أصدرت محكمة بالدنمارك حكما بالسجن المؤبد ضد المخترع الدنماركي بيتر مادسن بتهمة قتل الصحفية السويدية كيم فال على متن غواصته في 10 أغسطس/آب 2017.

فمن هو بيتر مادسن؟

هو رجل أعمال ومخترع قدمته وسائل الإعلام في الدنمارك على أنه شخص يتحدى الحياة التقليدية.

اخترع غواصته يو سي 3 نوتيلوس التي وصفها بأنها أكبر غواصة خاصة في العالم، وهي الغواصة التي جلبت له الشهر وكانت مسرحا للجريمة التي وقعت في أغسطس/آب الماضي.

وكان قد ألقي القبض عليه عقب مقتل الصحفية السويدية كيم وول البالغة من العمر 30 عاما إثر مقابلة أجرتها معه على متن الغواصة.

ولد مادسن عام 1971 وعندما كان في السادسة من العمر انفصل والداه فذهب ليعيش مع والده الذي كان يكبر والدته بثلاثين عاما، وقد وصف والده بأنه سلطوي وعنيف.

ورغم ذلك كان والده هو من تقاسم معه شغفه بالصواريخ والحروب، وهي الأمر التي كرس نفسه لها لاحقا.

بدأ في دراسة الهندسة ثم أقلع عن الدراسة لاحقا لاعتقاده أنه تعلم ما يكفي لصناعة الغواصات والصواريخ.

عدو نفسه

وصفه شقيقه بأنه "عدو نفسه"، ورفضت زوجته التي حصلت على الطلاق في وقت سابق من العام الحالي التحدث للإعلام.

وقال عنه الصحفي توماس جورسينغ الذي كتب سيرته الشخصية عام 2014:" إنه غاضب من الله ومن الجميع، لقد وجد صعوبة كبيرة في التكيف مع الناس، فقد كانت لديه طموحات كبيرة وأراد تحقيق كل شيء بطريقته".

وكان بعد بنائه الغواصة البالغ طولها 17 مترا قد تحول لاكتشاف الفضاء.

وتشارك مع المهندسة كريستينا فون بنغتسون المتعاقدة السابقة مع وكالة الفضاء الامريكية - ناسا تشكيل هيئة من هواة تصنيع الصواريخ تمول من التبرعات بهدف إطلاق صاروخ للفضاء، ولكن الشراكة انهارت عام 2014 بسبب تصرفات مادسن فأطلق معملا خاصا به للتنافس مع شركائه السابقين.

وقال حينئذ: "إن شغفي هو الوصول لسبل للسفر تتجاوز الطرق المعروفة".

الرحلة الأخيرة

وبعد أشهر من الإلحاح عليها لزيارة غواصته استجابت كيم وول لدعوة مادسن لتختفي بعدها تماما، ليتم العثور على جثتها بدون رأس وأطراف في 21 أغسطس/آب الماضي بينما عثر الغواصون على رأسها وسيقانها وملابسها في 6 أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وقال مادسن في البداية إن الصحفية غادرت الغواصة قبل إقلاعها، ثم زعم أن مرساة الغواصة وقعت على رأسها في حادث بشع فألقى جسدها في المياه، ثم قال إن الكربون في الغواصة سمم الصحفية فيما كان هو على السطح.

وفي البداية نفى التمثيل بجثة الصحفية، ثم اعترف بتقطيعها وإلقائها في البحر،ولكنه نفى قتلها.

كان الإدعاء قال في بداية محاكمته إنه ربما يعاني مرضا نفسيا فالأفلام التي تم العثور عليها في جهاز الكمبيوتر الخاص به تظهر نساء يتعرضن للتعذيب والتشويه بينما قال دفاعه إنه لا يوجد دليل ضده.