الرباط: علمت "إيلاف المغرب" أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي بقيادة سعد الدين العثماني، تواجه جملة من التحديات في توزيع المسؤوليات بين أعضائها، حيث يشكل قسم الإعلام والعلاقات العامة الذي يشرف عليه نائب الأمين العام سليمان العمران، أحد أهم المراكز التي اشتد الصراع بشأنها.

وأكدت مصادر من داخل حزب العدالة والتنمية أن العمراني، قدم استقالته من قسم الإعلام والعلاقات العامة، بعدما واجه ضغوطا كبيرة من طرف بعض أعضاء الأمانة العامة الذين لا يتفقون مع طريقة تدبير إعلام الحزب التي يشرف عليها العمراني منذ عهد الأمين العام السابق، عبد الإله ابن كيران.

وتشير المعطيات التي حصلت عليها "إيلاف المغرب" أن قسم الإعلام والعلاقات العامة في الحزب ، يدخل ضمن دائرة اهتمامات كل من محمد يتيم وعزيز الرباح، الوزيرين في حكومة سعد الدين العثماني، اللذين عبرا عن طموحاتهما في تولي إدارة القسم "الحساس" في هيكلة الحزب.

وأكدت ذات المصادر أن نائب الأمين العام سليمان العمراني، واجه جملة من التحديات والضغوط مع الأمانة العامة الجديدة للحزب، والتي دفعته لتقديم استقالته، حيث أصبح الحديث عن ترتيب أولويات الحزب خلال هذه المرحلة ، والذي يدخل الإعلام ضمن دائرته، ما يعني أن كل ما راكمه الحزب في عهد ابن كيران على المستوى الإعلامي أصبح مهددا بالانهيار والتخلي طواعية عنه.

سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية 

وكان قسم الإعلام في حزب العدالة والتنمية عرف خلال السنوات الخمس الماضية تطورا لافتا، من خلال تجهيز فريق إعلامي متكامل بوسائل لوجيستية متطورة مكنته من تصدر الإعلام الحزبي على المستوى الرقمي، وكان من نقاط القوة التي ساعدت الحزب على تحقيق نجاحاته الانتخابية المتوالية.

ويروج داخل أوساط في حزب العدالة والتنمية بأن الصراع الدائر حول قسم الإعلام والعلاقات العامة، يمثل حلقة جديدة لبسط التيار القريب من الأمين العام ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني، سيطرته الكاملة على إعلام الحزب تفاديا لأي خرجات يمكن ان تحرج الحزب مع حلفائه، رغم أن العمراني كان من معارضي الولاية الثالثة لابن كيران. 

وبخصوص من سيتولى الإشراف على قسم الإعلام والعلاقات العامة في حال قبول العثماني استقالة العمراني، فإن الاسم المرشح بقوة لهذه المسؤولية، هو مصطفى بابا، القيادي الشاب المقرب من وزير الطاقة والمعادن، عزيز الرباح، والذي كان من أشد معارضي الولاية الثالثة لابن كيران، إبان النقاش الساخن الذي عاشه الحزب قبل المؤتمر الأخير.

وأفادت ذات المصادر بأن محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج المهني، كان سيكون الخيار الأول لتولي المسؤولية، بحكم تجربته السابقة في تسيير جريدة "التجديد" التي توقفت عن الصدور ، إلا أن مسؤوليته الحكومية ستجعل من الصعب عليه تولي هذه المسؤولية التي تتطلب الكثير من الوقت والجهد.

وينتظر أن تعيد هذه الصراعات حول المسؤوليات المهمةً في الحزب، الخلاف مجددا للواجهة بين قيادات الحزب، الذي دشن نهاية الأسبوع، أشغال لجنة الحوار الداخلي بين أعضائه، في محاولة لرأب الصدع وتجاوز الخلافات الحادة التي عاشها منذ إعفاء أمينه العام السابق من رئاسة الحكومة، في مارس 2017.