مع جدل برلماني محتمل في بريطانيا حول الضربات الصاروخية ضد سوريا، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها استخدمت حق "الامتياز الملكي"، مؤكدة أن إصدار أمر بشن الضربات كان صائبًا وقانونيًا بعد هجوم كيميائي استهدف مدنيين في مدينة دوما.

إيلاف: قالت رئيسة الوزراء البريطانية في مؤتمر صحافي عقدته، صباح السبت، في مقر 10 داونينغ ستريت، بعد ساعات من الضربة الصاروخية ضد منشآت سورية، إنها ستلقي كلمة في هذا الشأن أمام البرلمان يوم الاثنين.

وأكدت أن اللجوء إلى عمل عسكري مع أقرب حلفائنا كان صائبًا وقانونيًا للحيلولة دون المزيد من المعاناة البشرية من خلال إضعاف قدرات الأسلحة الكيميائية لدى النظام السوري.

تأييد
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية حصلت يوم الخميس على تأييد كبار أعضاء حكومتها لاتخاذ إجراء، لم يحدد، بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا، لردع الحكومة السورية عن استخدام الأسلحة الكيميائية مجددًا بعد هجوم مشتبه فيه بغاز سام ضد مدنيين.

يشار إلى أنه في العرف الدستوري في بريطاني، فإنه من حيث المبدأ لا تحتاج رئيسة الوزراء موافقة البرلمان، ففي بريطانيا سلطة إعلان الحرب يحكمها "الامتياز الملكي" الذي يعني أن الحكومة يمكن أن تقوم نيابة عن الملكة بعمل عسكري من دون احتياج لطلب موافقة البرلمان.

تصويت
وقال تقرير لـ(رويترز) إنه مع ذلك الواقع أكثر تعقيدًا. فخلال العقدين الماضيين طرحت بريطانيا معظم قرارات العمل العسكري الهجومي للتصويت في البرلمان. 

وكان من شأن ذلك أن يتحوّل هذا الأمر إلى تقليد. ويقول كثير من المشرعين إنه سيكون من الخطأ بالنسبة إلى ماي أن تتدخل في سوريا من دون أن يكون للبرلمان رأي.

ويوم الأربعاء قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن ماي مستعدة لإعطاء إشارة البدء لمشاركة بريطانيا في عمل تقوده الولايات المتحدة من دون السعي إلى موافقة مسبقة من البرلمان.

القرار الصحيح
إلى ذلك، أصرّت تيريزا ماي على أن الضربات العسكرية ضد سوريا هي "القرار الصحيح الذي ينبغي فعله" اليوم بعدما انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة وفرنسا لإطلاق صواريخ كروز.

وقالت إن "الأعمال الانتقائية المحدودة والمحددة" كانت "ناجحة" في إضعاف قدرة النظام على ارتكاب المزيد من الهجمات "المروعة" باستخدام الأسلحة الكيميائية.

ونوهت ماي بأن بريطانيا وحلفاءها ليس لديهم "خيار"، ولكنهم يخلصون إلى أن الرد الدبلوماسي وحده لن يكون فعالًا في ردع الاعتداءات الجديدة. وأكدت: "أعتقد أن هذا الإجراء كان ضروريًا. أعتقد أنها كانت الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.

وقالت ماي إن استخدام الأسلحة الكيميائية لا يمكن "التطبيع معه"، وقد تم اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب التصعيد والمواجهة مع القوات الروسية، الموجودة على الأرض السورية بأعداد كبيرة.

النظام والحرب الأهلية
وقالت: "لم يكن الأمر يتعلق بالتدخل في حرب أهلية، ولم يكن الأمر يتعلق بتغيير النظام". "نحن نعرف أن النظام السوري لديه سجل بغيض باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه".

ونبهت إلى أنه "لم تكن أي مجموعة أخرى قد نفذت هذا الهجوم الكيميائي. داعش ليس لها وجود في دوما". ورغم التشديد على أن الإضرابات كانت تهدف إلى ردع النظام السوري، فقد أشارت ماي إلى عامل الأعصاب الذي تم نشره ضد جاسوس روسي سابق في سالسبوري خلال الشهر الماضي، وقالت إنه يجب أن يجعل الدول الأخرى تفكر مرة أخرى كذلك.