"جاء ليكحلها فعماها"، هكذا بدأ رودي جولياني، عمدة مدينة نيويورك السابق، مهامه في الفريق القانوني للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

إيلاف من نيويورك: هو السيناريو نفسه يتكرر في واشنطن، فأجواء الفريق القانوني للرئيس لا تختلف عن أجواء إدارته بفعل التضارب القائم في المواقف وتشتت الأفكار. 

فقبل وصول جولياني ومارتن وجاين راسكين، بلغت الصراعات بين المحامين مستوى غير مسبوق، فجون دود كان يطالب بمواجهة صارمة مع فريق التحقيق الذي يقوده مولر، بعكس تي كوب، الذي رأى أن المرحلة تتطلب إدارة المواجهة بهدوء وتعاون.

تصعيد مع مولر
كان واضحًا اتجاه فريق ترمب إلى التصعيد بعد التغييرات الأخيرة من أجل توتير الأجواء وتوفير فرصة كبيرة أمام الرئيس لرفض مقابلة روبرت مولر، والجنوح نحو معركة قانونية طويلة الأمد في حال وجّه المحقق الخاص استدعاء إلى ترمب.

خيّب آمال ترمب
جولياني الذي تصدر المشهد في الأيام الأخيرة، خيّب آمال ترمب، بعدما وقع في المحظور في مناسبتين، أولى بسبب تأكيده قيام محامي ترمب الخاص، مايكل كوهين بدفع أموال إلى ممثلة الأفلام الإباحية، ستورمي دانييلز لقاء صمتها وعدم إثارة القضية، رغم نفي سيد البيت الأبيض المتكرر للقضية، وثانية بعدما قال إنه "لا يستبعد احتمال أن تكون هناك أموال دُفعت إلى نساء أخريات غير الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز لالتزام الصمت بشأن مزعم ضد ترمب". 

وأضاف،"إنه ليس لديه علم ما إذا كان المحامي السابق مايكل كوهين دفع أموالًا أخرى، لكنه أعرب عن اعتقاده "بأنه لو كانت الضرورة تقتضي ذلك فقد فعل".

كشف أسرار الرئيس
تصريحات عمدة نيويورك السابق، والمدافع الشرس عن المرشح الجمهوري إبان الحملة الانتخابية، أحبطت الرئيس الأميركي، الذي تعاقد معه من أجل ضرب روبرت مولر، وإنهاء قضية ستورمي دانييلز، فإذ به يكشف في لقاء تلفزيوني واحد ما عمل الرئيس على إخفائه لأشهر.

الطرد ممكن؟
ورغم محاولات تبرير قضية دفع الأموال، والسعي إلى عدم ربطها بالحملة الانتخابية، والتأثيرات التي كانت لتسببها لو تم الكشف عنها في وقتها، واعتبار أنها جاءت فقط لتحمي عائلة ترمب، إلا أن المعلومات تشير إلى أن الرئيس غير راض عن أداء جولياني ويتوقع بعض المقربين من البيت الأبيض طرده في حال استمر في النسج على المنوال عينه.