دمشق: ندد الرئيس الاميركي دونالد ترمب بدعم موسكو لنظام الرئيس بشار الاسد بطريقة قاسية للغاية، لكن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حرصت على تجنب القواعد الروسية خلال عملية عسكرية عقابية في سوريا فجر السبت.

وقال ترمب لدى الاعلان عن السماح بتوجيه ضربات ضد النظام السوري ان "هجوم الاسد الكيميائي والرد اليوم هما نتيجة مباشرة لفشل روسيا في الوفاء بوعودها".

وكان يشير إلى اتفاق حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية في عام 2013 بين سلفه باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في المقابل، تخلى الرئيس الجمهوري عن فكرة قصف نظام دمشق رغم "الخط الأحمر" الذي اعلنه شخصيا.

وهذه المرة ايضا هناك هجوم كيميائي نسب الى النظام السبت الماضي في دوما قرب دمشق، وهو سبب الهجمات التي شنت فجر السبت بعد تعبئة المجتمع الدولي الذي تؤرقه الحرب الاهلية التي راح ضحيتها أكثر من 350 الف شخص منذ اذار/مارس 2011.

وقال ترمب "يمكن الحكم على دول العالم من خلال اصدقائها. ولا يمكن لاي دولة أن تنجح على المدى الطويل من خلال تشجيع الطغاة والمستبدين القتلة".

واضاف "يجب على روسيا ان تقرر ما اذا كانت ستستمر في هذه الطريق الشريرة ام انها ستنضم الى الامم المتحضرة كقوة للاستقرار والسلام".

وسرعان ما دان بوتين الضربات بشدة. وقال في بيان نشره الكرملين إن "روسيا تدين بأقصى درجات الحزم الهجوم على سوريا حيث يساعد عسكريون روس الحكومة الشرعية في مكافحة الارهاب".

وأعلن بوتين أن بلاده دعت الى اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي للبحث في "الاعمال العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها" في سوريا.

تجنب الاهداف الروسية

رغم الاتهامات الاميركية، كانت العملية العسكرية ضد سوريا محدودة وحرصت القوى الغربية على عدم المس بالقوات الروسية الموجودة في البلاد إلى جانب قوات النظام.

ويتعلق الامر بتجنب تصعيد عسكري خطير وعواقب لا يمكن التنبؤ بها بين القوتين العظميين مع تدهور العلاقات الى حد ما اثر تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال بغاز اعصاب في الرابع من اذار/مارس في سالزبري البريطانية.

وفي الايام القليلة الماضية، تصاعد التوتر بين واشنطن وموسكو ما ادى الى إصدار الامم المتحدة عدة تحذيرات.

وقال رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة جو دانفورد "حددنا هذه الاهداف بدقة بغرض التقليل من خطر تورط القوات الروسية" مشيرا الى عدم تحذير موسكو مسبقا بالاهداف التي تم اختيارها.

من جهته، قال وزير الدفاع جيم ماتيس إن "الاماكن التي استهدفت هذه الليلة هدفها على وجه التحديد اضعاف قدرات الجيش السوري على انتاج اسلحة كيميائية". واضاف "لم تكن هناك محاولة لتوسيع عدد الاهداف".

كما اكدت الحكومة الروسية انه لم يكن هناك قصف قرب قواعدها في سوريا.

وأعلن الجيش الروسي ان تحالف الدول الغربية الثلاث أطلق 103 صواريخ بعضها من طراز "توماهوك" على سوريا، لكن أنظمة الدفاع الجوي التابعة لدمشق نجحت في اعتراض 71 منها. 

الى ذلك، تامل الولايات المتحدة التي تسيطر مع "قوات سوريا الديموقراطية" على ثلث الاراضي السورية في شمال البلاد في التأثير على التسوية السلمية للحرب الاهلية في هذا البلد برعاية الامم المتحدة.

كما ان واشنطن لا تريد قطع الاتصالات مع روسيا التي اسفرت مشاركتها في النزاع عام 2015 عن السماح للرئيس السوري بشار الاسد باستعادة معظم الاراضي.

ومع ذلك، ندت روسيا بالضربات الغربية التي ترقى إلى "اهانة الرئيس الروسي"، بحسب سفير موسكو لدى واشنطن اناتولي انتونوف. وقال الدبلوماسي في بيان "لقد حذرنا من أن مثل هذه التصرفات ستكون لها عواقب."لقد تم تجاهل تحذيراتنا".