تناولت صحف عربية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقب بشأن توجيه ضربة لسوريا، ردا على الهجوم الكيميائي المزعوم على بلدة دوما في الغوطة الشرقية.

وكان ترامب قد أعلن في تغريدة أول أمس أن الصواريخ "آتية".

وفيما وصف كتاب تهديدات ترامب بأنها قد تدفع العالم نحو "حرب عالمية"، اعتبرها آخرون "اختبارا لمدى جدية" كل طرف.

"ساحة مواجهة دولية"

يقول حسن مدن في الخليج الإماراتية: "منظومة الأمن الإقليمي المنشودة يجب أن تبنى بوضع الجميع أمام مسؤولياتهم في إخراج المنطقة مما تعانيه من فوضى، وعدم استقرار، ومن هزات أمنية وسياسية عاصفة، حوّلت منطقتنا إلى ساحة مواجهة دولية".

ويضيف: "في حال اشتبك العملاقان الدوليان الأمريكي والروسي في سماء سوريا، أو على أراضيها، ما قد يدفع العالم كله نحو حرب عالمية، أو ما يشبهها، قد تكون، حسبما عبّر أحدهم، آخر حرب على الكوكب إذا ما بلغ التهور بأحد الطرفين، أو كلاهما، حدّ استخدام السلاح النووي".

ويعبر سمير فرج، في المصري اليوم المصرية، عن التخوف نفسه، ويقول إن هذه الأزمة "تعتبر من أخطر الأزمات التي مرت بها الأمة العربية".

ويضيف: "المحللون أشاروا إلى أن السبب الثاني لتأجيل العملية هو قيام البنتاجون بالتنسيق مع الجانب الروسي لتحديد أوضاع القوات الروسية على الأرض داخل الدولة السورية لتجنب أي إصابة للقوات الروسية قد تدفع الأخيرة للرد، وهو أمر يرفضه حاليا كلا الطرفين - الروسي والأمريكي - لتجنب أي مواجهة عسكرية بين الدولتين على الأراضي السورية".

وفي الشرق الأوسط اللندنية، يشير رضوان السيد إلى قرب وقوع الضربة الأمريكية.

ويقول: "كما يبدو الرئيس الأميركي جديا، فإنّ الفرنسيين والإنجليز والألمان، يشاركونه حماسه وسخطه هذه المرة، وتقول وسائل إعلامهم إنهم قد يشاركون في الضربة! هل يعود ذلك إلى ضرورة الحفاظ على الصدقية، أم لأن النزاع مع الروس والإيرانيين يتزايد، وما عادت روسيا لتأبه لشيء، وهم يريدون تلقينها درسا لا ينبغي أن تنساه".

"اختبار مدى جدية"

ويرى أكرم القصاص في اليوم السابع المصرية أن "التصريحات والردود الأمريكية والروسية، كانت اختبارات لمدى جدية كل طرف.. وبعد تحركات حاملات الطائرات الأمريكية والغواصات البريطانية والفرنسية، فيما ينبئ ببدء الحرب على سوريا، تراجع كل هذا مؤقتا، بعد تصريحات روسية ترد التهديد بالتهديد".

أما عبد الباري عطوان، فيشير في رأي اليوم اللندنية إلى "ارتباك" ترامب تجاه تصريحاته حول سوريا.

يقول: "تَحوَّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى شخصيّة كاريكاتوريّة مُضحِكَة بالنَّظر إلى تَغريداتِه على التويتر، وتصريحاتِه التي تَعكِس شَخصيّة مَهزوزة، مُترَدِّدة وبَهلوانِيّة، وليس رئيسَ دَولة عُظمى تتَحكَّم بِمُقَدَّرات العالَم وأمنِه واستقرارِه".

ويضيف: جميع التَّرجيحات تُؤكِّد أنّه إذا لم تَقصِف الإدارة الأمريكيّة أهدافا في سوريا فَجر الجُمعة، فإنّ العُدوان الأمريكي سَيُؤجَّل لأسابيع، إن لم يَكُن قد تَمّ صَرف النَّظر عنه كُلِّيًّا، تَحت ذريعة انتظار نَتائّج التَّحقيقات الدَّوليّة في استخدام الأسلحة الكِيماويّة، والنَّتائِج التي سَتُسْفِر عَنها".

ويشير حمود أبو طالب في عكاظ السعودية إلى أن هناك اتفاق بين أمريكا وروسيا بشأن سوريا.

يقول: "هناك بقايا القياصرة في روسيا يتأهبون لدعم حفلة الموت الأخيرة بعنادهم للسيدة أمريكا، رغم أنه لا يشك في اتفاقهم إلا ساذج، هم يريدون ضمان نصيبهم من الأرض المحروقة التي يريدون إحياءها بعد حين بطريقتهم".

ويدين الكاتب أيضا جميع الأطراف المتورطة في الأزمة السورية، مؤكدا أن "الأمريكان لن يسقطوا نظامَ بشار وينقذوا ما تبقى من الشعب السوري من ناره، ولن يخرجوا إيران وبقيةَ المرتزقة، وبالتأكيد لن يسحبوا أقدامَ روسيا، هم سوف يزيدون جرعةَ الموتِ بشكل أبشع لتوسيع دائرة الفَنَاء العربي بذريعة السلاحِ الكيماوي".