إيلاف من نيويورك: من بوابة السفارة الأميركية في القدس، سيعود جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترمب إلى الاضواء بعد فترة ابتعاد قسرية غابت معها أخبار أحد أقوى رجال الإدارة الأميركية بالاشهر الماضية.

بريق جاريد وزوجته ايفانكا في البيت الابيض، بدأ يخف منذ خريف العام 2017، ولم تصب التغييرات الأخيرة التي أجراها ترمب، في صالحه، ووسط التبديلات التي حدثت كان البساط يسحب من تحت قدمي الصهر الذي اعتبره كثيرون، المحرك الرئيسي لسياسات الرئيس الأميركي، وحامل اسراره.

 عائد من بوابة القدس

وسيشكل افتتاح السفارة الأميركية في القدس، مناسبة لعودة جاريد كوشنر إلى الواجهة، فمبعوث ترمب الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط سيكون متواجدًا وزوجته ايفانكا في الحفل الذي سيحضره حوالي 700 شخص، كما سيرافق صهر الرئيس عددا من مسؤولي الإدارة كوزير الخزانة، ستيفن منوشين، والسفير ديفيد فريدمان، والممثل الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات.

بطل مجتمعه

وقالت مجلة فانيتي فير، إن كوشنر يُعامل كبطل في أوساط اليهود الأرثوذكس، وهذا ما ظهر جليا خلال حفلة عيد حانوكا في البيت الأبيض، ونقلت المجلة عن مصدر مقرب من الثنائي قوله، "ان حضور جاريد حفل افتتاح السفارة وغرينبلات يعد امرا عاديا، ولكن وجود ايفانكا لم يكن متوقعا"، معتبرا،" ان تواجدها كان قرارا استراتيجيا، فهذا الاحتفال يعد مهما للرئيس ترمب الذي يريد اني قول ان هذا العمل هو انجاز خاص به لا بجاريد".

 معاناة كبيرة

وعانى جاريد كوشنر كثيرًا في الأشهر الأخيرة، بسبب الضغوطات التي تلاحقه في موضوع التحقيقات الروسية، ومتابعة فريق التحقيق لقضايا مالية تتعلق باعماله، وفشله في الحصول على تصريح امني ما ابعده عن متابعة القضايا الحاسة في البيت الأبيض وابرزها التقرير السري اليومي الذي يصل إلى الرئيس، وزادت الأمور تعقيدا بعد تعيين مايك بومبيو على رأس الخارجية الأميركية، وجون بولتون كمستشار للامن القومي.

اختفاء مفاجئ

وفي الوقت الذي كان كوشنر يتواصل مع قادة دول العالم، وتتصدر اخباره الاعلام الأميركي، تقلصت صلاحياته إلى حد كبير، واختفى فجأة بظل الاحداث التي طفت إلى العلن مؤخرا، كفضيحة ستورمي دانييلز، ممثلة الأفلام الإباحية، ومداهمة مكتب محامي ترمب الخاص، مايكل كوهن، وصدور كتاب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق، جيمس كومي.

 إصلاح السجون

وبالتزامن مع الابتعاد عن القضايا الحساسة، عمل صهر الرئيس العمل على موضوع إصلاح السجون، واخذ هذا الملف حيزا كبيرا من جهده لإرتباطه بقضية شخصية، فوالده تشارلز كوشنر سُجن لمدة عامين بعد اعترافه بتهمة التهرب الضريبي، وقال جاريد إن التجربة (سجن والده) مكنته من فهم التحديات التي يواجهها السجناء.

أنجز ملفه

والتقى كوشنر في الأسابيع الأخيرة، بشخصيات في تجمع الحرية المحافظ، ووجه دعوات إلى عشرات رجال الدين للبيت الأبيض، واجرى مكالمات مع مئة وخمسين مسوؤلا انجيليا،. حراك كوشنر اثمر في تمرير مشروع قانون إصلاح السجون في مجلس النواب، بعد تصويت معظم أعضاء اللجنة القضائية بالموافقة.

كما ان كوشنر ينسق حاليا مع كيم كارداشيان التي تسعى للحصول على عفو عن جدتها أليس ماري جونسون، المحكومة بالجسن المؤبد بعد ادانتها بجرائم تتعلق بغسيل الأموال، وحيازة المخدرات، وتواصلت كارداشيان حول هذا الموضوع مع ايفانكا التي حولتها إلى زوجتها للتنسيق معه.