أرمينيا: رشّحت المعارضة الارمينية رسميا زعيمها نيكول باشينيان لرئاسة الحكومة، ليتقدم الاخير خطوة اضافية باتجاه الفوز بالمنصب بعد تظاهرات حاشدة دامت اسبوعين غيرت المشهد السياسي في أرمينيا.

ودعا باشينيان إلى وقف الاحتجاجات لاجراء محادثات مهمة مع جميع القوى السياسية قبل تصويت حاسم الثلاثاء ونزع سترة الكاكي العسكرية ليرتدي بزة بدلا عنها .

وقال للصحافيين في البرلمان "نحن امام مهمة لحل الازمة السياسية في البلاد" معلنا ترشيحه من قبل حزبه "الك".

واضاف "إذا لم يتم انتخاب رئيس وزراء غدا فإن هذه الازمة لن تزول".

وباشينيان (42 عاما)، زعيم المعارضة التي دفعت رئيس الوزراء سيرج سركيسيان للاستقالة الاسبوع الماضي، هو المرشح الوحيد للمنصب ويصر على انه الوحيد الذي باستطاعته القضاء على الفساد والفقر والمحسوبيات واجراء انتخابات تشريعية نزيهة وحرة.

ورغم ذلك، فان باشينيان يحتاج لاستمالة عدد من اصوات الحزب الجمهوري الحاكم الذي يتمتع بالغالبية في مجلس النواب، للفوز بالمنصب اثناء تصويت في المجلس الثلاثاء.

ولم يعلن الحزب الجمهوري الحاكم في ارمينيا بقيادة سركيسيان رسميا موقفه من التصويت، علما ان فهرام بغدساريان وهو احد كبار نواب الحزب يقول ان حزبه لا يمكنه الوقوف في طريق ترشيح باشينيان.

واكد زعيم الاحتجاجات إنه لن يتوسل الجمهوريين لنيل اصواتهم قائلا "لست مضطرا الى ذلك ولن أقنعهم".

"توافق سياسي"

ويقول العديد من المراقبين السياسيين ان انتخاب باشينيان رئيسا للوزراء امر محتمل جدا، في تطور مذهل لم يكن ممكنا تخيله قبل أسبوعين فقط في هذه الدولة الفقيرة جنوب القوقاز البالغ عدد سكانها 2,9 مليون نسمة.

وقال المحلل السياسي هاغوب باداليان لوكالة فرانس برس "لا ارى من الناحية العملية اي عائق امام انتخاب باشينيان رئيسا للوزراء غدا".

واضاف "هناك اجماع سياسي بما في ذلك بين الجمهوريين بأن تسوية الازمة بهذه الطريقة ستخدم مصالح البلاد".

من جهته، قال إرفاند بوزويان إن باشينيان نجح في حمل الارمن العاديين على الاعتقاد انهم من الاهمية بمكان ولهم الحق في تقرير مستقبل بلدهم بأنفسهم.

واضاف لفرانس برس "منذ التسعينيات، لم يعتقد الناس ان التغيير ممكن في هذا البلد. والان يرون ان ذلك ممكن. لقد فوجئوا بذلك".

وتابع "لقد اصبح نيكول بطلا".

ويعرب مراقبون عن مخاوفهم ازاء ان تؤدي الاضطرابات الى زعزعة استقرار الدولة الحليفة لموسكو والعالقة في نزاع اقليمي مع اذربيجان منذ عقود.

بدوره، عبر الاتحاد الاوروبي عن دعمه لارمينيا في "جهودها الرامية إلى بناء مجتمع مزدهر وديموقراطي".

واضاف في بيان "لا يزال من المهم ان تظهر جميع الاطراف المعنية، وضمنها اجهزة تطبيق القانون ومن يمارسون حقهم في حرية التجمع والتعبير، ضبط النفس والحس بالمسؤولية".

كما حضت روسيا على التوصل إلى تسوية بينما دعت الولايات المتحدة الى "حل يضمن مصالح جميع الارمن".

"ثورة الحب"

وتظاهر الاحد عشرات الالاف من انصار باشينيان في العاصمة يريفان آملين ان تعزز التظاهرات الحاشدة المؤيدة احتمالات وصوله الى رئاسة الوزراء.

وقال باشينيان، المحرر الصحافي السابق، امام الحشد مساء الاحد "اقول لكم وانا انظر في عيونكم، انني على استعداد بحس كبير من المسؤولية لتولي منصب رئيس الوزراء".

والسبت، بعد ايام من المفاوضات اعلن حزب "أرمينيا المزدهرة" الذي لديه 31 نائبا في البرلمان انه سيصوت لصالح باشينيان، وكذلك حزب الفدرالية الثورية (سبعة نواب).

وبالتالي فانه بحاجة لستة اصوات اضافية للحصول على غالبية 53 صوتا في المجلس الذي يضم 105 نواب.

وتشهد ارمينيا ازمة سياسية منذ اسابيع اجبرت الاثنين الماضي الزعيم المخضرم سركيسيان على الاستقالة، استجابة لتظاهرات سلمية وصفها البعض بانها "ثورة الحب".

وتتهم المعارضة الحزب الجمهوري بزعامة سركيسيان، بالتمسك بالسلطة بعد أن فشل عهده في معالجة مشكلات الفقر المستشري والفساد وسيطرة كبار الأثرياء المقربين من السلطات على اقتصاد هذا البلد الصغير.

ويقول مراقيون ان استقالة سركيسيان اطلقت رصاصة الرحمة على سيطرة الحزب الجمهوري من دون منازع على الحكم لاكثر من عشر سنوات، بسبب ضعف القوى المعارضة وانقسامها.