«إيلاف» من لندن: أنهى وفد من هيئة المفاوضات السورية المعارضة زيارة الى سلطنة عُمان في إطار ما قيل أنه جولة تشمل العديد من الدول العربية والغربية.

والتقى وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي رئيس الهيئة نصر الحريري والوفد المرافق له وبحثا آخر مستجدات القضية السورية والوضع الميداني وجهود الحل السياسي في سوريا.

وسخر النظام السوري عبر إعلامه من تحركات الهيئة حاليا، وقالت صحيفة الوطن التابعة للنظام أن المعارضة الخارجية "تطرق أبواب الدول الصديقة لسوريا على أمل تحقيق أي مكاسب سياسية، بعد أن خسرت كل أوراقها على الأرض وتخلي الدول الغربية والإقليمية الداعمة لها عنها".

وقالت الصحيفة أن "سلطنة عُمان تعتبر من الدول الصديقة لسوريا التي حافظت على علاقتها مع دمشق خلال الأزمة التي مرت بها سوريا، بخلاف الدول الخليجية الأخرى التي قطعت علاقاتها مع دمشق، وذهب بعضها إلى أبعد من ذلك بدعم تنظيمات إرهابية في البلاد".

ونسبت صحيفة الوطن الى مراقبين "أن مثل هذه الزيارات للهيئة العليا للمفاوضات لدول صديقة لسوريا بالترافق الانتصارات الكبيرة والواسعة التي يحققها الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي تستقوي بها الهيئة العليا للمفاوضات، يمكن تفسيرها بأنها تأتي في إطار طلب وساطة من تلك الدول مع القيادة السورية واستجداء لأي مكاسب سياسية".

كثبان رملية

هذا وحول التصريحات بالرغبة في خروج القوات الأمريكية من سوريا قال الحريري في تصريحات صحافية إن الولايات المتحدة الأمريكية "غير قادرة على سحب مقاتليها في سوريا"، رغم تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن ذلك مؤخرا، معتبرا أن “واشنطن لم تحقق بعد أيّا من أهدافها في المنطقة”.

واعتبر الحريري أن داعش لم ينته، وأردف "إذا ما عولجت فقط الأسباب التي أدت إلى ظهوره فسيكون الأمر مجرد انتصارات مؤقتة"، مشبها الوضع "مثل الكثبان الرملية المتحركة تختفي في مكان لتظهر في مكان آخر".

وأكد الحريري أن الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة السورية هي التوصل لحل سياسي يؤدي لاستبدال الأسد “المهتم فقط بالحلول العسكرية”، مشيرا الى أن “الحل سياسي سيكون ممكنا فقط إذا كان لدى أمريكا وروسيا تصميم جاد للتوصل إليه. وهذا الأمر يحتاج إجماعا دوليا، يبدأ باتفاق روسي أمريكي”.

و قال "لن تستطيع روسيا أن تسيطر عسكريا على الأراضي السورية، والمسألة السورية هي أعقد من موضوع توسيع نفوذ عسكري أو تحقيق مكتسبات عسكرية".

وعبّر الحريري، عن اعتقاده أن السعودية ودولا عربية أخرى لا تزال تريد حلا سياسيا، وأنها توقفت عن تقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة بسبب السياسة الأمريكية.

وقال أيضا "الدعم العسكري توقف بنهاية السنة الماضية، ليس بقرار سعودي أو تركي أو أردني، الدعم العسكري كان بقرار دولي، وهنا أقصد أمريكا، ونحن نعرف، والشعب السوري يعرف، أن أمريكا لم ترغب جديا في التوصل إلى حل سياسي، ولم ترغب في وضع ثقلها الحقيقي على طاولة المفاوضات وهي قادرة على إحداث تغيير".

وقدمت أمريكا على مدى سنوات دعما عسكريا لقوات المعارضة في مواجهة نظام بشار الأسد، لكنها أوقفت دعمها بعد أن حولت تركيزها إلى محاربة تنظيم داعش .

ويتردد أن الولايات المتحدة تنشر نحو ألفي جندي أمريكي في سوريا، وقال ترامب إنه يرغب في إعادتهم إلى بلدهم قريبا لكنه عاد ووافق بعد ذلك على بقائهم لوقت أطول دون تحديد المدة .

وهاجمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يوم 14 من أبريل نيسان، مواقع تابعة للنظام داخل سوريا ردا على ما يشتبه في أنه هجوم كيماوي ينفيه الأسد. 

سياسة الهيئة 

وحول زيارة سلطنة عمان قالت عضوة الهيئة أليس مفرج إن استراتيجيتنا حاليا عقد لقاءات دورية واتصالات مع جميع الدول الداعمة للنظام والتي تأخذ مسافة واحدة منا ومن النظام والدول التي تسمى أصدقاء الشعب السوري.

ولفتت مفرج في تصريحات صحافية أن الهيئة بدأت جولاتها هذه بزيارة الجزائر شهر آذار الماضي، التي تعبر داعمة للنظام، معتبرة أن عمان موقفها وسطي حول سوريا وهي "مركز صناعة قرارات الشرق الأوسط" وزياراتنا تهدف للتأثير على دول الجامعة العربية لتستأنف دورها الذي وصفته "المغيب بالقضية السورية".

وقالت مفرج أن التعويل على "الخارج لم يكن مجديا"، مطالبة الجامعة العربية بتقديم مبادرات وخارطة تفصيلية للقرار الأممي 2254 لدعم الحل السياسي.

واعتبرت" أن تفعيل دور الجامعة العربية لكي لا تستفرد روسيا بالقضية السورية وعدم الاكتفاء بالعملية السياسية في مؤتمر سوتشي وعسكريا في محادثات الأستانة فقط ".

ولفتت مفرج أن إيران دولة "نافذة" بالقضية السورية عن طريق دورها السلبي ودعمها العسكري للنظام للقيام بتغيير ديمغرافي لأن دورها إيديولوجي عقائدي لتحقيق الحلم الفارسي على خلاف روسيا كون مصلحتها ما أسمته بمصلحة "إقتصادية وفرض عجرفة عسكرية".