لندن: فيما يستكمل العراق اليوم التصويت الخاص للقوات الأمنية والسجناء واقتراع عراقيي الخارج فقد دخل في مرحلة الصمت الإعلامي قبل 24 ساعة من انطلاق الانتخابات العامة فيما دعت الامم المتحدة العراقيين إلى التصويت بكثافة غدا من اجل انهاء الفساد والهدر ونظام المحاصصة الطائفية ومنح المرأة مكانها الصحيح والمتساوي في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب.

وحث رئيس بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق يان كوبيش عشيّة الانتخابات العراقيين على الإقبال بأعداد كبيرةٍ للتصويت غدًا وقال في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه الجمعة "منذ الانتخابات الأخيرة قبل أربع سنوات، واجه العراقُ أسوأ هجمةٍ من داعش الإرهابي الذي ارتكب فظائع لا يمكن وصفها.. واليوم، وبعد هزيمة هيكليات داعش وتحرير البلاد، فإن هذه فرصتكم لتوطيد هذا النصر التاريخي الذي تحقّقَ بدماء الشهداء ووحدة الشعب ومثابرته، وللشروع في بداية جديدة".

وأضاف مخاطبا العراقيين "لقد لمستُ خلال زياراتي الأخيرة إلى مختلف المحافظات العراقية الرغبةَ في إحداث التغيير الإيجابي والتصميم على دفع عجلة البلاد إلى الأمام ولذلك ينبغي ألا تقف الإخفاقاتُ وخيبةُ الأمل من الأزمات وسوء الإدارة والممارسات الفاسدة في الماضي عائقاً في طريقكم للتصويت من أجل مستقبلٍ أفضلَ لكم ولبلدكم ويتعين الآن ترجمةُ التضحيات التي قدّمها العراقيون كافةً عن طريق صناديق الاقتراع والتصويت إلى حكومةٍ حميدةٍ ستمثّلُ الشعب وستستجيب بالحكم الرشيد لطموحاتهم في العيش في سلامٍ واستقرارٍ وحريةٍ وكرامة".

ورحب كوبيش بدعوة المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني العراقيين إلى الحفاظ على المصالح الفُضلى للشعب والبلاد وهم يُدلون بأصواتهم، ومذكّراً المواطنين بأن التخلّي عن حقهم في التصويت سيمنح الآخرين فرصةً بلا منازعٍ لوضع مرشحهم في الموقع الذي قد يكون بعيداً جداً عن تطلعات الشعب والبلاد.

 

عراقيون في أنقرة يصوتون في انتخابات بلدهم

 

ودعا جميع العراقيين، بما في ذلك في إقليم كردستان، إلى "توحيد الكلمة لتعزيز عراقٍ ذي سيادةٍ كاملةٍ ومتّحدٍ وديمقراطيّ وفدرالي فلدى العراقيين فرصةٌ وعليهم مسؤوليةٌ جماعيةٌ لبناء دولةٍ يتمتع فيها جميع المواطنين بحقوقٍ ومسؤولياتٍ متساوية، وبالعدالة والمسائلة والحماية لحقوقهم الإنسانية بموجب القانون، ولبناء دولةٍ تضمنُ العودة الطوعية لجميع النازحين إلى ديارهم بسلامةٍ وكرامة، وإعادة بناء المدن والقرى وإعادة تنشيط الاقتصاد من خلال تنمية القطاع الخاص ومحاربة الفساد والهدر ونظام المحسوبية القائم على المحاصصة الطائفية، وإعطاء المرأة مكانها الصحيح والمتساوي في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وخلق فرص العمل لهذا الشعب الأكثر شباباً من أي وقت مضى".

وأثنى كوبيش على قوات الأمن لالتزامها ويقضتها دون كللٍ، قائلاً إنه "على ثقةٍ كاملةٍ بقدرة السلطات على ضمان أمن وسلامة الناخبين والعملية الانتخابية ويُشيد بجهود المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في تنظيم عمليةٍ انتخابيةٍ رصينةٍ بغضّ النظر عن المواعيد النهائية الضيقة والعديد من التحديات التنظيمية والفنية". 

وختم كوبيش بالتعبير عن تمنياته للعراقيين بيوم انتخاباتٍ جيدٍ وسلميّ.. وقال "السبت، 12 مايو هو يومكم. دعونا نحتفل به بمشاركتكم القوية في الانتخابات كخطوةٍ تاليةٍ ناجحةٍ في بناء ديمقراطيتكم ومستقبلكم المزدهر. تنتظر العراق تحدياتٌ كبيرةٌ وهي تتطلب منه التكاتف إذا ما أراد أن يصبح أقوى ويستعيد مكانه المناسب في مجتمع الأمم".

