«إيلاف» من بيروت: وفق القانون النسبي المرتبط بالصوت التفضيلي والحواصل الانتخابية، أدلى اللبنانيون بأصواتهم في الانتخابات النيابية التي شهدتها البلاد للمرة الأولى منذ عام 2009.

وإبتعد الناخبون عن القانون الاكثري الذي كان حاكما في الدورات السابقة لصالح القانون الجديد الذي افرز نتائج لن تغير كثيرا في الخارطة السياسية رغم حدوث بعض المفاجآت التي لم تكن في الحسبان في بعض الدوائر.

الرابح الاكبر
وبحسب النتائج غير الرسمية، يمكن اعتبار الثنائي الشيعي المتمثل بحزب الله وحركة امل الرابح الأكبر من هذا القانون بظل اكتساح المقاعد في دائرتي الجنوب الثانية (صور وقرى صيدا والزهراني)، والثالثة (بنت جبيل، النبطية، مرجعيون وحاصبيا)، كما فاز أسامة سعد وإبراهيم عازار في دائرة الجنوب الأولى (صيدا وجزين).

سقوط زعيتر

ونجح الثنائي أيضا في إيصال جميع مرشحيه الى الندوة البرلمانية باستنثاء حسين زعيتر، مرشح حزب الله في جبيل، الذي مثل سقوطه لصالح ربيع عواد صدمة قوية لدى الحزب الذي عمل بكل طاقاته لضمان وصوله.

التيار لم يحقق النتائج المطلوبة

التيار الوطني الحر لم يتمكن من الحصول على النتائج التي كان يسعى الى تحقيقها، إذ فشل في اسقاط النائب ميشال المر في المتن الشمالي، وتضاربت المعلومات حول ارقامه في دائرة عكار، وحقق رقما خجولا في دائرة عاليه-الشوف حيث لم ينجح في إيصال سوى مرشحين رغم ان هذه الدائرة تعد الاكبر على مستوى لبنان، وبالمقابل حقق حزب القوات اللبنانية انتصارا كبيرا بعد نجاح العدد الأكبر من مرشحيه، خصوصا في دائرة بعلبك-الهرمل، وزحلة، وبيروت الأولى، والمتن الشمالي، وكسروان وجبيل، وكذلك دائرة الشمال الثالثة التي تضم (الكورة، بشري، البترون، زغرتا).

تراجع المستقبل

القانون الجديد اسهم في تراجع عدد نواب كتلة تيار المستقبل الذي كسب مقعدا في صيدا لصالح النائب بهية الحريري، واوصل مرشحه في الشوف محمد الحجار، ولم يتمكن من حصد سوى ستة مقاعد في دائرة بيروت الثانية، أما شمالا فنجح في تحقيق انتصار كاسح في عكار اذ تشير المعلومات الى تمكنه من الحصول على ستة مقاعد من اصل سبعة، وفي دائرة الشمال الثانية (المنية، الضنية، طرابلس) حاز على خمسة مقاعد، أما في البقاع فستتراوح حصته بين نائبين او أربعة على ابعد تقدير.

أقل الخسائر

النائب وليد جنبلاط خرج بأقل الخسائر من القانون الانتخابي الجديد بعد تمكنه من الفوز بالمقاعد الدرزية (ابقى مقعدا شاغرا لطلال أرسلان)، وحافظ على تنوع كتلته النيابية التي سيقودها نجله تيمور بعدما حجز مقاعد لكل من الكاثوليكي، نعمة طعمة، والماروني هنري حلو، والسني بلال عبدالله.

المفاجآت

وفي دائرة الشمال الثانية، نجح رئيس الحكومة السابق، نجيب ميقاتي، في الفوز بأربعة مقاعد، وحصلت لائحة فيصل كرامي على حاصلين مكنته وجهاد الصمد من العبور الى مجلس النواب، وفي الشمال أيضا فاز تيار المردة بثلاثة مقاعد كما نجح حليفه فريد هيكل الخازن في الفوز بمقعد في كسروان جبيل، ورفع الحزب السوري القومي الاجتماعي حصته النيابية من نائبين الى ثلاثة.

المفاجآت التي افرزتها الانتخابات، تمثلت بالدرجة الأولى في سقوط وزير العدل السابق، اشرف ريفي رغم ان الاستطلاعات كانت تجزم فوزه بمقعد في طرابس، وفوز فؤاد مخزومي في بيروت الثانية، وتمكن المجتمع المدني من تحقيق خرق في بيروت الأولى.