«إيلاف» من لندن: قبل اربعة ايام من انطلاق الانتخابات العراقية العامة فقد تصاعدت وتيرة اغتيالات المرشحين الذين وصل عددهم الى خمسة فيما نجا تسعة اخرون حيث اغتيل بمنزله في الموصل اليوم استاذ جامعي مرشح عن ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي.

فقد اقتحم مسلحون مجهولون اليوم منزل الاستاذ الجامعي فاروق الزرزور الجبوري المرشح عن ائتلاف الوطنية الانتخابي بزعامة نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي في الموصل وقاموا بقتله طعنا بالسكاكين. وبمقتل الجبوري يكون خمسة مرشحين للانتخابات البرلمانية العراقية التي ستجري السبت المقبل قد اغتيلوا وهم ينتمون لمختلف التحالفات الانتخابية فيما نجا تسعة اخرون من الاغتيال.

وقد طالب ائتلاف الوطنية بإجراء تحقيق عاجل بحادثة اغتيال مرشحه في الموصل وقال في بيان صحافي تسلمت “إيلاف" نصه الاثنين "ان عصابات الارهاب تواصل تصعيدها لتضيف جريمة شنيعة أخرى لسجل جرائمها الملطخ بدماء الأبرياء من أبناء شعبنا الأبي بعد ان أقدمت وبطريقة بشعة على اغتيال الأخ الفاضل فاروق الزرزور المرشح عن ائتلاف الوطنية في محافظة نينوى".

وقال "لا شك ان هذه الجريمة النكراء تأتي ضمن مسلسل ممنهج وان العملية الانتخابية والسياسية بوجود هذه الفوضى وصلت الى مستوى متدني من الابتذال والحملات المشبوهة التي تقوم على الرياء والكذب وصولا الى عمليات الاستهداف المتكررة".

وشدد الائتلاف على ان اغتيال فاروق الجبوري والاعتداءات ومحاولات الاغتيال الأخرى "لن يزيدنا الا عزماً واصرارا على مواصلة مسيرة الاصلاح".. مؤكدا "ضرورة اجراء تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات الجريمة ومن يقف خلفها وكذلك المحاولات التي استهدفت مرشحين اخرين وناشطين والتي قدمنا معلومات عنها الى الأجهزة الأمنية". ودعا القوات الامنية وبكافة صنوفها وتشكيلاتها الى تحمل مسؤولياتها "في حماية ابناء شعبنا والتصدي بحزم لمحاولات عصابات الارهاب والتطرف وافشال مخططاتها الاجرامية".

لا اعتقال ولاتعرف على منفذي عمليات الاغتيال 

واغتيل منذ انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات العراقية في 14 من الشهر الماضي مرشحان في مدينة كركوك شمال شرق بغداد ومرشحة أخرى في الأنبار غرب بغداد ومرشح في العاصمة بغداد فيما نجا 9 آخرون في بغداد والأنبار والبصرة وكركوك وديالي وبابل من محاولات اغتيال.

وفي وقت لم يتم فيه التعرف رسميا على منفذي هذه الجرائم او اعتقال أي منهم فأن مصادر سياسية تشير الى أن من يقف وراء هذه العمليات أحزاب تتبع أجندات خارجية. وتطالب قوى سياسية عراقية الحكومة والأجهزة الأمنية بحماية أمن المرشحين للانتخابات إثر تكرار حوادث القتل والاعتداء ضدهم.

وبينما تتصاعد عمليات قتل ومحاولات اغتيال المرشحين لم تعلن الجهات الأمنية التعرف لحد الان على أي جهة نفذت أياً من هذه الهجمات. في حين يشير سياسيون إلى أنه صراع بين الكتل وأن هناك جهات تتخذ جميع الطرق للفوز في الانتخابات.

 ومن جهتها طالبت اللجنة الامنية النيابية بتكثيف الجهود الامنية والاستخبارية للحد من عمليات اغتيال مرشحي الانتخابات الاخذة في ازدياد لترهيب المرشحين والناخبين. وقال عضو اللجنة محمد الكربولي في تصريح صحافي ان هذه العمليات الهدف منها ارهاب الجميع مع قرب موعد الانتخابات .. مشيرا الى ان العناصر الارهابية تنشط في هذه الفترة ولا سيما انها توعدت باستهداف العملية الانتخابية في العراق.
ودعا الجهات الامنية والاستخبارية الى اخذ الحيطة والحذر والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لتوفير الاستعدادات لإنجاح العملية الانتخابية.

يشار الى ان 6898 مرشحا يتنافسون علي 329 مقعدا برلمانيا في الانتخابات بينهم 4972 مرشحا من الذكور و 2014 من الاناث فيما بلغ عدد المشمولين بأجراءات هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث 374 مرشحا منعوا من خوض التنافس الانتخابي وعدد الذين تم استبدالهم 220 مرشحا. وقد تم تخصيص 8 آلاف مركز انتخابي في أرجاء البلاد لاستقبال الناخبين.

وتعد هذه الانتخابات الرابعة في تاريخ العراق في مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 وبحسب إلمفوضية العليا للانتخابات فإن أكثر من 24مليون و200 الف عراقي يحق لهم التصويت في الانتخابات من أصل إجمالي عدد سكان العراق البالغ 38 مليونا و 854 مواطنا لانتخاب برلمان عراقي جديد يضم 328 نائباً بينهم 9 يمثلون الأقليات بواقع 5 مقاعد للمسيحيين وواحد لكل من الشبك والايزيديين والصابئة والكرد الفيليين.