بدء الصمت الانتخابي

ودخل العراق صباح اليوم في صمت اعلامي قبل 24 ساعة من انطلاق الانتخابات التشريعية العامة غدا حيث ستفرض عقوبات على المخالفين.

ودعا عضو مجلس المفوضين الناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات كريم التميمي الاحزاب السياسية والمرشحين إلى الالتزام بالصمت الاعلامي. وأشار إلى أنّ الصمت الاعلامي يبدأ في الساعة السابعة من صباح اليوم الجمعة قبل اربع وعشرين ساعة من بدء يوم الاقتراع العام والذي سينطلق في الساعة السابعة من يوم غد السبت استنادا إلى نظام الحملات الانتخابية رقم 11 لسنة 2018 .

وحذر المسؤول الانتخابي من انه في حال مخالفة هذا النظام فأن المفوضية العليا للانتخابات "ستتخذ الاجراءات الرادعة بحق من يخالف النظام من الاحزاب والمرشحين وفق القانون وقد تصل العقوبة إلى سحب المصادقة من الحزب او المرشح وحرمانه من المشاركة في الانتخابات او الغاء نتائجه في التصويت".

ويتنافس 6898 مرشحا علي 329 مقعدا برلمانيا في الانتخابات بينهم 4972 مرشحا من الذكور و 2014 من الاناث وقد تم تخصيص 8 آلاف مركز انتخابي في أرجاء البلاد لاستقبال الناخبين.

وتعد هذه الانتخابات الرابعة في تاريخ العراق في مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003 وبحسب إلمفوضية العليا للانتخابات فإن أكثر من 24مليون و200 الف عراقي يحق لهم التصويت في الانتخابات من أصل إجمالي عدد سكان العراق البالغ 38 مليونا و 854 الف نسمة لانتخاب برلمان جديد يضم 328 عضوا.

استكمال التصويت الخاص واقتراع الخارج اليوم

ويستكمل العراق الجمعة عمليات الاقتراع الخاص للقوات الأمنية والسجناء حيث فتحت صناديق الاقتراع للتصويت صباح اليوم فيما استؤنف اقتراع عراقيي الخارج في 21 دولة عربية وأجنبية.

وحول نسبة المشاركة في الاقتراع الخاص الذي جرى امس فقد اوضحن مفوضية الانتخابات ها بلغت 78%.. وقال رئيس مجلس المفوضين رياض البدران في مؤتمر صحافي ان عدد مراكز الاقتراع للتصويت الخاص بلغت 519 مركزا و 2273 محطة وجرت بمراقبة و5523 مراقبا اجنبيا ومائة الف محلي فيما بلغ عدد الشكاوى 15 شكوى في الانتخابات.

وأشار إلى أنّ عدد الناخبين الذين يمكنهم التصويت بلغ 893 الف ناخب شارك منهم 703 الاف و264 ناخبا اي بنسبة 78.74% فيما ينتظر ان يصوت الباقون اليوم الجمعة. كما شارك ايضا اكثر من 24 الف معتقل في السجون شاركوا في اقتراع الامس. 

أما اقتراع عراقيي الخارج الذي يستكمل اليوم ايضا فأنه يجري في 21 دولة حسث سحق لـ 850 الف منهم المشاركة في التصويت. وحددت مفوضية الانتخابات العراقية مكاتب في 13 دولة ومراكز اقتراع في 8 دول عربية وأجنبية هي: الاردن، تركيا، ايران، الامارات، لبنان، مصر، الدنمارك، هولندا، بريطانيا، المانيا، كندا، اميركا، السويد، استراليا، النرويج، النمسا، فنلندا، بلجيكا، نيوزلندا، سوريا، فرنسا. 

وتم افتتاح 63 مركزا انتخابيا في هذه الدول تحوي 684 محطة اقتراع وشكلت الولايات المتحدة الاميركية الدولة الاكثر من بين هذه الدول في عدد مراكز الاقتراع نظراً لكثرة عدد ابناء الجالية العراقية فيها وتأتي تركيا بعدها في عدد تلك المراكز حيث سيتم نقل نتائج انتخابات العراقيين في الخارج عبر الاقمار الصناعية كما هي نتائج انتخابات الداخل.