كشفت مصادر إيرانية وفقًا لمعلومات من داخل البلاد عن تصاعد الانتهاكات المنظمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها السلطات خلال شهر مارس الماضي تمثلت في تنفيذ 12حالة إعدام وأحكام جلد بالسوط علنًا وحالات قتل داخل السجون.

إيلاف: تزداد حالة انتهاك حقوق الإنسان والضغوطات التي تمارسها السلطات الإيرانية، حيث يتم حرمان السجناء من أي دفاع قانوني، مما يرغمهم على استخدام أصعب الطرق لمواجهة ذلك، وذلك من خلال الإضراب عن الطعام للحصول على حقوقهم وليوصل السجناء السياسيون أصواتهم إلى العالم.

وشهد شهر مارس الماضي وفق معلومات للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من داخل إيران، وأرسلت نسخة منه إلى "إيلاف" اليوم حالات عديدة للإضراب عن الطعام، منها من قبل السجناء السياسيين سهيل عربي وكلرخ إيرايي وحميد رضا أميني والمحامي المدافع عن حقوق الإنسان عبدالفتاح سلطاني، إضافة إلى أرجنك داوودي السجين السياسي الطاعن في السن، وولي ‌الله تقي‌ زاده وحمزة درويش. كما خاضت مجموعة من السجناء السياسيين المحبوسين في سجني إيفين وكوهردشت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر الماضي احتجاجًا على انتهاك حقوق الإنسان في إيران.

إضرابات للسجناء واعتداءات للحراس
في المقابل لم تكتفِ السلطات بعدم التحرك لتلبية مطالب السجناء فحسب، وإنما انهال عليهم عناصرها بالضرب والشتم لممارسة المزيد من الضغوط ضدهم وتحطيم معنوياتهم. وفي هذا الشأن تمكن الإشارة إلى الحالات الآتية:

ـ خاض السجين السياسي سهيل عربي الإضراب عن الطعام منذ 55 يومًا، حيث كان إضرابه تامًا عن الطعام والشرب لـ15يومًا احتجاجًا على تعذيب سجينين آخرين، هما آتنا دائمي وكلرخ إيرايي، بالضرب والشتم، واقتيادهما إلى سجن قرجك بشكل غير قانوني. وقد تم نقله إلى زنزانة انفرادية لإرغامه على كسر إضرابه، حيث تعرّض للضرب بشكل قاسٍ خاصة على رأسه.

ـ السجينة السياسية كلرخ إيرايي خاضت الإضراب عن الطعام منذ 55 يومًا، حيث كان إضرابها تامًا لمدة أسبوع، وذلك احتجاجًا على نقلها وآتنا دائمي غير القانوني إلى سجن قرجك في مدينة ورامين، و تعرّضتا للضرب والشتم، ولذلك فهي تمر بحالة صحية متدهورة، وخسرت خلال هذه الفترة 20 كلغم من وزنها، وفقدت وعيها لمرات.

ـ السجين السياسي أرجنك داوودي خاض منذ يوم 3 مارس حتى الآن إضرابًا عن الطعام والدواء، وهو قابع في العنبر المعزول في السجن المركزي في مدينة زاهدان تحت ظروف صعبة للغاية.

ـ حميد رضا أميني مدير إحدى القنوات في شبكة إنستاغرام، خاض الإضراب عن الطعام منذ 17 فبراير 2018 احتجاجًا على نقله غير القانوني من سجن إيفين إلى فشافويه، حيث كان إضرابه منذ 4 مارس تامًا عن أي طعام وشراب. وعندما قام أفراد عائلته بزيارته في المستشفى يوم 20 مارس تعرّض السجين للضرب والشتم، وهو مربوط اليدين والقدمين بالسرير بالأغلال، أمام أعين أفراد عائلته، مما أصابه بجروح في الوجه والرأس.

ـ ولي ‌الله تقي ‌زاده السجين السياسي المحكوم عليه بالإعدام، خاض الإضراب عن الطعام منذ أكثر من 43 يومًا احتجاجًا على السير الطويل لملفه.

الإعدامات
نفذت السلطات الإيرانية خلال الشهر الماضي 12 حالة إعدام، منها 10 بشكل سري، وكانت إحدى الضحايا والد توأمتين بالغتين من العمر 8 أعوام، كما تم تنفيذ إعدام شقيقين أمام المرأى العام في مدينة كجساران.

أيضًا تم التأييد النهائي في هذا الشهر لحكم الإعدام في مراهق هو محمد كلهري اتهم بالقتل في الـ 15من عمره، ومن المرتقب أن يتم تنفيذ الحكم.

في نموذج آخر أضرب محمد صالحي المراهق المحكوم عليه بالإعدام عن الطعام في سجن مهاباد احتجاجًا على الحكم، وتعرّض يوم 10 مارس للضرب والشتم من قبل حراس السجن لينهي الإضراب، كما اقتادوه إلى زنزانة انفرادية، وكان قد تم توجيه تهمة القتل إليه عندما كان في الـ 17 من العمر.

جدير بالذكر أن 86 سجينًا محكوم عليهم بالإعدام يتوقعون تنفيذ الحكم بهم في أي وقت في الجناح 10 لسجن رجائي شهر.

