الجزائر: زلزال افتراضي وجرحى غير حقيقيين، أما التدريب فيحاكي الواقع بمشاركة مسعفين من سبع دول بالجزائر يتدربون على كيفية التنسيق بين فرق بخبرات ولغات مختلفة لانقاذ الضحايا.

وفي السيناريو الذي تم تخيله يضرب الجزائر زلزال عنيف بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، ويهدد سدا وجسرا بالانهيار كما تم تخيل انقلاب شاحنة تنقل مواد خطيرة.

ولمواجهة الكارثة يتدخل اكثر من الف مسعف من خمس دول اوروبية هي اسبانيا، فرنسا، ايطاليا بولندا، البرتغال وكذلك الدولة الجارة تونس، وترسل وحدات متخصصة لمساعدة الحماية المدنية الجزائرية.

 وعمل الجميع في ظروف تحاكي الواقع في جو ممطر ثم مشمس خلال خمسة ايام من السبت الى الاربعاء بمنطقة البويرة على بعد 100 كلم من العاصمة الجزائرية.

وباعتبارهم محترفين متمرسين فهم مدربون على الظروف الصعبة خلال الكوارث، لكنهم اقل تدريبا عندما يتعلق الامر بالتنسيق بين فرق تعتمد اساليب ولغات مختلف .

والجزائريون يعرفون جيدا الكوارث التي تتسبب فيها الزلازل وهي ليست من الخيال بالنسبة لهم. وآخر زلزال مدمر كان في 2003 بقوة 6,8 اسفر عن 2200 قتيل و11500 جريح.

واوضح العقيد فاروق عاشور من الحماية المدنية الجزائرية لفرانس برس ان "الهدف من التدريب هو +التوافقية+" بمعنى ان تعمل كل فرق الانقاذ "في تعاون تام" و"بدون ان تعرقل الآخرين".

وجرى التدريب في وضع تختلط فيه اللغات، حيث يتعين على خبراء ايطاليين ان يحذروا مثلا فريق انقاذ فرنسيا من خطر انهيار بناية يستعدون لدخولها. ويجري الحوار بلغة انكليزية كلا الفريقين لا يتقنها.

واعترف النقيب محمد مناصر من الحماية المدنية التونسية ان "المشكلة الاولى في هذا التمرين هي اللغة".

وكانت مهمة الوحدة الخاصة للحماية التونسية محاول تدعيم بناية تشتعل فيها النار باستخدام رافعات ودعامات خشبية بعد العثور على ضحية داخلها.

أكثر تعقيدا

وفوقهم كانت مجموعة التدخل والحماية البرتغالية، التابعة للحرس الجمهوري، مرتدية لباسا واقيا واقنعة تتفحص منطقة عمل المنقذين التونسيين.

وكشفت الاجهزة وجود مادة سامة. وتبين بعد التحاليل ان الامر يتعلق بالاثيلين ثلاثي الكلور التي تسبب تهجا في العينين وعلى الجلد. وخلال عملية رش المنقذين لازالة التلوث وبعد تحديد منطقة امنية يقوم ضابط برتغالي يتحدث الفرنسية بتنبيه ضابط تونسي بالخطر. لكن "التواصل ليس جيدا ونقل المعلومة صعب في بعض الاحيان" كما اعترف الرقيب سيرجيو أندري، رئيس الفريق البرتغالي.

وكذلك الفريق الذي يدير المركز الطبي في الموقع حيث يصل الضحايا من جنسية برتغالية. ويتم معالجة الاصابات الخفيفة في المكان بينما يتم نقل الحالات الخطيرة الى مستشفى ميداني فرنسي.

ويمكن لهذا المستشقى القابل للنقل ان يجري تحاليل في وحدته المخبرية وعمليات جراحية، كما يتمتع باستقلالية تصل الى 15 يوما. وبذلك "لا نصبح عالة على الهياكل الطبية المحلية" كما اوضح الرائد فيليب دو بلاندا رئيس المجموعة الطبية الفرنسية.

وكانت فرق الانقاذ الفرنسية قد شاركت في اسعاف واخراج الضحايا خلال زلزال 2003 بالجزائر. واضاف الضابط الفرنسي ان مثل هذه التدريبات تسمح "بتطبيق طرق عملنا في مناخ دولي" فاذا "لم تكن لدينا اجراءات مشتركة تضاف الى مشكلة اللغة فان الامر يصبح اكثر تعقيدا".

وبالنسبة للعقيد عاشور فان التدريب يسمح ايضا "بمعرفة قدرات بعضنا البعض". واضح الضابط الجزائري "في بعض الحالات الخاصة نحتاج الى خبرات محددة، فمن الضروري ان نعرف من يملكها لطلب مساعدة هذه الفرق المتخصصة".