لندن: أنعش علماء الأمل بالتوصل الى علاجات أشد فاعلية للكآبة التي يعاني منها ما يربو على 300 مليون شخص في العالم ، بتحديد الأسس الوراثية لهذا الاضطراب العقلي في دراسة غير مسبوقة.

وفي أوسع بحث لدراسة دور الحمض النووي في الكآبة حدد فريق يضم أكثر من 200 باحث 44 متغيراً جينياً تزيد خطر الاصابة بالكآبة منها 30 متغيراً لم تُربط سابقاً بالمرض.

وبزيادة عدد المناطق الجينية المرتبطة بالكآبة ثلاثة اضعاف يأمل العلماء بمعرفة المزيد عن سبب اصابة البعض بهذا الاضطراب العقلي وعدم اصابة البعض الآخر حتى عندما تكون خبراتهم الحياتية متماثلة. وأكد خبراء ان الخريطة الجينية الجديدة يمكن أن تساعد في تطوير عقاقير للكآبة التي يمر بها زهاء 25 في المئة من الأشخاص في زمن حياة كاملة.

وقالت البروفيسورة كاثرين لويس استاذة علم الوراثة الاحصائي في كلية كنغ في لندن التي شاركت في الدراسة ان تخفيف العبء الوراثي للكآبة يزيد مقاومة الضغوط النفسية التي نواجهها جميعاً في الحياة.

وكانت دراسات سابقة لتوائم وجدت ان العوامل الوراثية تفسر نحو 40 في المئة من حالات الكآبة والباقي بسبب عوامل بيولوجية أخرى وخبرات حياتية.

وفي حين ان العلماء وجدوا 44 متغيراً جينياً ترتبط بالكآبة فان هذا العدد يشكل نسبة ضئيلة من المجموع لأن الكثير من المتغيرات الجينية الأخرى ذات تأثير طفيف بحيث لم تتمكن الدراسة الجديدة من اكتشافه. وقالت لويس "ان هناك آلاف الجينات التي ترتبط بالكآبة لكل منها تأثير خفيف في خطر الاصابة". 

حالة منهكة

والكآبة السريرية حالة منهكة ما زالت اسبابها مجهولة من حيث الأساس. وتقول منظمة الصحة العالمية انها السبب الرئيسي للاعاقة عالمياً وتكلف الاقتصاد العالمي زهاء ترليون دولار في السنة دون ان تستثني بلداً.

ويعاني المصاب بالكآبة جملة "فقدانات" منها فقدان الشهية والنوم والتركيز والحب والفرح والحماسة والطاقة وراحة البال ، الخ. ويحاول زهاء 3 في المئة من المصابين بكآبة شديدة الانتحار. 

ولكن العلاجات المتوفرة والتي يجري تطويرها قليلة لأن الشركات الصيدلانية انسحبت عموماً من الابحاث باهظة الكلفة لتطوير جيل جديد من العقاقير المضادة للكآبة.

وجمع الباحثون في الدراسة الجديدة قواعد بيانية من بريطانيا والولايات المتحدة وايسلندا والدنمارك لتحليل معلومات عن 135 الف شخص مصابين بالكآبة و345 الف شخص يعانون من مشاكل في صحتهم العقلية. ثم قارن العلماء الحمض النووي عبر مجموعات لايجاد المتغيرات الجينية المشتركة بين المصابين بالكآبة.

وحدد العلماء عدة جينات لها دور في نمو الخلايا العصبية وعملها ونقلها الاشارات بين مناطق الدماغ حيث تتسم منطقتان بأهمية بالغة في الكآبة هما القشرة ما قبل الأمامية والقشرة الحزامية الداخلية.

 

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.theguardian.com/science/2018/apr/26/gene-map-for-depression-sparks-hopes-of-new-generation-of-treatments