نصر المجالي: مع تصاعد التسخين العسكري في مياه المتوسط، قالت وسائل الإعلام الروسية إن سفن الأسطول الروسي غادرت ميناء طرطوس السوري استنادا لمعلومات مؤيدة بصور للأقمار الاصناعية نشرتها "Image Satellite International".

وأظهرت صور التقطها الأقمار الاصطناعية يوم أمس الأربعاء، إخلاء البحرية الروسية قاعدة طرطوس في سوريا، وأشارت الشركة عبر حساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي، إلى أن الصورة الملتقطة في 11 أبريل تكشف خلو طرطوس من السفن الحربية التي كانت تتواجد في مينائها سابقا، وبينها فرقاطة "الأميرال غريغوروفيتش"، المزودة بصواريخ "كاليبر" المجنحة، وسفينة إنزال "روبوخا" وناقلة "المهندس تروبين".

سفن اختفت 

وعلقت الشركة على الصور بالقول: "معظم قوات الحربية الروسية اختفت من ميناء طرطوس. هذه السفن تم نشرها في البحر تحسبا لضربات محتملة في وقت قريب. ولم تبق في الميناء إلا غواصة واحدة من طراز "كيلو".

 

صورتان للأقمار الاصطناعية تظهران مغادرة السفن الروسية

 

تجدر الإشارة إلى أن البحرية الروسية قررت في وقت سابق إجراء رمايات صاروخية في المتوسط قبالة السواحل السورية الشهر الحالي.

وحسب (نوفوستي) تلقى أفراد الطيران والنقل البحري بلاغا من السلطات الروسية، بإغلاق المنطقة المحاذية للحدود البحرية السورية لإجراء رمايات تدريبية أيام 11 و12، و17 و19، و25 و26 أبريل ما بين العاشرة صباحا والسادسة مساء بتوقيت موسكو.

وتضم المجموعة العملياتية الدائمة للبحرية الروسية في البحر المتوسط حاليا نحو 15 سفينة حربية، بما فيها فرقاطتا "الأميرال غريغوروفيتش" و"الأميرال إيسن"، إضافة إلى عدد من الغواصات.

تهديد ترمب

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد توعد باتخاذ قرار بشأن الإجراءات في سوريا بعد التقارير حول الهجوم الكيميائي في مدينة دوما السورية ولم يستبعد الإجراءات العسكرية. وأكد ترامب، يوم الأربعاء 11 أبريل، أنه سيضرب سوريا في القريب العاجل.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، وجه ترمب، عبر حسابه في "تويتر" إنذارا إلى روسيا بتوجيه ضربة صاروخية إلى سوريا، داعيا موسكو إلى الاستعداد لذلك.

موسكو تحذر

ومن جانبها، حذرت موسكو الولايات المتحدة من العواقب الوخيمة التي قد تتسبب فيها الضربة المحتملة، فيما أكد رئيس لجنة الدفاع لدى مجلس النواب الروسي "الدوما" فلاديمير شامانوف، أن تهديدات واشنطن لم تقوض الروح المعنوية للقوات الروسية في طرطوس.

وفي تصريحات متلفزة، يوم الأربعاء، قال شامانوف إن اقتراب إحدى السفن الحربية الأميركية من المياه الإقليمية السورية "لم يسبب أي ذعر في مجموعة القوات البحرية الروسية في طرطوس".

وأضاف رئيس اللجنة أن جميع وسائل الاستطلاع والدفاع الجوي والقوات الضاربة تبقى اليوم في حالة جاهزيتها القتالية الدائمة".

واعتبر شامانوف أن الأميركيين أخفقوا في تحقيق التأثير المنشود، مشيرا إلى أن الرئيس ترمب "أظهر عقلانيته". وأضاف أنه وزملاءه في لجنة الدفاع البرلمانية التي تعمل بالتعاون مع هيئة الأركان العامة الروسية لا يشعرون بأي قلق إزاء الضربات الأميركية المحتملة.