مانيلا: بدأت الولايات المتحدة والفيليبين مناورات عسكرية مشتركة الاثنين تهدف الى التصدي للارهاب العالمي، من دون التطرق الى تقارير حول نشر بكين صواريخ في بحر الصين الجنوبي.

المناورات الاميركية - الفلبينية السنوية هي الثانية من نوعها في عهد الرئيس رودريغو دوتيرتي الذي وضع جانبا خلافا طويل الامد حول تنازع السيادة في بحر الصين الجنوبي من اجل تقارب تجاري واستثماري مع الصين.

تأتي المناورات التي تستمر 12 يوما بعد اقل من اسبوع على بث شبكة "سي ان بي سي" الاميركية تقارير بان الجيش الصيني نشر الشهر الماضي منظومات دفاعية مضادة للسفن وجوية في جزر متنازع عليها مع الفلبين.

وقال اللفتنانت جنرال الاميركي لورانس نيكولسون في مؤتمر صحافي في مانيلا إن "هذه المناورات كانت مقررة سواء كانت تلك الصواريخ موجودة هناك ام لا". وقال الجنرال الاميركي، قائد مناورات "باليكاتان" (تكاتف) إن "المناورات غير مرتبطة بالتطورات الاخيرة التي شهدتها المنطقة".

تتفاعل قضية بحر الصين الجنوبي منذ سنوات، وسط مطالبة فيتنام وماليزيا ودول اخرى بالسيادة البحرية على منطقة تشهد عبور سفن الشحن الدولي ويعتقد انها تضم مخوزنا كبيرا من النفط والغاز الطبيعي. وتجنب نظيره الفلبيني اللفتنانت جنرال ايمانويل سلامات اثارة القضية بتشديده على الحاجة لتحسين قدرات القوات الفلبينية في مكافحة الارهاب.

وكان الرئيس الفيليبيني السابق بينينيو اكينو استخدم المناورات لتعزيز قدرات الجيش الفيليبيني لردع الصين، التي تقول ان غالبية بحر الصين الجنوبي يقع ضمن سيادتها. الا ان دوتيرتي الذي انتخب في 2016 وضع المناورات المشتركة في خانة التصدي لمشاكل داخلية.

وركزت المناورات في العام الماضي على تحسين الاستجابة الانسانية للكوارث الطبيعية المتكررة التي تشهدها الفلبين. يأتي التركيز على التهديد الارهابي في هذا العام بعد سيطرة جماعات تابعة لتنظيم داعش على منطقة مراوي في جنوب الفلبين في مايو الماضي، ما ادى الى حرب شوارع استمرت خمسة اشهر بين الجهاديين والقوات الفلبينية المدعومة من الولايات المتحدة قتل فيها نحو 1200 شخص.

وقال سلامات إن هذه المناورات "تركز بخاصة على مكافحة الارهاب... ما سيسمح لنا بالتصدي لسيناريو مشابه في المستقبل".
وتعهدت الولايات المتحدة واستراليا بتقدم مزيد من التدريب والمساعدة للقوات الفلبينية التي خاضت حرب شوارع صعبة في مراوي بعد معارك اقل حدة خاضتها في الماضي ضد حركات تمرد اسلامي وشيوعي في مناطق ريفية.

غالبية الجنود الاميركيين البالغ عددهم خمسة آلاف والفلبينيين الثلاثة آلاف المشاركين في المناورات هم من الوحدات الخاصة التي ستجري مناورات تحاكي القتال في مناطق حضرية للتصدي لـ"ازمات وكوارث سواء طبيعية او من صنع الانسان"، بحسب الجنرال الفلبيني. واضاف سلامات ان استراليا واليابان أرسلتا ما مجموعه 42 مراقبا عسكريا الى مناورات "باليكاتان".