وأظهرت إحصائية أعلنت في الأول من الشهر الحالي ارتفاع عمليات الإعدام في عهد الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تولى الرئاسة في عام 2013 إلى 3200 عملية، وبين المعدومين أطفال ومراهقون ونساء، برغم مطالبات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الدولة لحقوق الإنسان وعدد من الدول لإيران بوقف عمليات الإعدام المتزايدة، لكن كل هذه المساعي بائت بالفشل حتى الآن.

عمليات قتل
وفي يوم 27 مارس، قتل عتال يدعى «إبراهيم سليماني» جراء إطلاق النار من قبل عناصر لقوات الحرس في قرية كاني زرد على الحدود التابعة لقضاء سردشت. وهو كان أبًا لـ5 أولاد. جاء قتل هذا العتال في أيام العام الإيراني الجديد من قبل العناصر الحكومية، في وقت كان يحاول فيه الحصول على مبلغ ضئيل حاملًا البضائع والأغراض على كتفيه.

موت في السجن
في شهر مارس قضى ثلاثة سجناء نحبهم جراء التعذيب، واثنان آخران، نتيجة عدم حسم وضعهما، وعدم تلقي العناية الطبية في السجون.. وهذه الحالات كالآتي:

ـ 2 مارس، قتل قباد أعظمي تحت التعذيب بعد يومين من اعتقاله من قبل عناصر المخابرات. وقال مسؤولو السجن لأفراد عائلته إن ولدهم أقدم على الانتحار عبر استعمال أنواع مختلفة من الحبوب.

ـ 2 مارس، أقدم وحيد صفرزهي على الانتحار في سجن زاهدان بشفرة حلاقة، وكان هذا السجين (21 عامًا) حكم عليه بالسجن عامًا بتهمة السرقة المسلحة، وكان سبب إقدامه على الانتحار عدم سماح مسؤولي السجن له بزيارة والدته المريضة في المستشفى.

ـ 4 مارس، قتل محمد راجي من السجناء الدراويش الكناباديين ممن كان قد تم اعتقالهم جراء احتجاج شارع (كلستان هفتم) في طهران خلال الشهر الماضي جراء الضربات التي تعرّض لها حين الاستجواب.

ـ الإثنين 27 مارس، قتل سجين يدعى علي سواري يبلغ من العمر 50 عامًا في سجن شيبان في مدينة الأهواز تحت التعذيب على أيدي أحد حراس السجن باسم حميديان. تظهر آثار التعذيب على مختلف النقاط في جسده ورأسه في فيديو سجله أفراد عائلته من جثمانه، وقد اعتقل مسؤولو السجن أفراد عائلة هذا السجين ممن كانوا قد اعتصموا أمام السجن احتجاجًا على قتله تحت التعذيب.

أحكام بالجلد 
وخلال الشهر الماضي كذلك قامت السلطات الإيرانية بتنفيذ حكم للجلد بالسوط ضد عدد من المتهمين، كما تم جلد شاب في ساحة 17شهريور في بوشهر أمام المرأى العام.

اعتقالات 
وصل عدد الاعتقالات في شهر مارس إلى أكثر من 2100 شخص، حيث اعتقل 889 شخصًا خلال الاحتفال التقليدي ليوم الثلاثاء الأخير من السنة الإيرانية في الشهر الماضي في 22 مدينة، كما تم اعتقال 30 كرديًا لمشاركتهم في احتفالات في عيد نوروز في مدن مريوان وسلماس وإيلام وبوكان وباوه وسنه سنندج.

ـ 28 فبراير، أضرب عشرة عمال في مصنع فولاد بالأهواز احتجاجًا على عدم دفع أجورهم، واعتقلوا. واقتحم الرجال الأمنيون منازلهم ليلًا، وقاموا باعتقالهم، وثلاثة منهم: مرتضى أكبريان ومثيم على قنواتي وفرهاد أكبريان.

ـ 2 مارس، اقتحمت الشرطة حفلة في لواسان في طهران، واعتقلت 50 شابة وشابًا مشاركين في الحفلة وفقًا لوكالة أنباء ركنا ـ 2مارس 2018).

ـ 3 مارس، اعتقل 10من الشابات والشباب جراء اقتحام قوات الشرطة حفلًا في مدينة عبادان، بحسب وكالة أنباء جمهوري إسلامي ـ 3 مارس 2018).

ـ 8 مارس، قامت قوى الأمن الداخلي بالهجوم على تجمع للنساء والرجال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أمام مبنى وزارة العمل، حيث انهالت عناصرها على المتجمعين بالضرب والشتم، ثم اعتقلت 84 منهم، وقد اقتيدت النساء إلى سجن قرجك في ورامين، بينما اقتيد الرجال إلى سجن فشافويه.

ـ الثلاثاء 20 مارس، حالت القوات الأمنية دون الاحتفال بمراسم عيد النوروز في قرية بمريوان على عتبة العام الإيراني الجديد. وهاجمت القوات الأمنية أهالي هذه القرية، مستخدمة غازات مسيلة للدموع، مما أدى إلى سقوط الجرحى بين أهالي القرية.

وشهدت إيران بين ديسمبر ويناير الماضيين احتجاجات شعبية واسعة في 142 مدينة هتفت بسقوط "خامنئي الدكتاتور"، ونددت بسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، ما دفع السلطات إلى اعتقال 8 آلاف محتج، وقتل حوالى 50 آخرين إما بمواجهات في الشوارع أو تحت التعذيب.