سيطرت ما تسمى فضيحة (ويندروش - Windrush) المتعلقة بجيل المهاجرين من الكاريبيي إلى بريطانيا منذ 1948 على مناقشات مجلس العموم خلال الجلسة المخصصة عادة كل يوم أربعاء لتوجيه أسئلة إلى رئيس الحكومة.

إيلاف: اعتذرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أمام مجلس العموم، كما كانت اعتذرت لقادة دول الكاريبي بشأن تهديدات الترحيل الموجهة لأبناء مواطني الكومنولث، الذين تم إبلاغهم أنهم يعيشون هنا بصورة غير شرعية بسبب افتقارهم إلى الأوراق الرسمية، رغم أنهم يعيشون ويعملون في المملكة المتحدة منذ عقود.

وفي اعتذارها، أصرت ماي على أن الحكومة لم "تضغط" على مواطني الكومنولث، وخاصة من الكاريبي للرحيل. وقال المتحدث باسمها إن رئيسة الوزراء كانت واضحة بأنه "لن يتم السماح لأحد بالخروج من بريطانيا".

تتعلق القضية بتهديدات صدرت عن الحكومة البريطانية إلى الأشخاص الذين هاجروا من الكاريبي إلى بريطانيا على متن السفينة (إم في إمباير ويندراش)، التي وصلت إلى رصيف ميناء تيلبوري، في مقاطعة إيسيكس، في 22 يونيو 1948، مما جلب عمالًا من جامايكا وترينيداد وتوباغو وجزر أخرى، كرد فعل للنقص في اليد العاملة بعد الحرب في المملكة المتحدة، وحملت السفينة 492 راكبا - العديد منهم من الأطفال.

تفجر الفضيحة
تفجرت الفضيحة بعدما جرى إبلاغ الكثير من المقيمين من الكاريبي في بريطانيا، أنهم بحاجة إلى تقديم أدلة بينها جوازات سفر لكي يستمروا في العمل وليحصلوا على رعاية صحية رغم أنهم يعيشون ويعملون ويدفعون ضرائب في بريطانيا منذ عقود.

يذكر أن بعض هؤلاء جاء إلى المملكة المتحدة بوثائق ذويهم، ولم يتقدموا بشكل رسمي للحصول على الجنسية البريطانية أو لاستخراج جواز سفر بريطاني.

وأخذت الفضيحة أبعادًا جديدة، حين كشف النقاب عن أن وزارة الداخلية لم تحتفظ بسجل للأشخاص الذين تم منحهم إجازة للبقاء أو إصدار أي أوراق تؤكد ذلك - وهذا يعني أنه من الصعب على الوافدين من ذلك الجيل إثبات أنهم موجودون في المملكة المتحدة بشكل قانوني. 

تدمير بطاقات
وفي العام 2010، دمرت وزارة الداخلية بطاقات الدخول الخاصة بأولئك المهاجرين لأنهم جاؤوا من المستعمرات البريطانية التي لم تكن حققت الاستقلال، بينما هم كانوا يعتقدون أنهم مواطنون بريطانيون.

ويقول تقرير لـ(بي بي سي) إنه من غير الواضح عدد الأشخاص الذين ينتمون إلى ذلك الجيل، لأن العديد من أولئك الذين وصلوا كأطفال كانوا يسافرون على جوازات سفر الآباء، ولم يقدموا طلبًا للحصول على وثائق السفر - ولكن يُعتقد أنهم بالآلاف.

وتشير تقديرات مرصد الهجرة في جامعة أكسفورد إلى أن هناك الآن 500000 شخص مقيم في المملكة المتحدة ولدوا في دولة الكومنولث، ووصلوا قبل عام 1971 - بما في ذلك الوافدون من ذلك الجيل.

قانون الهجرة
يذكر أن عمليات تدفق المهاجرين أدت إلى إصدار قانون الهجرة لعام 1971، عندما تم منح مواطني الكومنولث الذين يعيشون بالفعل في المملكة المتحدة إجازة غير محددة للبقاء.

بعد ذلك، يمكن لحامل جواز السفر البريطاني المولود في الخارج أن يستقر في المملكة المتحدة فقط إذا كان لديه تصريح عمل أولًا، وثانيًا، يمكن أن يثبت أن أحد الوالدين أو الجدين قد ولد في المملكة المتحدة.

وأصبح العديد من الوافدين من الكاريبي أو الكومنولث عمالًا يدويين، عمال نظافة، سائقين أوممرضات وممرضين، وبعضهم فتحوا مساحات جديدة لتمثيل البريطانيين السود في المجتمع.

 لا تهتموا 
وقالت وزيرة التنمية الدولية بيني مورداونت لـ(بي بي سي) إنه "لا شك" في حق جيل ويندراش في البقاء، وأضافت: "يجب على الناس المعنيين ألا يهتموا بأي قرارات، لأن لديهم الحق في البقاء، ويجب علينا أن نطمئنهم إلى ذلك".

من جهتها، اعتذرت وزيرة الداخلية أمبر رود عن "الطريقة المروعة" التي عومل بها جيل Windrush، وأبلغت مجلس العموم يوم الثلاثاء بأن وزارة الداخلية "أصبحت مهتمة للغاية سياسيًا واستراتيجيًا، وتنصب على خدمة مصالح الأفراد".

وأشارت رود إلى أن الحكومة تقوم حاليًا بإنشاء فريق عمل لمساعدة مقدمي الطلبات في إثبات حقهم في العمل في المملكة المتحدة. ويهدف إلى حل القضايا في غضون أسبوعين من تقديم الأدلة. وسيقوم المندوبون في اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث في هذا الأسبوع في لندن بمناقشة الوضع. 

لا ترحيل 
وقال ديفيد ليدينغتون وزير الدولة في الحكومة البريطانية يوم الثلاثاء إن بريطانيا ليس لديها علم عن أي حالات جرى فيها ترحيل مقيمين بريطانيين ينتمون إلى ما يعرف باسم (جيل ويندراش) الذين هاجروا من منطقة الكاريبي بسبب عدم وجود وثائق بحوزتهم.

أوضح ليدينغتون لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "ليست لدينا أية معلومات ولا نعرف عن حالات جرى خلالها ترحيل أحد ينتمي إلى هذه الفئة". لكنه أضاف أن المسؤولين يتحققون من السجلات لضمان عدم ارتكاب أخطاء جسيمة بهذا الشكل.