واشنطن: أشار تقرير رسمي أميركي صدر الثلاثاء الى تراجع قدرات قوات الامن المحلية في افغانستان مقابل اتساع سيطرة حركة طالبان وجماعات متمردة اخرى.

ورسم آخر تقرير فصلي لمكتب "المحقق العام لإعادة الإعمار في افغانستان" (سيغار) صورة قاتمة عن الوضع الأمني في هذا البلد الذي يواجه نزاعا مستمرا منذ نحو 17 عاما، في حين تؤكد قوات الحلف الأطلسي المنتشرة فيه بقيادة أميركية انها تحقق تقدما.

صدر تقرير الهيئة العامة المكلفة مراقبة العمل الأميركي في هذا البلد غداة يوم دام شهد اعتداءات أوقعت عشرات القتلى بينهم 11 طفلا وتسعة صحافيين بينهم كبير مصوري وكالة فرانس برس في كابول شاه مراي.

بحسب التقرير، فإن عديد القوات المسلحة الأفغانية تراجع بنسبة 10% خلال عام، إلى 296 الفا و406 عناصر في صفوف الجيش والشرطة اعتبارا من 31 يناير.

وضاعفت حركة طالبان وتنظيم داعش الاعتداءات ضد الجيش والشرطة في الأشهر الماضية، ما انعكس على معنويات القوات بعدما أضعفها الفساد وفرار عناصر منها. وقال وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس إن القوات الافغانية يجري حاليا تعزيزها في القطاعات الاكثر اهمية اي قوات العمليات الخاصة.

واورد ماتيس في مؤتمر صحافي في البنتاغون "يجري تعزيز قدرات الجيش الافغاني". واضاف "ستلاحظون ان غالبية القوات هي قوات خاصة يقدم اليها المدربون العسكريون في حلف الاطلسي المشورة والمساعدة المؤازرة، وهي القوات الاكثر فاعلية".

واوضح ماتيس ان هذا التعزيز هو الذي منع طالبان من السيطرة على كبرى مدن المحافظات وعواصم الولايات. وتوقفت الهيئة عن إدراج عدد القتلى في صفوف الجيش الأفغاني في تقاريرها، بطلب من حكومة كابول. وكانت الارقام تشير الى مقتل اكثر من 5 آلاف جندي افغاني سنويا.

وباتت حركة طالبان وغيرها من حركات التمرد الأفغانية تسيطر على 14,5% من محافظات هذا البلد الـ407، وهي مساحة لم تسجل منذ أن باشرت الهيئة وضع تقاريرها عام 2015. واشار التقرير الى ان ذلك يشكل "زيادة طفيفة مقارنة بالفصل السابق، لكنها تزيد على ثلاثة بالمئة مقارنة بالفترة نفسها للعام 2016".

في المقابل، لم تعد الحكومة الأفغانية تسيطر سوى على 56,3% من المحافظات بزيادة محافظة عن العام الماضي، فيما يتم التنازع على باقي المحافظات. ونظرا إلى تباين الكثافة السكانية بين المحافظات، فإن نسبة الشعب الأفغاني التابعة لسيطرة الحكومة تراجعت.

جاء في التقرير أن "التوجه العام هو أن المتمردين يزيدون سيطرتهم على السكان (من 9% في أغسطس 2016 إلى 12% في يناير 2018). وأفاد التقرير ان "سيطرة الحكومة الافغانية على المحافظات هو في ثاني ادنى مستوى له فيما سيطرة المتمردين عليها في اعلى مستوى لها منذ بدء +سيغار+ تلقي بيانات السيطرة على المحافظات في نوفمبر 2015".

كما أشارت الوثيقة إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الأفغان منذ أن ضاعف الطيران الأفغاني عملياته مقابل خفض الحلف الأطلسي عدد غاراته الجوية. وتتباين المعطيات الواردة في التقرير مع خطاب البنتاغون الذي يؤكد أن مقاتلي طالبان باتوا في موقع دفاعي وأن قسما منهم بات على استعداد للدخول في مفاوضات سلام.

وقتل العشرات، بينهم عشرة صحافيين، في سلسلة اعتداءات شهدتها افغانستان الاثنين، في يوم هو الاكثر دموية للاعلام الافغاني منذ 2001. وهزت عمليتان انتحاريتان متتاليتان العاصمة كابول صباح الاثنين ما أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل بينهم كبير مصوري فرانس برس وثمانية صحافيين آخرين في اعتداء قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن حصيلة الاعلاميين القتلى فيه هي الاعلى منذ سقوط نظام طالبان. وتبنى الاعتداء تنظيم داعش الذي بات له وجود في افغاستان ولا سيما في ننغرهار.

وقتل مراسل لشبكة "بي بي سي" في اعتداء منفصل في ولاية خوست في شرق البلاد. وقال ماتيس إن "قتل الصحافيين وغيرهم من الابرياء يشهد بقوة على الجهة التي نقف معها وتلك التي نقف ضدها". وأكد وزير الدفاع الاميركي "سنقف مع الشعب الافغاني، وسنقف مع الحكومة الافغانية، وستستمر مهمة حلف شمال الاطلسي مع سعينا الى التوصل إلى تسوية سياسية".