«إيلاف» من بيروت: رغم تراجع عدد نواب المستقبل في البرلمان اللبناني الجديد، غير أن النائب المنتخب عن تيار المستقبل عاصم عراجي، يؤكد في حديثه لـ"إيلاف" أن رئيس الحكومة سعد الحريري لا يزال الرجل القوي، وهو من سيتولى رئاسة الحكومة المقبلة بعد الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة. 

وفي ما يلي نص الحوار معه :

ما تقييمك للعملية الانتخابية التي جرت الأحد الماضي في لبنان وللخريطة السياسية الجديدة التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة؟

أتت العملية الانتخابية الأخيرة بشكل ديموقراطي، ولم تحصل حوادث تذكر خلال الانتخابات باستثناء ما جرى بعدها من تعديات، لكن خلال الانتخابات كان الوضع الأمني هادئًا، لكن الاستفزازات الأمنية جرت بعد الانتخابات في بيروت وفي الشويفات.

ما الأسباب الكامنة وراء الاستفزازات الأمنية التي شهدها لبنان بعد الانتخابات؟

أسبابها عديدة وأبرزها هز الاستقرار الأمني في لبنان، من خلال كل تلك الاستفزازات التي شهدناها.

ولكن كوضع عام كانت الانتخابات جيدة وقد حصلنا ككتلة مستقبل على 22 نائبًا، ورغم الحديث عن تراجع لتيار المستقبل فهو عدد لا يستهان به إذا ما نظرنا إلى طبيعة القانون الانتخابي الجديد الذي تمت بواسطته الانتخابات النيابية في لبنان.

وقد خسرنا بعض المقاعد بسبب القانون الجديد، وهو يحد من مقاعدنا بسبب طبيعته، وهذا لا يعني أن تيار المستقبل خسر شعبيته، بل بالعكس زادت الشعبية وتبين أن رئيس الحكومة سعد الحريري لا يزال من خلال جولاته الرجل القوي في الشارع السني وفي السياسة اللبنانية وعلى الصعيد الشعبي.

من هنا هذا القانون يجب أن يتغير لأن اللبنانيين صوتوا من خلاله بحسب انتماءاتهم الطائفية والمذهبية، وليس من خلال الانتماء الوطني.

وضع الحكومة

هل يؤثر العدد المتراجع للمقاعد النيابية التي حصل عليها تيار المستقبل في تشكيل الحكومة المقبلة لناحية حصص تيار المستقبل فيها؟

لا تأثير لذلك بتاتًا، فرئيس الحكومة سعد الحريري لا يزال يملك الأكثرية ولا يزال الرجل القوي عن السنة وعن لبنان ككل، مع 22 نائبًا.

ما يعني أن الحريري هو من سيستلم رئاسة الحكومة في لبنان؟

من المفروض ذلك، وهو أمر يقرره مجلس النواب، من خلال الاستشارات النيابية، ولكن الحريري يبقى الرجل القوي في طائفته، فهو من سيستلم رئاسة الحكومة اللبنانية، ولديه الأكثرية النيابية.

تحالفات

هل سنشهد تحالفًا بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر داخل البرلمان اللبناني؟

هناك تسوية جرت بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون وبالنهاية فتحت الأبواب على تحالفات انتخابية بينهما، وبشكل عام التسوية مع التيار الوطني الحر ومع العماد ميشال عون سوف تستمر.

هل من تحالفات لتيار المستقبل غير تحالفه مع التيار الوطني الحر في البرلمان؟

كل شيء يمكن أن يتغير ومن الممكن أن نشهد تحالفات جديدة.

قال رئيس الحكومة سعد الحريري إنه لا يُكسر من يحاول اليوم من خلال تحجيم كتلته أن يكسره فعليًا؟

هناك الكثيرون الذين يحاولون أن يكسروا رئيس الحكومة سعد الحريري لأنه يبقى الخط المعتدل في لبنان، والذي يحاول أن يجمع بين مختلف الفرقاء ويسعى دائمًا إلى الحوار والتوفيق بين مختلف الفرقاء.

وذلك من خلال الكثيرين الذين هاجموا في خطاباتهم الحريري لكنه بقي قويًا، وزياراته السياسية تظهر أنه الرجل القوي وكتلته النيابية رغم تضاؤل حجمها لكن لا يستهان بها.

كيف يمكن لتيار المستقبل أن يعيد حساباته من أجل تأمين مقاعد أكثر في الانتخابات النيابية المقبلة بعد 4 سنوات؟

لا يمكن القول إن دور تيار المستقبل قد خفت بالعكس، لا يزال دوره موجودًا، ولكن في فترات سابقة كان الحريري غائبًا عن البلد، وقد يكون تيار المستقبل قد تأثر بذلك، لكن دور تيار المستقبل لا يزال موجودًا وفاعلاً.

ربح وخسارة

هل تعتبر أن الانتخابات النيابية التي حصلت شكلت ربحًا لفئة وخسارة لفئة أخرى؟

الرابح الأكبر كان لبنان مع عدم حصول مشاكل تذكر خلال الانتخابات النيابية، وهناك مجلس جديد قد انبثق من تلك الانتخابات، بعد تمديدات كثيرة جرت كانت تشكل طعنًا للديموقراطية في لبنان.

تشكيل الحكومة

هل نشهد وقتًا طويلاً في تشكيل الحكومة اللبنانية بسبب عدم توافق الفرقاء؟

نأمل عدم وصولنا الى وقت تتعثر فيه تشكيلات الحكومة، ونتمنى أن تجري في أقرب وقت ممكن من أجل تسيير أمور الناس ومن أجل حل كل المشاكل الإجتماعية والإقتصادية التي يعاني منها المواطن اللبناني.

حرب متوقعة؟

بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي مع إيران، هل نحن مقبلون على صيف ساخن من خلال حرب منتظرة بين إسرائيل وإيران يتأثر بها لبنان مباشرة؟

نأمل عدم حصول أي توتر في المنطقة، خصوصًا مع ضرورة عدم توريط حزب الله لبنان بمشاكل أمنية نحن بغنى عنها، بعد المشاكل التي ورطنا بها مع دخوله في اتون الحرب السورية، علمًا أن لبنان يئن من وضعه الإقتصادي ومن هجرة أبنائه نحو الخارج.