهائلة التي أطلق عليها الاعلام الاميركي "الصدمة والرعب".

في يوم واحد ، قامت الطائرات الاميركية والبريطانية بألف طلعة جوية واسقطت العديد من صواريخ كروز، وفقا لواشنطن.

وفي اليوم التالي، شنت الطائرات غارات عنيفة على مدن البصرة وكركوك والموصل وضواحي بغداد.

في 25 مارس، عبر نحو اربعة الاف من مشاة البحرية (المارينز) الناصرية، مفصل الطرق المهم باتجاه بغداد رغم استخدام القوات العراقية النار بكثافة.

في الايام التالية، اصبحت بغداد ومحيطها هدفاً لحملة قصف عنيف استهدفت مجمع القصر الجمهوري والاحياء السكنية والحرس الجمهوري، النواة الصلبة للجيش.

الاميركيون في المطار

في 31 مارس، بدات فرقة المشاة الثالثة الاميركية اول معركة ضد وحدات الحرس الجمهوري قرب مدينة كربلاء على بعد 110 كلم جنوب بغداد.

في الثاني من ابريل، شقت هذه الفرقة طريقها الى بغداد متجاوزة مفصل الطرق في كربلاء.

في الرابع من الشهر، سيطر الاميركيون على مطار صدام الدولي في بغداد بينما عرض التلفزيون الحكومي لقطات لصدام حسين اثناء تجوله في احدى المناطق السكنية في العاصمة.

العلوج

في السابع من ابريل ، توغلت القوات الاميركية بشكل مذهل حتى مركز السلطات وسيطرت على ثلاثة من القصور الرئاسية في بغداد.

لكن وزير الاعلام محمد سعيد الصحاف ندد ب"العلوج" الاميركيين مثيرا سخرية الصحافيين من حوله بينما كان جنودهم يستولون على القصر الرئاسي. ويؤكد "انهم لا يحاصروننا، بل نحن الذين نحاصرهم".

 انهيار النظام

في التاسع من ابريل، دخلت القوات الاميركية "مدينة صدام"، الضاحية الشيعية الرئيسية في شمال شرق العاصمة، وانسحب العراقيون من مواقعهم.

وصلت الدبابات الاميركية والمركبات المدرعة الى وسط العاصمة في ساحة الفردوس امام فندق فلسطين حيث كانت وسائل الاعلام الدولية. وتم اقتلاع تمثال ضخم من البرونز لصدام حسين من قاعدته بواسطة عربة مدرعة اميركية قبل ان يدوسه بعض العراقيين الذين حضروا المشهد.

كان السكان خائفين من عودة صدام حسين الى تسلم مقاليد السلطة مجددا كما حدث بعد حرب الخليج عام 1991 اثر القضاء على التمرد الشيعي في الجنوب. وغضت القوات الاميركية النظر عن اعمال نهب على نطاق واسع ما ساهم في اغراق البلاد في فوضى عارمة.

في اليومين التاليين، سقطت كركوك والموصل دون مقاومة كبيرة بيد الاكراد الذين انسحبوا لاحقا امام الاميركيين. اما تكريت (180 كلم شمال بغداد)، معقل صدام حسين فقد سقطت في 14 نيسان/ابريل.

اعتقل الاميركيون صدام حسين في ديسمبر قرب تكريت قبل اعدامه اواخر عام 2006.

خسرت الولايات المتحدة 139 جنديا وبريطانيا 33 جنديا خلال العملية، وفقا لوزارتي الدفاع في البلدين. كما قتل أكثر من 7300 مدني عراقي خلال هذه الفترة، وفقا لمنظمة "ايراكبادي كاونت"غير الحكومية.