أسامة مهدي: كشف خبراء وسياسيون اميركيون وايرانيون عن عمليات تطوير ايران لصناعة صواريخها الباليستية لتحمل رؤوسا نووية، داعين الى ضغوط دولية جدية ترغم نظامها على التخلي عن برامجه هذه.

وفي مؤتمر صحافي في واشنطن عقدته ممثلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مساء امس للكشف عن البرنامج الصاروخي الإيراني وعمليات تطويره الى سلاح نووي، القى عدد من الخبراء الاميركيين والدوليين اضواء على هذا البرنامج واسراره، بينهم السفير الاميركي السابق المدير السابق للمركز الوطني لعدم الانتشار النووي جوزيف ديتراني والخبير الاميركي اولي هاينونن المساعد السابق لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية والسفيران الاميركيان السابقان روبرت جوزف نائب وزيرالخارجية الأميركي السابق لشؤون الحد من التسلح وماتيو كرونيغ الأستاذ في جامعة جورج تاون، اضافة الى ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في واشنطن علي رضا جعفر زاده.

وفي بداية المؤتمر الصحافي، تم تقديم كتاب "تركيبة الصواريخ البالستية الإيرانية .. خطوة نحو تصنيع صواريخ قادرة على حمل رأس حربي نووي" للخبيرة الأقدم من مؤسسة هادسون الاميركية رابكا هاينريش.

واشار زاده عند تقديم الكتاب بشأن بناء الصواريخ الباليستية للنظام الإيراني الى أن الكتاب يتحدث عن سياسة ما تسمى خلق الأزمة والإرهاب وهما ضروريان لاستمرار حياة النظام الإيراني الذي ترتكز سياساته هذه على ثلاث دعائم: دعم الجماعات الإرهابية التابعة له والبرنامج النووي وبرنامج الصواريخ.

واشار الى أن الحصول على قنبلة ذرية هو محور جهد نووي ايراني بإدعاء انه سلمي، لكن يتم تنفيذ برنامج الصواريخ من قبل قوات الحرس الثوري مثل قوة القدس والقوات الجوية التابعة لقوات الحرس.

واشار الى ان مجموعة "همت" الصناعية هي واحدة من المراكز الصناعية لقوات الحرس لتصنيع صواريخ قادرة على حمل الرؤوس الحربية النووية، والتي تنقسم إلى سبعة أجزاء واحدة من أهمها مجموعة "نوري" الصناعية وهي سرية للغاية.

ونوه الى انه لا يمكن دراسة البرنامج النووي للنظام الإيراني ما لم تتم دراسة برنامجه للصواريخ وسياساته الإرهابية.

واضاف أنّ البرنامج الصاروخي والنووي وتصدير الإرهاب إلى جانب قمع الشعب الإيراني هي أدوات للحفاظ على حكم النظام الكهنوتي، حيث يبدو من المستحيل دراسة هذه البرامج دون الإهتمام بمطلب الشعب الإيراني في الإطاحة بهذا النظام.

المطلوب: حزم دولي مع حكام طهران

من جهته، أكد السفير روبرت جوزف نائب وزيرالخارجية الأميركي السابق لشؤون الحد من التسلح قائلا ان رد الفعل السلبي للنظام على انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي الشامل المشترك كان متوقعا.

وقال "تظهر نظرة إلى الماضي أنه كلما كان التعامل مع النظام الإيراني حازمًا فإنه يتراجع ولذلك فأنه
يجب أن تتضمن أي اتفاقية جديدة حول البرنامج الصاروخي للنظام ودعمه للإرهاب متضمنة مزيداً من القيود على برنامجه النووي.

دعوة للوصول الى مواقع ومعدات وخبراء النظام النووين

أما المساعد السابق لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولي هاينونن فقد اوضح ان كيفية منع برنامج نووي من أي بلد تتضمن أولا تشخيص حجم تقدم البرنامج النووي ووضعه الحالي وما بعده ثم القضاء على ما اكتسبه من القدرة النووية حسب مراحل.

واكد عدم وجود أي انقطاع في مراحل عمل إيران لكنه ولغرض التيقن من وقف برنامج النظام الايراني النووي يجب الوصول الى المواقع والمعدات والعلماء النوويين.

واشار ماتيو كرونيغ الأستاذ في جامعة جورج تاون الى ان الولايات المتحدة تقدر أن برنامج الصواريخ الإيراني يمكن أن يستهدف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وهو ما لم يتطرق له الإتفاق الشامل المشترك إلى هذه القضية وهذا كان نقصًا كبيرًا.

ونوه الى ان منح النظام الإيراني حق تخصيب اليورانيوم كان من المعايب الكبيرة في الاتفاق النووي فيما لم تسمح أميركا حتى لأقرب حلفائها بالقيام بذلك، وعلى سبيل المثال كان لدى كوريا الجنوبية برنامج لتخصيب اليورانيوم، ولكن في اتفاق مع الولايات المتحدة أوقفت البرنامج.

ضرورة ارغام النظام على التخلي عن برنامجه النووي

وشدد السفير جوزيف ديتراني المدير السابق للمركز الوطني لعدم الانتشار النووي، فقد اكد ان برنامج الصواريخ الايراني بما في ذلك صواريخ شهاب 1 ، 2 ، و3 ، هي جزء من برنامج نووي، كما تم تعزيز توسيع برنامج إيران الصاروخي لسباق تسلح في المنطقة.

السفير روبرت جوزيف نائب وزير الخارجية السابق لشؤون الحد من التسلح بين ان التجربة تظهر أنه يجب ارغام النظام الإيراني على اتخاذ قرار استراتيجي بالتخلي عن برنامج تصنيع القنبلة النووية.

لكنه اشار الى ان هذا النظام غير قادر على الإصلاح الداخلي، لأن عدوه الرئيسي هو الشعب الإيراني نفسه وهذا النظام يخاف أكثر من شعبه وبحسب هذا الواقع لا يمكن لهذا النظام تغيير سلوكه.