عاد النظام السوري وحلفاؤه لوضع مدينة دوما في الغوطة الشرقية تحت نيرانه من أجل فرض التهجير القسري على الأهالي مدنيين وعسكريين ، مما تسبب بقتل وجرح أكثر من 300 مدنيا، خلال أكثر من 150 غارة من الطيران الحربي والمروحي خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وضيّق النظام الحصار على دوما من خلال تهجير السكان والسيطرة على بقية أراضي الغوطة الشرقية في الفترة الماضية ، وذلك في أكبر عملية تهجير تحدث منذ سنوات.

واكدت مصاد متطابقة ما قاله الدفاع المدني السوري في ريف دمشق حول "إن أكثر من 40 مدنياً استشهدوا وجرح العشرات، يوم أمس الجمعة، جرّاء قصف عنيف بالصواريخ من الطيران الحربي والبراميل المتفجرة من الطيران المروحي ".

وأوضح الدفاع المدني أن القصف لم يتوقف يوم أمس، حيث تابعت الطائرات الحربية والمروحية التابعة لقوات نظام الأسد وروسيا، اليوماستهدافها للمنازل السكنية والمحال التجارية، بشكل متعمد وبأكثر من 50 غارة استخدم فيها الصواريخ والبراميل المتفجرة.
واتهم جيش الإسلام النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي والغازات السامة في دوما .

وقالت مؤسسة الدفاع المدني في مدينة دوما في بيان ان "قوات النظام السوري وحلفاءها استهدفوا الاحياء السكنية في مدينة دوما بالأسلحة الكيماوية السامة عبر استهدافها بقذائف وصواريخ محملة بالفوسفور والنابالم والمواد السامة كالكلور المركز في القذائف الصاروخية".

وأضافت أن النظام وروسيا يهدفان من وراء تكثيف القصف مجددا على دوما المحاصرة للضغط أكثر على جيش الاسلام والمدنيين المحاصرين لقبول التهجير.

من جانبه نفى النظام السوري استخدام السلاح الكيماوي في قتاله ضد جيش الاسلام في دوما ، واتهم "التنظيمات المسلحة باستخدام هذا السلاح في أكثر من منطقة" ، معتبرا أن "الهدف هو تشجيع عدوان على سوريا".

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن "مصدر رسمي سوري" إن جيش الإسلام انهار واذرعه الاعلامية تستعيد ما وصفته بفبركات الكيماوي في محاولة لعرقلة تقدم الجيش السوري.

وأكدت وسائل إعلام تابعة للنظام اليوم أن جيشه يقتحم تحصينات جيش الإسلام في دوما وذلك من عدة محاور قتالية.

ونقل المركز الإخباري السوري التابع للنظام أن "المسلحين في دوما قاموا بزراعة الألغام لإعاقة تقدم الجيش".

وأشار إلى أن "وحدات الهندسة تقوم بتفكيك هذه الألغام وتدميرها ومتابعة التقدم".

ووصف ناشطون متواجدون في مدينة دوما القصف بأنه "مروع"، وتم نقله على شاشات النظام مباشرة ، وأكدوا أن أكثر من 8 طائرات حربية ومروحية، تتناوب بالقصف على المناطق السكنية والحيوية في المدينة، بحيث لا تغيب الطائرات عن سماء المدينة

وقالوا "أن كل غارة من الطيران الحربي تحمل 4 صواريخ شديدة الانفجار تحوي مواد حارقة، فيما يرمي الطيران المروحي 3 براميل متفجرة محملة بقنابل عنقودية".

 من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مسلحي "جيش الإسلام" أطاحوا بقادتهم ممن شاركوا في المفاوضات حول الخروج من دوما في الغوطة الشرقية وأقدموا على انتهاك الاتفاقات التي تم التوصل إليها مؤخراً.

وقالت الوزارة أن عناصر التنظيم الإرهابي يمنعون مدنيي دوما من مغادرة المدينة ويطلقون النار على المتظاهرين.

وأوضح رئيس مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في سورية الجنرال يوري يفتوشنكو أن الوضع في دوما تدهور أمس بشكل واضح عقب قيام مسلحو "جيش الإسلام" بهجمات ضد الجيش السوري بمدافع الهاون والصواريخ.

وفِي ردود الفعل وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ما جرى بأنه عمليات إبادة جماعية، ودعا الأمم المتحدة لدعم الأهالي في دوما، ومنع تهجيرهم، إضافة إلى تطبيق قرار مجلس الأمن 2401 لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.

وشهدت مدن وبلدات الغوطة الشرقية حملة عسكرية شرسة انطلقت منذ شهر شباط الماضي، استخدمت فيها قوات النظام وروسيا كافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، ومنها الكيماوي والفوسفور الأبيض والنابالم الحارق، وترافق ذلك مع عملية حصار خانق لاجبار السكان الذي كان يبلغ عددهم نحو 400 ألف مدني على الهجرة بشكل قسري إلى الشمال السوري.

ورصدت الشبكات الحقوقية ارتفاع واضح في معدل العنف خلال الشهرين الماضيين اللذان ترافقا مع الحملة العسكرية، كما رصدت عمليات تهجير قسري واسعة النطاق بلغت أكثر من نصف مليون نسمة وسط صمت دولي واليات وقف تصعيد لم تسفر عن نتائج حقيقية واجتماعات دولية واقليمية لم تحقق المطلوب في وقف العنف .