«إيلاف» من لندن: مع اختلاط الوقائع على الأرض مابين تناقض التصريحات الأمريكية والروسية وعلى وقع الضربات التي وجهتها واشنطن ولندن وباريس الى أبنية ومواقع يعتقد بأن النظام السوري يخزن بها السلاح الكيماوي الذي استخدمه في دوما ، يضع مراقبون في الأولويات أسئلة من قبيل "ماذا بعد وماذا تخطط الدول الكبرى ؟ وهل ستسمح موسكو بتمرير هذه المخططات ؟".

يعتبر القيادي في الجيش الحر فاتح حسون الذي تحدث لـ «إيلاف» أن "الخطوة القادمة هي تتويج موجة ضربات الدول الثلاث بالعمل السياسي ، وذلك من خلال الدفع باتجاه عملية سياسية حقيقية وفقا لبيان جنيف 1 تفضي إلى رحيل بشار الأسد وأركان نظامه، مع التهديد بالعصا الغليظة دوما في حال عدم المضي في هذا الطريق، وهي إمكانية توجيه موجة جديدة من الضربات، وذلك كونه ما زالت هناك مواقع لدى النظام تخزن بها المواد الكيماوية" .

وأكد أن "العملية السياسية سيكون لفرنسا وبريطانيا إلى جانب أمريكا وتركيا دور فاعل بها، ولن تبقى روسيا ومن خلفها إيران من يديرها".

رد الفعل الروسي

ولكن هل ستسمح روسيا بشركاء دوليين يشاركونها خططهم في مستقبل سوريا وخاصة أنها بانت تتحكم ميدانيا .

وحسب ما قال حسون لذا انترناشيونال "إن العسكريين الروس يحلون بشكل متزايد محل الإيرانيين في تدريب قوات النظام السوري، وهي ديناميكية يعتقد أنها ستزداد فقط مع تزايد رغبة إسرائيل في تنفيذ ضربات واسعة داخل سوريا وذلك لمنع إيران من إقامة منشآت عسكرية دائمة".

يتضح من الحملة الأخيرة ضد الغوطة أن الميليشيات الإيرانية كانت متورطة جزئيا فقط و "تدخلت فقط على مستوى تنظيم وتدريب الجيش"و لفت حسون في هذا الصدد إن الفيلق الخامس قد أنشأه مستشارون عسكريون روس ليحل محل قوات الدفاع الوطني ، وهي مجموعة من الميليشيات الموالية للنظام التي أقيمت بمساعدة من المدربين الإيرانيين في أواخر العام 2012.

وكشف "إن الروس يتعاملون مع قادة بعينهم في نظام بشار الأسد، حتى يكونوا موالين لروسيا وليس لإيران ، ويدعمون هؤلاء القادة تارة ويهددونهم في بعض الأحيان للسيطرة عليهم ثم بالتالي يسيطرون من خلال ذلك على قرارات داخل الجيش السوري".