سرق رود روزنستاين، نائب وزير العدل الأميركي، الأضواء من المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية، بعدما أصبح المرشح الأوفر حظًا للطرد من قبل الرئيس دونالد ترمب.

إيلاف من نيويورك: خرجت طوال الأيام الماضية تقارير إعلامية تحدثت عن اقتراب موعد طرد رود روزنستاين الذي يحمّله الرئيس ترمب مسؤولية ما آلت إليه الأمور في التحقيق الروسي. وأشارت "سي إن إن" إلى أن المتخصصين في البيت الأبيض يعملون على محاولة تقويض سمعته لتمهيد الطريق أمام ترمب لاتخاذ قراره.

جاءت مداهمة رجال مكتب التحقيقات الفدرالي لمكتب وشقة محامي ترمب الخاص، مايكل كوهن في مانهاتن في مدينة نيويورك لتوتر الأوضاع أكثر بين فريق ترمب ونائب وزير العدل، بعدما تبيّن أن المداهمة تمت بموافقة الأخير.

وقف التعاون
الغموض الذي يحيط بمستقبل روزنستاين، أعاد ستيفن بانون كبير المساعدين الاستراتيجيين السابق للرئيس الأميركي إلى الواجهة بعدما نقلت "واشنطن بوست" عن مصدر قوله" "إن بانون طالب بوقف التعاون مع فريق التحقيق الذي يقوده روبرت مولر، وطرد نائب وزير العدل من منصبه".

الخيارات المتاحة
ولا يزال الرئيس الأميركي يدرس الخيارات المتاحة أمامه لتضييق الخناق على تحقيق مولر من دون طرده من منصبه لتجنب عاصفة سياسية غير محسوبة النتائج في واشنطن. من بين هذه الخيارات، التخلص من وزير العدل جيف سيشنز، واستبداله بشخصية جديدة تدين له بالولاء ليشغل المنصب بعد موافقة مجلس الشيوخ، وهذا الخيار يفسح المجال أمام الوزير الجديد للإمساك مجددًا بزمام الأمور، والإشراف مباشرة على عمل مولر.

بإمكان الرئيس أيضًا إبقاء سيشنز في منصبه، وطرد نائبه روزنستاين، وفي هذه الحالة سيتسلم المحامي العام، الجمهوري نويل فرانسيسكو مسؤولية الإشراف على تحقيقات مولر، باعتباره الرجل الثالث في وزارة العدل، أو يقوم الرئيس بترشيح شخص آخر لهذا المنصب، والذهاب نحو مجلس الشيوخ لتثبيت تعيينه.

عاشق السيغار
فرانسيسسكو (49 عامًا) يعشق تدخين السيغار، بحسب "دايلي بيست"، ويعد أول أميركي من أصول آسيوية يصل إلى منصب المحامي العام في البلاد، وهاجر والده نيميسيو من الفلبين إلى الولايات المتحدة الأميركية لدراسة الطب.

كشف اللغز
بلا أدنى شك فإن تداعيات كبيرة ستحدث في حال اتخذ الرئيس الأميركي قراره بطرد روزنستاين، فالأخير سيمتلك فرصة للتحدث علنًا عن أسرار طرد جيمس كومي من منصبه كمدير لمكتب التحقيقات الفدرالي في مايو من العام الفائت. 

وتشكل هذه القضية لغزًا كبيرًا، حيث إن التسريبات الناتجة من تحقيقات روبرت مولر تشير إلى أن قرار الطرد جاء نتيجة اجتماع عائلي ضم ترمب وصهره جاريد كوشنر، وابنته إيفانكا، وكبير مستشاري البيت الأبيض ستيف ميلر، في نادي بدمانستر في ولاية نيوجرسي، بينما يتمسك الرئيس الأميركي برواية مفادها أن قرار الطرد اتخذ بناء على طلب من نائب وزير العدل، رود روزنستاين، نتيجة تلكؤ كومي عن القيام بمهامه، وإهمال واجباته.

تظاهرات شعبية
ومن المتوقع أيضًا أن تخرج تظاهرات شعبية لمناوئي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حال طرد روزنستاين، وبحسب المعارضين فإن مئات الآلاف سيخرجون إلى الشوارع في مختلف الولايات في حال أقدم الرئيس الأميركي على اتخاذ قراره الذي سيؤدي إلى تقييد حركة المحقق الخاص، كما سيتظاهر المعارضون إذا ما أقدم ترمب على إصدار عفو عن الشهود الرئيسيين في قضية التدخل الروسي كمايكل فلين، وبول مانافورت، وريكس غيتس.