باريس: يحمل تدمير او اسقاط تماثيل شخصيات سياسية مثل الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين في بغداد قبل 15 عاما معان رمزية وهناك الكثير من الأمثلة عن ذلك في العالم.

عندما اسقط عدد من الاشخاص بمساعدة قوات المارينز الاميركية في التاسع من حزيران/يونيو 2003 تمثالا ضخما لصدام، كان ذلك بمثابة تأكيد للمتواجدين الفرحين بأن حكمه المستمر منذ نحو 24 عاما يتهاوى أيضا.

في ما يلي بعض الامثلة لاسقاط تماثيل شخصيات وقادة أقوياء في أنحاء العالم.

تمثال نابوليون

في العام 1871 قامت حركة "باريس كومون" الثورية باسقاط تمثال برونزي ضخم لنابوليون الأول يعلو عمودا يتجاوز ارتفاعه 40 مترا في ساحة فندوم وسط باريس.

وكان "الرفاق" آنذاك ينتفضون في اعقاب الهزيمة المذلة لنابوليون الثالث ضد بروسيا في السنة التي سبقت.

وسُجن الرسام المعروف غوستاف كوربيه ستة أشهر لتنظيمه ذلك اضافة الى تغريمه كلفة تمثال جديد تم تركيبه عام 1873.

رموز سوفيتية

أدى تفكك الاتحاد السوفيتي السابق إلى تدمير العديد من تماثيل زعمائه.

في نوفمبر 1989 صفق شبان في وارسو اثناء إزالة تمثال لمؤسس الشرطة السرية السوفياتية فيليكس دجرينسكي (كاي جي بي). ففيما كانت رافعة تحمل التمثال، انهار قسمه السفلي وتحطم، وأصبحت الاجزاء المهشمة قطعا تذكارية ترمز لانهيار الشيوعية.

وتم اسقاط تمثال آخر لدجرينسكي في موسكو في آب/اغسطس 1991 بعد انقلاب فاشل ضد الرئيس ميخائيل غورباتشيف وسياسته الديموقراطية.

وهتف الالاف "لتسقط كاي جي بي" فيما كانت رافعات تنشط في المكان.

واستغرقت اعمال اسقاط تمثال برونزي زنته 12 طنا لفلاديمير لينين في ساحة بوخارست نحو ثلاثة ايام في اذار/مارس 1990، فيما سعى الرومانيون لازالة رموز الهيمنة السوفياتية.

وقام عشرات المتظاهرين المقنعين بانزال تمثال آخر للينين في العاصمة الاوكرانية في كانون الأول/ديسمبر 2013 في بداية انتفاضة هائلة أفضت للاطاحة بحكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو.

ووضع متظاهرون حبلا حول عنق التمثال وصرخ بعضهم "اشنقوا الشيوعي".

غير ان جورجيا انتظرت 20 عاما بعد انفصالها عن الاتحاد السوفياتي لتفكيك تمثال ستالين في بلدة غوري مسقط رأس الدكتاتور. وجرت عملية إزالة التمثال عام 2010 سرا في الليل، لكن اعيد تركيبه بعد ثلاث سنوات.

 الحرب في سوريا

بلغت تظاهرات ضد النظام السوري أوجها في مارس 2011 في مدينة درعا حيث تم اقتلاع تمثال للرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار الاسد، ليؤذن ذلك بانتفاضة تحولت إلى نزاع شامل دام.

وتسلق شبان تمثال الرئيس السابق مطلقين هتافات منددة بالنظام.

في مارس 2018 وايضا في سوريا، قام مقاتلون مدعومون من تركيا بعد استيلائهم على بلدة عفرين من مقاتلين اكراد، بتحطيم تمثال كاوا الحداد، بطل اسطورة كردية قديمة ترتبط بعيد النوروز ويرمز إلى المقاومة.

رموز العبودية 

في الولايات المتحدة قام متظاهرون في آب/اغسطس 2017 باسقاط تمثال جندي كونفدرالي - رمز الدفاع عن العبودية خلال الحرب الاهلية بين 1861 و1865 - في دورام بولاية كارولاينا الشمالية.

وكان ذلك ردا على مقتل امرأة في شارلوتسفيل قبل يومين، على ايدي شخص من النازيين الجدد خلال احتجاج على ازالة نصب للجنرال روبرت إي. لي الذي قاد القوات الكونفدرالية في الحرب الاهلية.