نصر المجالي: تواصلت تداعيات الأزمة السياسية في أرمينيا من دون حلول حاسمة في المستقبل القريب، ورفض كارين كارابتيان القائم بأعمال رئيس الوزراء في أرمينيا اقتراح زعيم المعارضة نيكول باشينيان إجراء محادثات يوم الجمعة.

وفي حين تواصلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أرمينيا الدولة العضو في الاتحاد السوفياتي السابق وخليفة روسيا، أعلن المكتب الإعلامي لكارابتيان أنه لا يرى فائدة من المشاركة في محادثات مع المعارضة لا توجد فيها فرصة في أن تسفر عن حل.

وكانت حملة احتجاجات عارمة تزعمها باشينيان، قد أجبرت رئيس الوزراء سيرج سركيسيان على الاستقالة الاثنين الماضي، ليبعد بذلك مخاطر إراقة الدماء عن البلاد دون أن يحل أزمتها السياسية الحادة، التي لا تزال مفتوحة على جميع الاحتمالات.

اتهامات

وتتهم المعارضة سيرج سركيسيان رئيس الجمهورية السابق ورئيس الوزراء المعين الذي استقال يوم 23 أبريل وترأس البلاد طيلة السنوات العشر الأخيرة بالفساد وفقدان الكفاءة وتحمله مسؤولية تردي الوضع الاقتصادي في البلاد.

وقال زعيم المعارضة باشينيان بعد رفض القائم بأعمال رئيس الوزراء اقتراحه بالاجتماع معه، إنه سيواصل الدعوة لخروج الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وكان باشينيان قال في وقت سابق يوم الجمعة إنه اجتمع مع الرئيس سركسيان لبحث سبل التوصل لحل سياسي للأزمة.

ودعا محتجون لتولي باشينيان، الصحفي السابق الذي أصبح نائبا، منصب رئيس الوزراء المؤقت وإجراء انتخابات برلمانية جديدة.

رفض

ورفض باشينيان في مؤتمر صحفي يوم الخميس في يريفان أي تشبيه للحركة الاحتجاجية في أرمينيا بـ"الميدان" الأوكراني، في إشارة إلى الأحداث التي أدت إلى إسقاط الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش عام 2014، والتي تحدث الكثيرون عن دور قوى غربية في توجيهها، معتبرا أن ذلك "يعكس فهما خاطئا لمجريات الأمور".

وأضاف: "هذا أمر بديهي، ولا يستحق حتى التعليق، كل شيء حدث أمام أعينكم". ووفقا لباشينيان، فإن مصادر تمويل المعارضة شفافة بشكل كامل، ويمكن لأي شخص التحقق من طبيعة ارتباطاتها.

ونفى زعيم المعارضة أن تكون روسيا وغيرها من القوى العظمى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تتدخل في شؤون بلاده الداخلية. وقال ان هذه القوى تعتبر "شأنا أرمينيا داخليا بحتا"، مشيرا إلى لا يمارسان أي تأثير في هذه الأحداث.

الكرملين 

يشار إلى أن قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أعلن إن الكرملين يأمل بقيام حوار بناء بين السلطة والمعارضة في أرمينيا بهدف تسوية الوضع القائم في تلك الدولة.

وأضاف بيسكوف في حديث مع الصحفيين يوم الخميس: "نحن نأمل بحصول اتصالات بناءة مع الذين لديهم مطالب ورغبات لكي يتم التوصل إلى حلول وسط".

وفي الختام، يشار إلى أن أرمينيا كانت من قبل جمهورية روسيا السوفياتية جنباً إلى جنب مع جورجيا وأذربيجان، حيث جرى دمجها جميعاً في الاتحاد السوفياتي كجزء من جمهورية ما وراء القوقاز السوفياتية الاشتراكية في 4 مارس 1922. 

وفي عام 1991، انهار الاتحاد السوفياتي واستعادت أرمينيا استقلالها وأعلن الاستقلال في 23 أغسطس وكانت أول جمهورية خارج البلطيق تعلن الانفصال.