دير الزور: أعلنت قوات سوريا الديموقراطية الثلاثاء انطلاق المرحلة النهائية من حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية لانهاء وجوده في شرق سوريا وتأمين الحدود مع العراق المجاور، وذلك بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية.

وبعد ساعات عدة، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية اطلاق "عمليات تحرير معاقل التنظيم الأخيرة في سوريا" حيث ما زال يسيطر على جيوب تضم نحو ثلاثين قرية وبلدة بعد خسارته خلال الاشهر الأخيرة مساحات واسعة في محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق. 

وأعلن مجلس دير الزور العسكري المنضوي في صفوف قوات سوريا الديموقراطية في مؤتمر صحافي عقده في حقل التنك النفطي الواقع شرق مدينة دير الزور الثلاثاء تصميمه على استكمال معركته للقضاء على التنظيم المتطرف قرب الحدود العراقية.

وقالت الناطقة الرسمية باسم عاصفة الجزيرة ليلوى العبدالله في بيان تلته خلال المؤتمر "بدأت قواتنا وبمشاركة من قوات التحالف الدولي المرحلة النهائية من حملة عاصفة الجزيرة" بهدف "تأمين الحدود العراقية والسورية وانهاء وجود داعش في شرق سوريا مرة واحدة والى الأبد".

وشاهد مراسل فرانس برس في مكان انعقاد المؤتمر قوات من التحالف الدولي مدججة بالأسلحة الى جانب مقاتلين من قوات سوريا الديموقرطية بينما كانت طائرات التحالف تحلق في سماء المنطقة.

وفي وقت لاحق، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان اطلاق المعركة الأخيرة ضد التنظيم. وأضاف "سيكون القتال صعباً لكننا سننتصر مع شركائنا".

وشدد على أن "الأيام التي كان فيها التنظيم يسيطر على أراض ويروع الناس تقترب من نهايتها". 

وطردت قوات سوريا الديموقراطية العام الماضي وبدعم من التحالف، التنظيم المتطرف من مساحات واسعة عند الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين. وفي هجوم منفصل، طردت قوات النظام السوري بدعم روسي التنظيم من كامل الضفة الغربية للفرات.

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية وقوات النظام السوري سباقاً للسيطرة على ما تبقى من جيوب تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في دير الزور. واندلعت الأحد معارك عنيفة بين الطرفين قبل أن تتراجع وتيرتها.

ولم يبق تحت سيطرة التنظيم حالياً إلا أربع قرى عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بالاضافة الى 22 قرية وبلدة تمتد من ريف دير الزور الشمالي الشرقي، مروراً بريف الحسكة الجنوبي وصولاً الى الحدود السورية العراقية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وشكل التحالف الدولي داعماً رئيسياً في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية على جانبي الحدود السورية والعراقية، من خلال تأمين الغطاء الجوي للعمليات البرية ونشر مستشارين وقوات خاصة في الميدان.

ورحبت العبدالله في البيان الذي تلته "بدعم القوات العراقية عبر الحدود وشركائنا في التحالف الدولي".

وأشار قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد أبو خولة في تصريح لفرانس برس على هامش المؤتمر الى وجود "غرفة عمليات مشتركة مع القوات العراقية"، موضحاً أن "قوات التحالف الدولي والقوات الفرنسية زادت عديدها مؤخراً وهي تساند قواتنا في المرحلة الاخيرة من الهجوم".

وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الخميس أمام الكونغرس "لقد أرسل الفرنسيون قوات خاصة الى سوريا لتعزيز مهمتنا خلال الاسبوعين الماضيين" مضيفاً "ستشهدون جهداً جديداً في وادي الفرات في الايام المقبلة".