فيما تتحدث أوساط سياسية عراقية عن ضغوط إقليمية ودولية وتحالفات مع ائتلافات انتخابية معينة، وخاصة من قبل إيران، للتأثير في التنافس الانتخابي، فقد رفض زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي اليوم أي ضغوط أو إملاءات خارجية لرسم خارطة الحكومة المقبلة التي ستنبثق من الانتخابات المقبلة.. بينما بحثت بغداد وواشنطن مستلزمات إنجاح هذه الانتخابات.

إيلاف: أكد نائب الرئيس العراقي زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي الثلاثاء رفضه القاطع "لأي إملاءات أو ضغوط خارجية لرسم خارطة الحكومة المقبلة".. محذرًا من أن "الشعب العراقي لن يسكت هذه المرة عن التدخل في شؤونه أو محاولة مصادرة إرادته".

أضاف علاوي في بيان صحافي أرسل نصه إلى "إيلاف" قائلًا: "يبدو أن بعض الجهات لم تتعظ بما جرى بعد انتخابات 2010 عندما تمت مصادرة إرادة الشعب العراقي بتدخل خارجي سافر، وهي تحاول اليوم إعادة استنساخ تلك التجربة المريرة وتداعياتها &وبدعمٍ من جهات دولية"، في إشارة إلى فوز تحالفه الانتخابي "العراقية" آنذاك، فسارعت إيران إلى جمع القوى الشيعية الحليفة لها المشاركة في تلك الانتخابات، وضم الأصوات التي حصلت عليها مجتمعة مع بعضها البعض، لتتفوق على "العراقية"، وإناطة تشكيل الحكومة برئيس تحالف دولة القانون الشيعي نوري المالكي.

تساءل علاوي قائلًا "ما فائدة إجراء الانتخابات، وما الداعي لها، إذا ما تم السماح لأطراف خارجية بالتحكم بشكل الحكومة المقبلة؟". ودعا جميع القوى السياسية الوطنية إلى وقفة حازمة ضد أي شكل من أشكال التدخل الخارجي.. وحذر من تكرار تجربة عام 2010 قائلًا إن ذلك سيبقي العراق في النفق المظلم الذي تسبب بكل المآسي التي يعانيها شعبه.

الجبوري مجتمعًا مع ماكورك مبعوث الرئيس ترمب

يأتي تحذير علاوي هذا وسط معلومات تشير إلى اجتماعات تعقدها شخصيات إيرانية رسمية بمشاركة سفير طهران في بغداد مسجدي مع قادة القوى الشيعية، وخاصة في تحالف "فتح"، الذي يضم قادة تشكيلات الحشد الشعبي برئاسة عضو الحرس الثوري الإيراني وزير النقل العراقي سابقًا هادي العامري لرسم شكل التحالفات الشيعية في مرحلة ما بعد الانتخابات وقطع الطريق أمام القوى المدنية أو العلمانية لتشكيل الحكومة المقبلة.&

يشار إلى أن العراق سيشهد في 12 من الشهر المقبل انتخابات تشريعية عامة يتنافس فيها 320 حزبًا سياسيًا وائتلافًا وقائمةً انتخابية لانتخاب 329 نائبًا جديدًا في برلمان البلاد.

محاولات اغتيال مرشحين
على الصعيد نفسه دان ائتلاف الوطنية بزعامة علاوي "المحاولات الدنيئة التي تطال مرشحي الائتلاف من قبل مرتزقة ارتضوا أن يكونوا أتباعًا لأجندات خارجية وأجهزة مخابراتية" على حد تعبيره.&

وأشار إلى أنه بالأمس القريب تعرّض عبد الكريم عبطان مرشح الائتلاف في بغداد لمحاولة اغتيال، كما شهدت الأسابيع القليلة الماضية اعتداءً على أحد نشطاء الائتلاف في محافظة بابل أنجاه الله منها بسلام.

وشدد الائتلاف على أن "هذه الجرائم تدل على خيبة هؤلاء المرتزقة الذين دأبوا منذ يومين على تمزيق ملصقات ائتلاف الوطنية والذين نعرف الجهات التي كلفتهم بها، في دلالة واضحة على هزيمتهم النفسية والمعنوية، ناسين ومتناسين أن الائتلاف وقيادته نذرت نفسها للتصدي لكل من تسوّل نفسه إيذاء العراق وشعبه الكريم، سواء كانوا داعش أو غيرهم من المرتزقة الآخرين".

وتشير معلومات إلى أن أشخاصًا غير معروفين يقومون بتمزيق صور الدعايات الانتخابية لمرشحي ائتلاف الوطنية، وخاصة زعيمها علاوي.

وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات قد هددت بفرض غرامات مالية على القوائم الانتخابية التي تخالف شروط الدعاية وهددت "مثيري النعرات الطائفية" خلال الحملات الانتخابية بحرمانهم من الترشح.

واشنطن وبغداد بحثتا مستلزمات إنجاح الانتخابات العراقية
إلى ذلك بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في بغداد اليوم مع برت ماكورك مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحضور السفير الأميركي دوغلاس سيليمان مستلزمات إنجاح الانتخابات العراقية المقبلة وضرورة مشاركة النازحين فيها.

جرى خلال الاجتماع بحث أبرز المستجدات الأمنية والسياسية على الساحتين المحلية والإقليمية والتنسيق المشترك بين العراق والولايات المتحدة في ملفي مكافحة الإرهاب والإعمار إضافة إلى الاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات النيابية في البلاد، حيث أكد الجبوري أن الجهود تتركز حاليًا من أجل إنجاح التجربة الديمقراطية في البلاد عبر تهيئة كل مستلزمات نجاح الانتخابات النيابية المقبلة.

وأضاف إن العراق بحاجة إلى تحشيد كل الجهود الدولية والمحلية من أجل ضمان مشاركة الجميع في عملية الاقتراع خصوصًا العوائل النازحة في مخيمات الإيواء ولمواطني المدن المحررة من سيطرة الإرهاب.. مشددًا على أهمية تذليل كل المعوقات التي تحول دون ممارسة العراقيين حقهم في اختيار ممثليهم في البرلمان المقبل.

وثمّن الجبوري جهود الولايات المتحدة المساندة للعراق وشعبه سواء بحربه ضد الإرهاب أو بالمساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة إلى النازحين.. داعيًا إلى أن يكون للشركات الأميركية الدور الأكبر في حملة إعمار العراق التي ستكون عنوان المرحلة المقبلة.

من جانبه أكد برت ماكورك أن الولايات المتحدة الأميركية مستمرة في مساندة العراق وعلى جميع الأصعدة، وخاصة دعمها للعملية الديمقراطية في العراق من خلال أوسع مشاركة في الانتخابات.

وأعلنت المفوضية العراقية العليا للانتخابات مصادقتها على ترشح 6986 شخصًا، بينهم 2014 مرشحة من الإناث للانتخابات البرلمانية العامة المقررة في 12 من الشهر المقبل، فيما تم رفض ترشيح 337 شخصًا لشمولهم بإجراءات هيئة المساءلة لاجتثاث البعث. &&

يقل عدد مرشحي انتخابات عام 2018 عنه في عام 2014 الماضية، حيث تخطى العدد آنذاك تسعة آلاف مرشح.. فيما أعلنت مفوضية الانتخابات عن تسجيل 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفًا انتخابيًا لخوض السباق الانتخابي المقبل.
&