عرضت هيئة الأركان الروسية على الصحفيين ما قالت إنه حطام الصواريخ المجنحة الأميركية والبريطانية والفرنسية التي ضربت سوريا. وتزامنا دحض مسؤول دفاعي كبير تصريحات مسؤولين أميركيين بخصوص نتائج الضربة الصاروخية. 

وأعلن الخبير في مجال الدفاع الجوي في الأركان الروسية، سيرغي بيزنوغيخ إنه وضعت في المعرض قطع من الصواريخ المجنحة البحرية، أميركية الصنع من نوع "توماهوك"، وصواريخ مجنحة جوية بريطانية وفرنسية الصنع "سكالب" و"ستورم شادو".

وقال إنه تم عرض عناصر ضخمة من الصواريخ مثل المحرك ونظام الملاحة الفضائيةن وأضاف أن "العناصر في حالة جيدة، وهذا يشير إلى أن أنظمة الدفاع الجوية هي التي أسقطت هذه الصواريخ".

وكانت السلطات السورية نفت بشكل قاطع ضلوعها بحادث دوما الكيميائي المزعوم، فيما اعتبرته موسكو ذريعة مختلقة، لتهيئة الظروف من أجل توجيه ضربة عسكرية من قبل الغرب ضد سوريا.

تدمير 70 صاروخا

من جهتها، أعلنت هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الروسية، أن قوات الدفاع الجوي السورية، نجحت في تدمير نحو 70 صاروخا من أصل أكثر من 100 صاروخ غربي أطلقت على سوريا أثناء الضربة الصاروخية.

وحسب وسائل الإعلام الروسية، فقد دحض رئيس إدارة العمليات لدى قيادة الأركان العامة الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي تصريحات مسؤولين أميركيين بخصوص نتائج القصف الذي تم بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا، مواقع للحكومة السورية ليلة 14 أبريل الماضي، والتي تتحدث عن إصابة كل الصواريخ وعددها 105 لأهدافها.

تحليل

وأكد رودسكوي أن العسكريين الروس، استنادا إلى التحليل المفصل لنتائج الغارات الصاروخية الغربية، خلصوا إلى استنتاج بأن 22 صاروخا فقط، لا أكثر، أصابت أهدافها.

وأوضح المسؤول العسكري الروسي أن حجم الأضرار التي لحقت بمركز البحوث العلمية ومحيطه في حي برزة بالعاصمة دمشق جراء القصف يؤكد أنه لم يصب بأكثر من 13 صاروخا، خلافا لإعلان الأميركيين عن 76 إصابة. 

وقال إن منظومات الدفاع الجوي سوفياتية الصنع من طراز "إس-125" و"أو أس إيه" و"كوادرات" المنشورة في ضواحي العاصمة دمشق دمرت، حسب معطيات استخباراتية وشهود عيان، 46 صاروخا مجنحا.

وأشار رودسكوي إلى أن شظايا الصواريخ التي تم العثور عليها في المنطقة فيها ثغرات أحدثتها، على ما يبدو، منظومات الدفاع الجوي. وعرضت وزارة الدفاع الروسية بعض تلك بقايا الصواريخ أثناء الموجز الصحفي.

صواريخ عاجزة

وأضاف المسؤول الدفاعي الروسي أن عددا من الصواريخ الغربية، بما فيها توموهوك" الأميركية، عجزت عن إصابة أهدافها نتيجة لخلل فني، ما عرّض للخطر مرافق مدنية ومدنيين، وتم نقل اثنين من تلك الصواريخ إلى موسكو لكي يدرسها الخبراء بغية زيادة فعالية أنظمة الدفاع الجوي الروسية.

وأما بخصوص المستودعات فوق الأرض وتحت الأرض العائدة للجيش السوري في ريف حمص، قال رودسكوي إن صور الأقمار الاصطناعية تؤكد إصابتها بتسعة صواريخ فقط، بينما يتحدث الأميركيين عن 29 صاروخا، في حين دمرت قوات الدفاع الجوي 20 صاروخا.

وأشار إلى أن أكبر ضرر في هذه المستودعات لحق بمرافق مدنية تابعة للقوات السورية لا علاقة لها بالأنشطة العسكرية.

تفنيد

وفند رودسكوي تصريحات المسؤولين الغربيين القائلة إن المواقع المستهدفة استخدمت لتصنيع وخزن الأسلحة الكيميائية، مؤكدا أن المستودعات في حمص لم تستخدم لهذه الأغراض، بينما لم تجر دراسات متعلقة بتصنيع وسائل الحماية الكيميائية في مركز البحوث العلمية في برزة منذ عام 2013، وفي عام 2017 أكد مفتشون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بعد زيارتهم إلى هذا الموقع، عدم ممارسة أي أنشطة تتعلق بتصنيع الأسلحة الكيميائية فيه.