نفت مصر نيتها إرسال قوات عسكرية إلى سوريا، وذلك بعدما تداولت وسائل الإعلام الدولية تصريحات لوزير الخارجية سامح شكري، قال فيها إن إرسال قوات عربية إلى سوريا "أمر وارد".

إيلاف من القاهرة: قالت وزارة الخارجية المصرية، إن ما تم نقله من تصريحات لوزير الخارجية، سامح شكري، بشأن إمكانية إرسال قوات عربية إلى سوريا "ليس مقصودًا به مصر".

فسر خطأ
وأوضحت الوزارة في بيان، أن "مصر لا ترسل قوات إلى خارج أراضيها، إلا وفقًا لآليات دستورية وضوابط سياسية وقانونية محددة.

توضيحًا للتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية المصري، وأشار فيها إلى أن إرسال قوات عربية إلى سوريا أمر وارد، قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد أبو زيد، إن "التصريح جاء ردًا على سؤال حول صحة ما يتردد في بعض الدوائر الإعلامية الدولية والعربية بشأن طلب الولايات المتحدة إرسال قوات عربية إلى سوريا، ولم يكن يتعلق من قريب أو بعيد بإمكانية إرسال قوات مصرية إلى سوريا".

أضاف إن "المبادئ الحاكمة لإرسال قوات مصرية إلى خارج أراضيها معروفه للجميع، ولا تتم إلا وفقًا لآليات دستورية وضوابط وقواعد تم التأكيد عليها أكثر من مرة، مثل الحالات الخاصة بعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة".

ضد عقيدتنا
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن "وزير الخارجية كان يتحدث في إطار تناوله لهذا الموضوع عن مدى صحة تداول فكرة إرسال قوات عربية في الدوائر السياسية الرسمية والإعلامية بشكل عام، وأن تفسير تلك التصريحات يجب عدم إخراجه من هذا السياق أو إسقاطه بأي شكل من الأشكال على مصر".

وقال الخبير العسكري، اللواء طلعت مسلم، إن عقيدة الجيش المصري هي حماية حدود أراضيه، وليس خوض حروب خارج الدولة المصرية بالوكالة لمصلحة القوى الأجنبية.

وأوضح لـ"إيلاف" أن مصر لا ترسل القوات العسكرية إلا في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ووفقًا للآليات التي يحددها الدستور المصرية، منوهًا بأن الحديث عن إرسال قوات عربية إلى سوريا خارج أجندة الدولة المصرية، التي تؤمن بضرورة دعم الجيش السوري، والدولة السورية لمواجهة التحديات والجماعات الإرهابية هناك غير صحيح.

يتطلب بحثًا
وقال الخبير العسكري، اللواء جمال موسى، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد أكثر من مرة على ضرورة دعم الجيوش العربية في مواجهة الإرهاب، وذكر بالتحديد ضرورة دعم الجيوش العراقية والسورية والليبية، حتى يمكنها مواجهة الجماعات الإرهابية وهزيمتها، منوهًا بأن الجيش العراقي استطاع هزيمة داعش وسحقها من دون تدخل قوات أجنبية على أراضيه.

وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قال خلال الندوة التي نظمتها مجلة "السياسة الدولية" بمؤسسة الأهرام، إن فكرة إحلال قوات بقوات أخرى "ربما عربية وارد" ومتداول على المستوى الإعلامي، وأيضًا في المداولات بين الدول.

وأوضح شكري أن هذه الفكرة هدفها تقدير إلى أي مدى يمكن لهذه الأفكار أن تسهم في استقرار سوريا والخروج من أزمتها الحالية، مشيرًا إلى أن "الموضوع يتطلب بحثًا وتقديرًا لكل العناصر المرتبطة به، ولا أستطيع أن أقول إنه قد اكتمل أو اختمر لطرحة عمليًا وماديًا ليتخذ قرار بشأنه".

إصلاح مجلس الأمن
وحول الأزمة السورية والاستقطاب الدولي، أكد شكري أن حالة الاستقطاب ووجود حق النقض أعاق قدرة مجلس الأمن الدولي على لعب دور في تحقيق السلم والأمن الدوليين، لتباين المصالح بين الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن فعال بقدر قدرة هذه الدول الكبرى على الوصول إلى رؤية مشتركة ونقطة توافق تؤدي إلى تحقيق مصالح هذه الدول وتتواكب أيضًا مع المصلحة المجتمعة لأعضاء المجتمع الدولي.

وقال إن هناك بالتأكيد توافقًا دوليًا على الحاجة إلى إصلاح نظام العمل في مجلس الأمن، من خلال إزالة حق الفيتو أو حتى تنظيم استخدامه، وضمان عدم تطرقه إلى القضايا التي تمس الاستقرار والسلام والمصالح الحيوية للشعوب، وهذه قضية ممتدة لأكثر من 25 سنة.