بعدما استنجد علنًا السبت الماضي بأنصاره لمنع عزله، اختار الرئيس الأميركي توظيف قدرات البيت الأبيض خلال الأشهر الستة المقبلة لضمان عدم سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب في الانتخابات النصفية في نوفمبر، ما يعني احتمالية بدء إجراءات الإطاحة به من منصبه.

إيلاف من واشنطن: قال جمهوريون لموقع "ذا هيل" الثلاثاء إن خوف الرئيس من العزل سيطر على خطط العمل التي وضعت للبيت الأبيض خلال النصف الأخير من العام الجاري، إذ قرر ترمب حشد الجهود كافة، لمنع سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس، "الأمر الذي يُخشى أنه لو حدث، أن يبدأ خصومه بإجراءات عزله".

شبح الإقصاء
وكان الرئيس قال السبت الماضي إن "الديمقراطيين لو سيطروا على مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية التي ستجري في نوفمبر المقبل، سيبدأون إجراءات عزله"، وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها ترمب عن احتمالية الإطاحة به.

ويسيطر الجمهوريون على مجلسي الشيوخ والنواب، لكن تاريخيًا، يُمنى الحزب الذي يحكم البيت الأبيض بخسارة كبيرة في الانتخابات التشريعية النصفية التي تلي فوز مرشحه في الانتخابات الرئاسية.

حقق الديمقراطيون انتصارات كاسحة في الانتخابات المحلية التي جرت على امتداد البلاد على مدى الأشهر الستة الماضية، في مناطق، بعضها جمهورية خالصة.

مراعاة مصالح مرشحين
وقال ترمب في كلمة أمام تجمع لأنصاره السبت في ولاية ميتشغن: "يجب أن تستمر سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، وكلنا سمعنا (النائبة الديمقراطية) ماكسين ووترز، تقول سنعزله"، في محاولة لحث مؤيديه على التوجّه بكثافة إلى صناديق الاقتراع في الخريف المقبل.

ورغم أن زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي عارضت في تصريحات صحافية خلال الأسبوع الماضي، الحديث عن أن حزبها سيبدأ بإجراءات لعزل الرئيس إذا سيطر على الكونغرس. لكن بيلوسي لم ترفض الحديث في هذا الشأن، لأن حزبها يثق بالرئيس "بل لأن مثل هذا الكلام قد يؤثر سلبًا على المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة".

وصوّت 58 من النواب الديمقراطيين في ديسمبر الماضي لمصلحة مشروع قرار يقترح بدء إجراءات عزل الرئيس، لكن غالبية الأعضاء من جمهوريين وديمقراطيين آخرين تمكنت من إسقاط المشروع.

معظم الديمقراطيين موافقون
أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك الأميركية، نُشرت نتائجه الخميس، أن 70 بالمئة من مؤيدي الديمقراطيين يرغبون في أن يبدأ أعضاء حزبهم بإجراءات عزل ترمب، إذا ما سيطروا على مجلس النواب في الانتخابات المقبلة.

ولاحظت مجلة التايم الثلاثاء، أن الاستراتيجيين الديمقراطيين أوصوا بعدم تطرق مرشحي الحزب إلى احتمالية عزل الرئيس، خشية أن يأتي هذا بنتائج سلبية.

لكن رئيس محامي الأخلاق في إدارة الرئيس جورج بوش الأبن ريتشارد بانتر، الذي أحدث ضجة كبيرة في البلاد، بإعلان انشقاقه الاثنين عن الجمهوريين، وانضمامه إلى الديمقراطيين، دعا إلى بدء إجراءات عزل ترمب فورًا.

تجاوز نيكسون
وقال بانتر في إعلان بدء حملته الانتخابية على مقعد مجلس الشيوخ في ولاية منيسوتا "إن عزل ترمب ستكون من ضمن أولوياته إذا ما فاز في الانتخابات".

وفي مقابلة مع مجلة التايم نُشرت الثلاثاء، رأى المسؤول السابق "أن (ما تورط فيه ترمب) تجاوز ما فعله الرئيس ريتشاد نيكسون في ووترغايت عام 1973، وهو ما دفع بمجلسي الشيوخ والكونغرس إلى بدء إجراءات عزله".

وكان نيكسون الجمهوري استقال قبل ساعات على بدء إجراءات التصويت على عزله، بعدما فشل في إقناع غالبية أعضاء حزبه الذين كانوا يسيطرون على مجلسي الكونغرس بالتصويت ضد قرار الإطاحة به.

إعاقة العدالة
تلاحق حملة ترمب الانتخابية اتهامات بالتواطؤ مع روسيا للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 لمصلحته.

وكان مسؤولون كبار في حملته، منهم رئيسها السابق بول بانافورت، وجّهت إليهم محكمة فيدرالية اتهامات عدة في نهاية العام الماضي، منها التآمر ضد الولايات المتحدة، كما دهم عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي مكتب المحامي الشخصي للرئيس مايكل كوهين خلال الشهر الماضي.

وأقر ترمب الابن وصهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر أنهما اجتمعا في نيويورك في مايو 2016 بمحامية روسية على صلة وثيقة بالكرملين، بعدما زعمت أن لديها معلومات حصلت عليها من حكومة بلادها مضرّة بالمرشحة الديمقراطية حينها هيلاري كلينتون.

والاثنين، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" قائمة الأسئلة التي وجّهها المدعي الخاص روبرت مولر، ويوحي بعضها بأن الرئيس متهم بأمور مختلفة، أبرزها أنه سعى إلى إعاقة العدالة.