لندن: دعت محافظة كركوك العراقية الشمالية المتنازع عليها الامم المتحدة إلى تشكيل لجنة تقصي للحقاق حول تجميد حكومة اقليم كردستان 55 مليون دولار واردات نفط المحافظة واعتقالها للالاف من ابنائها ومعرفة تكاليف 166 قرية دمرتها الحرب مع تنظيم داعش.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده مع محافظ كركوك (222 كم شمال شرق بغداد) الاثنين راكان سعيد الجبوري رئيس بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" يان كوبيش حيث بحثا في أول زيارة له للمحافظة منذ استعادة القوات المركزية السيطرة عليها في أكتوبر الماضي أوضاع المحافظة السياسية والامنية واستعداداتها للانتخابات البرلمانية المقررة السبت المقبل.

وقال كوبيش أنها "فرصة جيدة ان ازور كركوك قبل خمسة أيام من بدء الانتخابات".. مؤكدًا "حرص بعثة الأمم المتحدة على نجاح الانتخابات البرلمانية في العراق واهمية مشاركة العراقيين بالتصويت".

النازحون وإعادة إعمار المحافظة

ومن جهته قدم المحافظ الجبوري عرضا للواقع الأمني والخدمي والسياسي والأقتصادي وملف النازحين وخطة إعادة الإستقرار للمناطق المحررة وجهود الحكومة الأتحادية والمنظمات الدولية في إعادة الأستقرار لمناطق جنوبي كركوك وغربيها.

وقال الجبوري خلال الاجتماع بحسب بيان صحافي لمكتبه اطلعت عليه "إيلاف" إن كركوك محافظة عراقية مهمة ويجب العمل على تحقيق تعايش سلمي بين أبنائها وضمان مشاركة ناجحة وفاعلة لابنائها في الانتخابات.. منوها إلى أنّ "المحافظة تشهد سباقا محموما وقويا للقوائم الأنتخابية لكن المميز في الدعاية الأنتخابية عدم وجود أي صراع او تصادم والجميع يمارس حملته بحرية كاملة". 

وأضاف أن المشهد السياسي في المحافظة "يشهد حاليا خطابًا مستقرًا بين جميع القوائم وهو يعكس مسؤولية وحرص جميع مكونات كركوك على الاستقرار وتعطي رسالة استقرار ونجاح لما تحقق في كركوك وتجاوبا إيجابيا لدى الجميع". وتقطن كركوك مكونات تركمانية وكردية وعربية ومسيحية.

وطالب محافظ كركوك رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق بالعمل على إعادة إعمار القرى التي هدمت إثناء العمليات العسكرية أو من قبل بعض قيادات البيشمركة والضغط على حكومة إقليم كردستان بالكشف عن مصير الآلاف من المعتقلين في سجون الإقليم الذين اعتقلوا من قبل قوات الامن الكردية ( الاسايش)".. مشددًا على ضرورة ارسال لجنة للتحقق من عملية تدمير 116 قرية وناحية لكونها تعرضت لتدمير وسرقة كاملة".

 

محافظ كركوك راكان الجبوري مجتمعًا مع كوبيش بمبنى المحافظة

 

وأشار المحافظ إلى أنّه من السهولة اعادة النازحين من المناطق المحررة إلى مساكنهم بعد القضاء على الإرهاب وتحرير مناطق جنوبي كركوك وغربيها من سيطرة تنظيم داعش لكن سكان القرى المهدمة أصبح من المستحيل إعادتهم اليها حاليا. 

وطالب بالضغط على حكومة اقليم كردستان لضمان صرف مستحقات كركوك المالية من البتردولار في بنك كردستان باربيل والتي تصل قيمتها إلى 55 مليون دولار ما ادى إلى توقف الكثير من المشاريع وصعوبة في توفير الخدمات لمواطني كركوك.

وكانت العراقية الاتحادية شنت في منتصف أكتوبر الماضي حملة عسكرية عقب إجراء حكومة إقليم كردستان لاستفتاء الانفصال في 25 سبتمبر الماضي الانفصال والذي وصفته بغداد بغير بغير الدستوري ورفضت الاعتراف به وطالبت بإلغائه حيث سيطرت القوات اثرها على معظم المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل وعلى رأسها مدينة كركوك الغنية بالنفط التي كانت قوات البيشمركة الكردية تفرش سيطرتها عليها منذ سقوط النظام السابق عام 2003.