أدانت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، "تجاهل" المجتمع الدولي لما يشتبه في كونه هجوم كيميائي على دوما بسوريا.

ووصف بعض الكتاب الموقف الدولي بـ"العجز"، بينما حذر آخرون من أن "العالم كله في خطر من تكرار هجمات مماثلة".

"عار على المجتمع الدولي"

ووصف حسين خيري، في صحيفة الأهرام المصرية، ما يحدث في سوريا بأنه "يمثل عارا على المجتمع الدولي، فهناك 8 ملايين طفل يعانون الجوع والرعب والاكتئاب، ورائحة الموت تلاحقهم داخل منازلهم وخارجها، وفي يقظتهم وفي أحلامهم".

بالمثل، أشار عبد الرحمن الراشد، في صحيفة البيان الإماراتية، إلى أن "المشكلة ليست في توفر الأدلة، وهي كثيرة... بل في المجتمع الدولي ومؤسساته، حيث صار يتجاهل وبشكل خطير. سلوك المجتمع الدولي غريب تجاه جرائم عادة يعتبرها هجوما عليه وخطرا على الجنس البشري".

وحذر الراشد من أنه "إن لم تكن حياة آلاف السوريين بذات قيمة عند الذين يتفرجون بلا مبالاة، فإن العالم كله في خطر من هذه السوابق التي أصبحت عملا مألوفا ومقبولا بالسكوت عليه وعدم محاسبة المجرمين. السكوت على ما تفعله الأنظمة الثلاثة [السورية والروسية والإيرانية] في سوريا سيجعل كل مدن المنطقة مفتوحة للقتل بالغازات مع توسع الحروب وبرودة ردود أفعال العالم حيالها".

وتبنت افتتاحية صحيفة العرب القطرية رأيا مشابها، حيث قالت: "استنادا لبعض الإحصاءات، فإن الهجوم الذي تم يوم السبت هو الهجوم رقم 215، الذي يشنّه نظام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي منذ العام 2012، وهو ما يعني أن الأمر أصبح شبه عادي بالنسبة إليه وإلى داعميه، وأحد أهم الأسباب هو غياب عنصري المحاسبة والعقاب الرادع، الأمر الذي يشجع النظام على الاستمرار، وهو أمر يتحمّل مسؤوليته المجتمع الدولي".

وتوقع علي الأمين، في صحيفة العرب اللندنية، أن يبقى "الموقف الدولي عاجزا أو متفرجا أمام المجازر التي يرتكبها [الرئيس السوري بشار] الأسد وحلفاؤه ضد المدنيين، وشديد الحسم عندما يتصل الأمر بأمن إسرائيل أو بمناطق نفوذ واشنطن".

كما أدان الأمين موقف الدول العربية، إذ أشار إلى أنه "فيما يشكل استخدام السلاح الكيماوي مجال جدل ونقاش دولي، ثمة صمت عربي يعكس حالا من الاستسلام أو العجز إن لم يكن التواطؤ، لا سيما أن سوريا تشهد عملية تدمير ممنهج للبنية الاقتصادية والعمرانية، والأهم عملية تغيير ديمغرافي لم تعد خافية على أحد. في المقابل تجري عملية رسم دقيق لمعالم النفوذ الإيراني والإسرائيلي بإشراف روسي، ولعل الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المطار في ريف حمص، تظهر إلى حد بعيد حدود الاهتمامات التي تتجاوز الاعتبارات الإنسانية أو السياسية المتصلة بالشعب السوري".

من جهة أخرى، رأى علي قاسم، في صحيفة الثورة السورية، أن المشهد "يبقى في نهاية المطاف محكوما بالحقائق التي تتراكم.. بدءا من حتمية انكسار المشروع الإرهابي والمنحى التنازلي في مؤشراته... وتفكك عوامل منظومة العدوان وتساقط أكاذيبها وفبركاتها، وصولا إلى تباعد أجنداتها على المستويين الإقليمي والدولي, مرورا بالصياغة الجديدة لمشهد العلاقات الدولية ...والأهم أن مخاض النظام العالمي بات في طوره الأخير، وإن كان أخطر الأطوار وأكثرها أثارة لمشاهد النزاعات بجبهاتها المفتوحة".‏