غزة: دارت مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي قرب حدود قطاع غزة يوم الجمعة الثالث لاحتجاجات مسيرة "العودة الكبرى" التي ادت منذ اندلاعها الى مقتل 33 فلسطينيا وجرح اكثر من الفين برصاص الجيش الاسرائيلي.

وبدات مواجهات محدودة بين المتظاهرين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين في عدة نقاط على الحدود مع اسرائيل، بحسب مراسل فرانس برس.

واصيب ثمانية من الفلسطينيين برصاص الجيش الاسرائيلي بحسب وزارة الصحة التي اكدت اصابة 6 منهم شرق مدينة غزة بينما اصيب الاخران شرق مخيم البريج (وسط القطاع).

واوضحت ان احد المصابين في "حالة خطيرة حيث أصيب برصاصة في الرأس".

ومع بدء توافد الالاف الى المخيمات الخمسة التي أقيمت على بعد مئات الامتار قرب الحدود الشرقية مع اسرائيل، تجمع المئات على بعد عشرات الامتار من الحدود واشعلوا اطارات السيارات.

ورشق متظاهرون الحجارة تجاه الجنود الاسرائيليين المتمركزين وراء سواتر رملية على الحدود.

كما أحرق شبان غاضبون علمين كبيرين إسرائيليين شرق خان يونس وشرق مدينة غزة وسط هتافات حماسية "راجعين يا بلادي".

وجهز فلسطينيون ساريات بارتفاع 20 الى 30 مترا لرفع أعلام فلسطينية ضخمة عليها في المخيمات الخمسة.

وقال اسماعيل رضوان القيادي في حماس لفرانس برس "المشاركة الجماهيرية الواسعة تقول للجميع ان شعبنا مصمم على العودة الى أرضه وبلاده". 

وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم ان "رفع العلم الفلسطيني اليوم ووقوف كل فئات الشعب صفا واحدا في مواجهة الاحتلال تاكيد أن الثوابت الوطنية توحدنا وكل محاولات تركيع الشعب الفلسطيني فشلت".

وأعلنت فعاليات شبابية تشارك في التظاهرات عن "جمعة حرق العلم الاسرائيلي".

وافاد شهود عيان ان متظاهرين حضروا "زجاجات مولوتوف" لاشعالها وإلقائها تجاه الجيش الاسرائيلي.

ووضعت عدة اعلام اسرائيلية كبيرة عند مداخل المخيمات ليدوسها المشاركون.

وكان عشرات من النساء برفقة عدد من الاطفال يتناولون وجبات الفطور في خيمة كبيرة للنساء في شرق غزة على وقع الاغاني الفلكلورية والتراثية.

وقالت سمية ابو عوّاد (36 عاما) التي كانت برفقة بناتها الثلاث وطفلها "نستعد للمشاركة في مسيرة العودة. انا من قرية هربيا (في اشارة الى قرية هجرها اجدادها ابان حرب 1948) ومن حقي اعود لها".

وتضيف "لا اخاف من الموت لان ما في حياة في غزة (...) الشهادة احسن".

بدأت هذه الموجة من الاحتجاجات في 30 مارس، ومذاك، قتل 33 فلسطينيا وأصيب نحو 2800 آخرين بالرصاص الإسرائيلي والغاز المسيل للدموع، وفق وزارة الصحة.

مطالب بتحقيق مستقل

وخلال يومي الجمعة الاول والثاني من بدء الاحتجاجات توافد عشرات الاف الفلسطينيين الى خمس نقاط على الحدود مع اسرائيل.

لكن اعدادا اقل اقتربت من السياج الامني الفاصل بين الحدود الشرقية للقطاع مع اسرائيل لرشق الحجارة على الجنود الاسرائيليين.

وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وخاضت ثلاثة حروب معها منذ العام 2008 باستخدام التظاهرات لارتكاب اعمال عنف. 

لكن حصيلة القتلى والجرحى ادت الى تزايد الانتقادات للجانب الاسرائيلي مع عدم سقوط اصابات في صفوفه. 

وبين القتلى الصحافي ياسر مرتجى المصور في وكالة عين ميديا الذي كان يرتدي سترة مضادة للرصاص تحمل اشارة الصحافة.

بررت اسرائيل مقتله بانه كان يعمل مع حركة حماس في غزة. الا ان وزارة الخارجية الاميركية اكدت ان "وكالة عين ميديا" تلقت مؤخرا من "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" (يو اس ايد) وعدا بمنحها تمويلا، لكن اسبابا فنية حالت دون حصول "عين ميديا" على التجهيزات الموعودة من الوكالة الاميركية الحكومية. 

ودعا الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش والاتحاد الأوروبي إلى فتح تحقيق مستقل وهو ما ترفضه اسرائيل.

وطرحت منظمات حقوقية اسئلة حول استخدام الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي، فيما يصر الفلسطينيون على أن المتظاهرين لم يكونوا يشكلون خطرا على الجنود وهو ما أظهرته مقاطع فيديو لم يتم التأكد من صحتها انتشرت على الانترنت. 

مصر تفتح معبر رفح

وفتحت السلطات المصرية صباح الخميس معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة لمدة ثلاثة ايام للحالات الانسانية والمرضية.

وتغلق مصر هذا المعبر وهو المنفذ الوحيد لسكان القطاع البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، منذ عدة سنوات، وتفتحه استثنائيا للحالات الانسانية في فترات متباعدة.

وتفرض إسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات حصارا محكما جوا وبحرا وبرا على قطاع غزة الفقير والمكتظ.

ومن المتوقع ان تستمر الاحتجاجات حتى الافتتاح المرتقب للسفارة الاميركية الجديدة في القدس في منتصف مايو، في قرار أثار غضب الفلسطينيين الذين يريدون أن يجعلوا من القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.