سيدني: أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء التزامه بالاتفاق النووي الإيراني. وقال إن لا أحد يريد تصعيدًا للتوتر في المنطقة، مع إقراره في الوقت نفسه بوجوب تشديد هذا الاتفاق.

ويهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالانسحاب من الاتفاق المبرم في 2015 بين طهران والدول الست الكبرى، على أن يعلن قراره بشأن مستقبل هذا الاتفاق في 12 مايو. ويفرض الاتفاق قيودًا مشددة على برنامج إيران النووي، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وقال ماكرون خلال زيارة تستمر يومين إلى سيدني: "لا أعرف ما هو القرار الذي سيتخذه الرئيس الأميركي في 12 مايو".

أضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول: "أريد أن أقول إنه مهما كان القرار، علينا التحضير لمثل تلك المفاوضات الموسعة والاتفاق الأوسع، لأنني أعتقد أن لا أحد يريد حربًا في المنطقة، ولا أحد يريد تصعيدًا في التوتر في المنطقة".

وكان الرئيس الأميركي انتقد الاتفاق النووي الإيراني، ووصفه بـ"المشين" و"السخيف"، داعيًا إلى اتخاذ تدابير جديدة بحق إيران على خلفية برنامجها للصواريخ البالستية ودعمها مجموعات مسلحة في الشرق الأوسط.

يدفع ماكرون الذي أقر في سيدني بأن الاتفاق "غير كاف"، إلى إجراء محادثات دولية جديدة سعيًا إلى اتفاق أوسع. وقال ماكرون متحدثًا بالانكليزية إنه تتعيّن إضافة ثلاث "دعامات" على الاتفاق. وأوضح أن الدعامة "الأولى تتعلق بالأنشطة النووية بعد 2025، والثانية لتكون لنا سيطرة ومراقبة أفضل لأنشطة النظام الإيراني البالستية". تابع "والثالثة من أجل احتواء الأنشطة الإيرانية في المنطقة، وخصوصًا في العراق وسوريا ولبنان واليمن".

أتاح الاتفاق النووي رفع قسم من العقوبات المفروضة على إيران مقابل ضمان الطبيعة المدنية لبرنامجها النووي، ولا سيما من خلال فرض قيود على عمليات التخصيب التي يمكن أن ينتج منها وقود يستخدم في الأسلحة.

والثلاثاء قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن لديه "أدلة" جديدة على وجود خطة سرية يمكن لإيران تفعيلها في أي وقت لامتلاك القنبلة الذرية. وطالما نفت إيران سعيها إلى حيازة سلاح نووي، وتصر على أن برنامجها الذري هو لأغراض مدنية.

لم يعلق ماكرون على التصريحات الإسرائيلية، مكتفيًا بالقول إن فرنسا "حريصة جدًا على استقرار المنطقة". وقال "لذا نريد العمل على هذا التفاوض الجديد بالتنسيق مع ألمانيا والمملكة المتحدة".

وأضاف "سنعمل بشكل فاعل لإقناع الجميع بأن تكون لدينا في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة مثل تلك المفاوضات التي هي الطريق الوحيد للمضي قدمًا وتحقيق الاستقرار في المنطقة".