"معارض سوري يروي معاناة الحصار في الغوطة الشرقية ثم عملية إجلائه منها إلى إدلب بموجب اتفاق موقع بين الفصائل والحكومة السورية"، ومطالبة بتصنيف قتل الصحافيين بأنه "جريمة حرب"، وتقدم عائلة عبد الباسط المقرحي باستئناف ثان لتبرئته من إدانته بقضية لوكربي، من أهم موضوعات الصحف البريطانية.

ونقرأ في صحيفة الفاينشيال تايمز تقريراً لربيكا كولارد "تناولت فيه وضع المعارضين السوريين الذين تم إجلاؤهم إلى إدلب وتخوفهم من تعرضهم لهجوم من القوات السورية النظامية".

وفي مقابلة أجرتها ربيكا، يروي عبد الله الحافي أحد المعارضين السوريين الذي عاش ما وصفته مرارة الحصار في الغوطة الشرقية قبل أن ينُقل بإحدى الحافلات هو وأسرته إلى إدلب - شأنه كشأن الآلاف من سكان المدينة.

وقال الحافي (35 عاما) في مقابلة أجرتها كاتبة التقرير إن " الخيار كان إما الموت في الغوطة أو الذهاب إلى إدلب التي تبعد نحو 300 كلم شمالي غربي العاصمة السورية".

وأضاف "دُمر منزلنا ، وعشنا في القبو من دون طعام أو مياه نظيفة، وقبل مغادرة الغوطة عشنا في جحيم حقيقي"، مشيراً إلى أنه من الصعب "مغادرة أرضنا، إلا أن هنا نحيا حياة جديدة".

وقالت كاتبة المقال إن "الحافي يعتبر واحداً من أكثر من 70 ألف معارض ومدني اختاروا مغادرة الغوطة الشرقية - المعقل الأخير للمعارضة المسلحة على مشارف دمشق - إلى إدلب، بموجب اتفاق موقع بين القوات الحكومية السورية وبين جماعة "فيلق الرحمن"، جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية في المنطقة".

وأردفت أن الحافي "غادر الغوطة الشرقية بعد إحكام القوات السورية حصارها عليها وبعد مقتل 1500 شخص على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان".

وتابعت أنه "يتخوف من شن القوات الحكومية السورية هجمات انتقامية على إدلب:

وأوضحت أن أغلبية المعارضين السوريين تم إجلاؤهم إلى إدلب التي أضحت مكباً للمعارضين السوريين المهزومين.

ونقلت كاتبة المقال مخاوف الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من أن تصبح إدلب الهدف المقبل الكبير للقوات السورية النظامية بعد مرور 7 سنوات على الحرب.

وقال الحافي "بعد المشاهد الرهيبة في الغوطة الشرقية، يتساءل العديد من السوريين في إدلب، هل جاء دورنا!!".

مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أحمد شاه، لقي مصرعه في كابول الاثنين الماضي
BBC
مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أحمد شاه، لقي مصرعه في كابول الاثنين الماضي

استهداف الصحفيين

وتناولت صحيفة التايمز في افتتاحيتها موضوع استهداف الصحفيين مشددة إنه يجب تصنيف قتلهم بأنه "جريمة حرب".

وقالت الصحيفة إنه وقع تفجيرين انتحاريين في مكان واحد بالعاصمة الأفغانية كابول واستهدفا الصحفيين مباشرة، فبعد الهجوم الأول وعندما هرع الصحفيون إلى الموقع للوقوف على آخر التطورات، فجر انتحاري تخفى في زي صحفي نفسه مما أدى إلى مقتل 9 صحفيين ومصورين.

وأردفت الصحيفة أنه بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحافة الذي جرى أمس، فإن الصحفيين أضحوا أهدافاً سهلة للقتلة في جميع أرجاء العالم، إذ أنهم يسجنون لمجرد آداء واجبهم في تركيا ومصر وبورما، كما أنهم يتعرضون للأسر من قبل جماعات إرهابية.

وقالت الصحيفة إنه تبعاً لجماعات حقوق الإنسان فإن أكثر من 2500 صحفي لقوا مصرعهم منذ عام 1990.

وطالبت الصحيفة الأمم المتحدة باعتبار استهداف الصحفيين في مناطق الصراع بأنه "جريمة حرب".

وأردفت أن الجماعات الإرهابية تخشى من الإعلام الحر والمستقل، مشيرة إلى أنه تبعاً للقانون الدولي، فإن استهداف المدنيين يعتبر جريمة حرب، الأمر الذي يجب تطبيقه على الصحفيين.

عبد الباسط المقراحي أصر على براءته إلى أن وافته المنية بسرطان المثانة
AFP
عبد الباسط المقراحي أصر على براءته إلى أن وافته المنية بسرطان المثانة

تبرئة بعد الوفاة

ونطالع في صحيفة "آي" مقالاً لكريس غرين عن إعادة النظر في إدانة عبد الباسط المقرحي في قصية لوكربي التي راح ضحيتها 270 شخصاً.

وقال كاتب المقال إنه ستتم مراجعة القضية وهو ما يفتح الطريق أمام تبرئة المقرحي بعد وفاته، مضيفاً أن "مفوضية مراجعة القضايا الجنائية الاسكتلندية" ستعيد فتح التحقيق في القضية لإمكانية وجود إخفاق في تحقيق العدالة .

ويأتي هذا القرار بعدما تقدمت زوجة المقرحي عائشة وابنه (22 عاما) بطلب استئناف ثان للحكم الصادر ضده وذلك بدعم من بعض أقارب الضحايا الذين يعتقدون ببراءته.

وأدين المقرحي في 2001 بتفجير طائرة تابعة لشركة "بان أميريكان" وحكم عليه بالسجن 27 عاما، ولكنه توفى بسرطان المثانة وعمره 60 عاما في عام 2002 بعد الإفراج عنه لأسباب صحية في 2009.

وختم كاتب المقال بالقول إن "الليبي الذي دفع ببراءته طوال سنوات محاكمته هو الشخص الوحيد الذي أدين في تفجير لوكربي الذي يعد من أسوأ الفظائع الإرهابية التي ارتكبت في المملكة المتحدة".