باريس: قاد الطيران الفرنسي الغارة التي شنتها القوات الحليفة السبت في سوريا واظهر سلاح الجو من خلالها "مستوى متميزا من الفعالية"، كما قال رئيس اركانه الجنرال اندريه لاناتا لفرانس برس.

سؤال: بالنسبة للضربات في سوريا، تولت فرنسا القيادة التكتيكية للعملية الجوية التي جرت مع الاميركيين والبريطانيين. من الناحية العملية كيف سارت الامور؟

جواب: هذه مهمة كنا نستعد لها منذ عدة اشهر، ووافق الشركاء على تنفيذها ضمن اطار مسؤولية فرنسا. هذا يعني انهم يثقون بنا بشكل كاف. هذا امر غير مسبوق لعملية بهذه الاهمية.

كانت هناك هيئة تنسيق في احدى طائراتنا الخاصة بالمراقبة الجوية (اواكس)، مسؤولة عن تحديد الاوضاع الجوية للجميع والتنسيق لصالح جميع الدول المشاركة في العملية.

غالبا ما نتهم اوروبا الدفاعية بانها لا تمضي قدما، لكن يمكنني ان اؤكد اننا نتكامل تماما مع البريطانيين والاميركيين ايضا. هناك عملية استيعاب للاجراءات، طواقمنا معتادة على العمل معا (...) هناك تقارب بين اسلحة الجو التي اعتبرها الثلاثة الافضل في العالم.

سؤال: ما هي التعقيدات التي تخللت المهمة؟

جواب: الغارة الجوية هي الذروة، كانت الاداء النهائي ضمن وسائل اكبر من ذلك بكثير. انها عملية طويلة من توثيق معلومات متراكمة مع مرور الوقت حول مواقع ومنظومة العدو لتشكيل ملفات الاهداف ومعرفة البيئة....

وبعدها، يجب ادراك مستوى اداء وتعقيدات مهمة كهذه تشمل حلفاء وجيوشا لان التنسيق ينطبق ايضا على خطة اطلاق الصواريخ من الفرقاطات.

لاسكات دفاعات العدو، من الضروري وصول جميع الصواريخ في الوقت نفسه. عملنا على تكثيف الغارة زمنيا بدقة وصل مداها الى دقيقة. اما بالنسبة لاطلاق الصواريخ، كانت الفرصة عشرات الثواني.

واخيرا، تم التأكد من ضمان أمن جميع السفن العاملة في شرق البحر الابيض المتوسط.

سؤال: لماذا اقلعت الطائرات من الاراضي الفرنسية على بعد 3500 كيلومتر من الساحل السوري، في حين لدى فرنسا قواعد في الاردن والامارات؟ كيف ادار الطيارون هذه الرحلة الطويلة؟

جواب: اردنا ابراز الارادة الوطنية، هل هناك افضل من الانطلاق من قواعدنا الوطنية؟ بالاضافة الى ذلك إنه قرار اتخذته ثلاث دول. فلو كان من الضروري الحصول على نقاط الدعم الاخرى المتاحة لنا في العالم، لكان تطلب ذلك توسيع التنسيق الى الشركاء الآخرين. كان الخيار السياسي يقضي بعدم اشراكهم. اخيرا، ربما كان ذلك سيستغرق بعض الوقت، لكن الخيار السياسي تطلب أن نتصرف بدون تأخير.

الجلوس في ميراج 2000 لمدة 10 او 11 ساعة طيران ليس مثل السفر في درجة رجال الاعمال على طائرة "اير فرانس"! وذلك من اجل مهمة حربية مع العديد من عمليات التزود بالوقود في رحلة ليلية تستغرق خمس ساعات للوصول الى بيئة معادية مع صواريخ جو-جو وارض-جو.

سؤال: هل كانت فرنسا قادرة على تنفيذ هذه العملية بمفردها؟

جواب: تمت العملية بشكل ذاتي مستقل من تحديد الاهداف الى "القيادة والتحكم" وصولا الى تحقيق المهمة التي لم نعتمد فيها على احد. كنا قادرين على تحقيقها بمفردنا اذا لزم الامر (...) لكن التأثير الجماعي التكتيكي يترك تأثيرا اهم.

نحن نتدرب على مهمة وطنية متطلبة للغاية (...) نقوم عدة مرات في السنة بتنفيذ تمارين "بوكر" المشابهة للغارة التي شنت السبت.

لدينا معدات رفيعة المستوى رغم انه يمكننا دائما مناقشة التحسينات التي يجب ادخالها والثغرات الموجودة، فقانون التخطيط العسكري هدفه الاصلاح بشكل تدريجي.

اريد بشكل خاص الاشادة بالصفات الاستثنائية لرجال ونساء سلاح الجو. فقد اثبت انه يمكن الوثوق به على الصعيدين الوطني والدولي كما انه يعتبر مرجعا.