لندن: أعلن مسؤول إيراني اليوم أن السلطات العراقية رفضت الغاء تأشيرات الدخول للإيرانيين الى العراق وخاصة خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين في كربلاء التي يشارك فيها سنويا حوالي 3 ملايين إيراني يدفع كل منهم 40 دولارا للحصول على التأشيرة.

وقال شهريار حيدري المدير العام لشؤون الحدود بوزارة الداخلية الإيرانية ان بلاده تسعى من خلال التدابير المتخذة ان نقلل من نفقات زوار الأربعين الإيرانيين الى العراق ليشاركوا بسهولة في هذه الزيارة المعنوية. وأوضح أن إلغاء التأشيرة لزوار الأربعين مشروط بإلغائها من قبل الجانبين. 

وأشار إلى أنّه " بناء على المفاوضات السابقة بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلنت إيران استعدادها لإلغاء تأشيرة الاربعين وبالطبع لابد من موافقة الجانب العراقي من اجل تحقق هذا الأمر كما نقلت عنه وكالة "فارس" الإيراني في تصريح تابعته "إيلاف".

وقال إن المسؤولين العراقيين ليسوا مستعدين في الوقت الحاضر لإلغاء تأشيرة زيارة الأربعين للإيرانيين.. مبينا انه "برغم استعداد إيران لإلغاء تأشيرة الأربعين الا ان الجانب العراقي لم يعلن أي رغبة لإلغائها وبناء عليه فإن إلغاء التأشيرة غير ممكن في الوقت الحاضر.

 

إيرانيون يدخلون إلى العراق

 

ومن جهته أعتبر مساعد وزير الداخلية الإيراني لشؤون الأمن والشرطة حسين ذو الفقاري إلغاء تأشيرات الدخول إلى العراق أمرًا "مهما وأساسيا".. مؤكدا أن بلاده موافقة تماما على إلغائها لكن الحكومة العراقية لديها وجهات نظر مختلفة إزاء هذا الموضوع.

وأضاف ذو الفقاري أن "إيران موافقة تماما على إلغاء التأشيرة وقد أجرت المتابعات اللازمة بشأنه إلا انه وبسبب الظروف الأمنية وكذلك عدم وجود البنية التحتية الكافية لزيادة عدد الزوار في أيام زيارة الأربعين في العراق فإن للحكومة العراقية وجهات نظر لأن عليها تقييم مسألة هل أن البنية التحتية للاستضافة كافية أم لا في حال مضاعفة أعداد الزوار الإيرانيين.

الأمن والمردود المالي يمنعان

وتشير مصادر عراقية إلى أنّ المخاوف الامنية العراقية من تدفق اكثر من 3 ملايين إيراني على العراق خلال زيارة الاربعين واحدة من العوامل التي تدفع السلطات العراقية لرفض الغاء تأشيرات الدخول للإيرانيين.

وكانت هذه المناسبة شهدت عام 2016 اقتحام ملايين الإيرانيين للحدود العراقية والدخول الى الاراضي العراقية بشكل عشوائي ادى الى الحاق اضرار بالمنافذ الحدودية اضافة الى دخول الالاف بدون جوازات سفر او تأشيرات دخول رسمية ما دعا الحكومة العراقية الى الاحتجاج لدى نظيرتها الإيرانية لعدم منعها حصول ذلك.

وتضيف المصادر ان المردودات المالية للتأشيرات التي تمنح للإيرانيين خلال زيارة الاربعين والتي تبلغ حوالي 3 ملايين تاشيرة رسوم الواحدة منها 40 دولارا تدر على العراق اكثر من 120 مليون دولار خلال هذه المناسبة وحدها في وقت يعاني فيه العراق من أزمة مالية نتيجة الحرب مع تنظيم داعش وانهيار أسعار النفط. 

 وعادة مايتدفق الزوار الإيرانيين الى الاراضي العراقية عبر أربعة منافذ حدودية هي: الشلامجة في محافظة البصرة (جنوب) والشيب في محافظة ميسان (جنوب) وزرباطية في محافظة واسط (وسط) ومندلي في محافظة ديالى (وسط) فضلاً عن مطارات بغداد والنجف والبصرة.

وقد تم افتتاح 20 مكتب ممثلية قنصلية للسفارة العراقية في عدد من المدن الإيرانية لتسجيل الراغبين من الإيرانيين للمشاركة بزيارة الاربعين التي صادفت نوفمبر تشرين الثاني الماضي ومنحهم التاشیرات اللازمة للدخول الی العراق.

وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث يخرجون من محافظات الجنوب والوسط أفرادا وجماعات مطلع شهر صفر سيرا إلى كربلاء.. فيما تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات مسلمين شيعة من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة ألربعينية الإمام الحسين ثالث أئمة الشيعة الاثني عشرية ليصلوا في العشرين من الشهر ذاته الذي يصادف الزيارة أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة كربلاء عام 61 للهجرة وأصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنوياً بعد انهيار النظام السابق الذي كان يضع قيوداً صارمة على ممارسة الشيعة لشعائرهم.