لندن: كشف رئيس البرلمان العراقي اليوم عن مساع لإطلاق سراح وزير الدفاع الإسبق في عهد صدام حسين المحكوم بالاعدام سلطان هاشم إثر تدهور صحته حيث وجه رسالة بهذا الصدد إلى رؤساء الجمهورية والحكومة والقضاء والمحكمة العليا يطلب فيها اصدار عفو خاص عنه. 

وقال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم تابعته "إيلاف" ان عائلة وزير الدفاع السابق في زمن النظام السابق سلطان هاشم قد قدمت التماسا باصدار عفو خاص عنه نظرا لتدهور صحته. 

وأوضح أن العائلة تقدمت مع عدد من الشخصيات الموصلية التماسا لغرض مفاتحة الجهات المعنية لشمول سلطان بعفو خاص.

وقال الجبوري مضيفا "انا بدوري سأفاتح رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ورئيس المحكمة الاتحادية العليا مدحت المحمود لبحث إمكانية استصدار عفو خاص عن سلطان هاشم".

وبعد ساعات من المؤتمر الصحافي تداولت وسائل اعلام عراقية وثيقة مؤرخة بتاريح اليوم اطلعت عليها "إيلاف" موقعة من الجبوري وموجهة الى رئاسات الجمهورية والحكومة والمحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الأعلى يطلب فيها استصدار عفو خاص لسلطان هاشم وزير الدفاع العراقي الأسبق.

 

طلب رئيس البرلمان من الرئاسات التنفيذية والقضائية للعفو عن سلطان هاشم

 

ويشير الجبوري في طلبه الى ان العراق مقبل على استحقاق يحدد مستقبل البلاد في اشارة الى الانتخابات العامة التي ستشهدها البلاد في 12 من الشهر المقبل "لتحديد مستقبل البلاد وتأسيس لمرحلة الاعمار والتعايش والاستقرار" بحسب قوله.

نص طلب الافراج عن سلطان. وقد جاء في نص الوثيقة مايلي:

بسم الله الرحمن الرحيم
/ومن صبر وغفر ان ذلك من عزم الامور/ صدق الله العظيم
فخامة رئيس الجمهورية
فخامة رئيس مجلس الوزراء 
سيادة رئيس مجلس القضاء الاعلى
سيادة رئيس المحكمة الاتحادية العليا
ونحن مقبلون على استحقاق تاريخي يحدد مستقبل البلاد ويؤسس لمرحلة الاعمار والتعايش والاستقرار يدفعنا الشعور بمسؤولية التضامن من اجل تحقيق هذا الهدف – ندعوكم كل من موقعه وانطلاقا من صلاحياته الدستورية – اصدار عفو خاص عن السيد (سلطان هاشم) وزير الدفاع العراقي الاسبق بعد تدهور حالته الصحية في سجنه.. وتلقينا مناشدة من عائلته مشفوعة برجاء من نخب موصلية مرموقة كمبادرة ايجابية تتلائم مع اهمية وفضيلة شهر رمضان المبارك والذي جعله الله شهر رحمة ومغفرة.. راجيا اخذ هذا الطلب بعين الاعتبار وضمن حسابات المصلحة العامة.
د سليم عبد الله الجبوري
رئيس مجلس النواب 
3/5/ 2018

من هو سلطان هاشم؟

وسلطان هاشم أحمد محمد الطائي من مواليد عام 1944 في مدينة الموصل وهو وزير دفاع النظام العراقي السابق ويعد من أكثر القادة العسكريين الأكفاء في العراق وعين بمنصب وزير الدفاع عام 1995.

 

سلطان هاشم خلال مؤتمر صحافي عندما كان وزيرا للدفاع

 

 وقد تم اعتقاله في سبتمبر عام 2003 وقدم الى المحاكمة بعد ذلك على تهم نفاها بالكلية أثناء جلسات المحاكمة وقد تم إصدار حكم الإعدام ضده. وهو مسجون حاليا في سجن مدينة الناصرية (375 كم جنوب بغداد).

يشار إلى أنه لا يزال 14 مسؤولا عراقيا من نظام صدام حسين يقبعون في السجن بعد مرور 15 عاما على سقوط النظام. وشملت قائمة أعدها التحالف الدولي 55 مطلوبا أعدم خمسة منهم وقتل ستة بينهم اثنان من أبناء صدام خلال مواجهات مسلحة وتوفي ثمانية أثناء الاعتقال فيما أطلقت القوات الأميركية سراح 16 منهم قبل مغادرتها العراق أواخر عام 2011.

وبين السجناء وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم أحمد الذي حكم عليه بالإعدام في 24 يونيو عام 2007 دون تنفيذ العقوبة بسبب معارضة رئاسة الجمهورية التصديق على الحكم. ويمثل الآخرون كوادر متوسطة في حزب البعث المنحل والجيش السابق أو مسؤولين حكوميين.

وقال بديع عارف وهو محام يتابع قضايا بعض هؤلاء السجناء إن "معظمهم في سجن الناصرية" في جنوب العراق، مشيرا إلى أن "ظروف اعتقالهم سيئة جدا". واكد أن "الحالة الصحية لسلطان هاشم متدهورة".

وأشار عارف إلى أنه تم "تقديم ثلاثين طلبا إلى السلطات العراقية للإفراج دون أن أحصل على رد.. أعتقد أن هؤلاء سيبقون في السجن حتى الموت في حال عدم تدخل منظمات حقوق الإنسان التي لم تفعل شيئا حتى الآن".

وما زال خمسة من مساعدي صدام هاربين أبرزهم عزت الدوري النائب السابق لرئيس مجلس قيادة الثورة الذي أعلنت السلطات العراقية وفاته في عدة مناسبات.