القدس: أثار التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل في إيران في سوريا قلق الاسرة الدولية إزاء خطر اندلاع حرب مفتوحة ولو ان البلدين العدوين أكدا رغبتهما في تفادي اشتعال المنطقة.

وشنت إسرائيل ليل الاربعاء الخميس عشرات الغارات الجوية على أهداف قالت انها إيرانية في سوريا وذلك ردا على اطلاق صواريخ على الجزء الذي تحتله من هضبة الجولان ونسبته الى إيران.

واذا تأكدت الجهة المسؤولة عن اطلاق الصواريخ، فسيكون الهجوم المباشر الاول لإيران على مواقع إسرائيلية بين البلدين على خلفية التوتر السائد بينهما منذ عقود. اما الرد الإسرائيلي فغير مسبوق من حيث حجمه منذ بدء النزاع في سوريا في 2011.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان إيران "تجاوزت خطا احمر وردنا كان متناسبا، جيش الدفاع شن هجوما واسعا جدا ضد أهداف إيرانية في سوريا"، مضيفا انه "لم يسقط أي صاروخ داخل الاراضي الإسرائيلية".

وأكد الجيش الإسرائيلي انه لا يسعى الى التصعيد إلا انه مستعد لكل الاحتمالات.

من جهته، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني ان بلاده لا تريد "توترات جديدة" في المنطقة وانها "عملت على الدوام على خفض التوترات في المنطقة".

كما أعلن رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي في لشبونة ان "الهدف الاساسي من هذه الهجمات التي تدعمها الولايات المتحدة هو تحويل انتباه الرأي العام عن سلوك الرئيس الاميركي وقراره الخروج من الاتفاق" النووي الإيراني.

الا ان خبراء اعتبروا انه حصل تصعيد في العداوة بين إسرائيل وإيران في سوريا حيث تدعم طهران نظام بشار الاسد عسكريا. وقالوا ان روسيا حليفة الاسد والمقربة من إيران ومن إسرائيل في الوقت نفسه لديها دور حاسم لتؤديه ولو انهم شددوا على مدى قابلية الوضع للتفجر.

لكل الاعمال العدائية والاستفزازات لتجنب مواجهة جديدة" في الشرق الاوسط، وذلك على خلفية الغموض والتوتر الاقليمي بعد قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

تصعيد "مقلق للغاية"

ودعا الاتحاد الاوروبي الى "التحلي بضبط النفس" و"تجنب أي تصعيد" وكذلك لندن وباريس وموسكو.

وحذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل من ان "الوضع في الشرق الأوسط بات مسألة "حرب أو سلام" بعد الضربات الإسرائيلية الا انها أيدت حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

وفي موقف نادر من وزير خارجية عربي، أعرب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة في تغريدة عن تأييده لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

ومملكة البحرين حليفة المملكة السعودية في الخليج. وتتهم الدولتان إيران بالتدخل في شؤون الدول العربية في المنطقة، وتعتبرانها "أكبر مصدر للارهاب" في العالم.

وأطلقت عشرات الصواريخ ليلاً من الأراضي السورية باتجاه الجزء المحتل من قبل إسرائيل في هضبة الجولان، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح الخميس من دون أن يحدد ما اذا كان مقاتلون إيرانيون وراءها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي ان الصواريخ لم توقع ضحايا وان الدفاعات الجوية اعترضت أربعة منها بينما سقطت الصواريخ الاخرى خارج المواقع الإسرائيلية.

وكانت إسرائيل اتهمت إيران ببدء التصعيد عبر قصف مواقعها في الجولان المحتل بنحو 20 صاروخاً وقذيفة، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرلمان في مؤتمر أمني الخميس "ضربنا كل البنى التحتية الإيرانية تقريبا في سوري (...) عليهم ان يتذكروا المثل القائل: اذا أمطرت علينا، فستهب العاصفة عليهم

"حالة استنفار قصوى"

وأسفرت الضربات الإسرائيلية على عدة مناطق في سوريا عن مقتل 23 مقاتلا على الاقل بينهم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصرا من القوات الموالية له، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.

وقال المرصد "قتل لا يقل من 23 مقاتلا بينهم خمسة من قوات النظام أحدهم ضابط و 18 آخرين ما بين سوريين وغير سوريين في الغارات الإسرائيلية بعد منتصف الليل في عدة مناطق في سوريا".

بينما قالت وزارة الدفاع الروسية ان الجيش الإسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلاً على مواقع في سوريا، موضحة ان الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ.

وقالت الوزارة ان هذه الضربات جرت في 10 أيار/مايو بين الساعة 1,45 و3,45 بالتوقيت المحلي "بذريعة +الرد+ على إطلاق نار استهدف مواقع إسرائيلية في الجولان" واستهدفت "مواقع للقوات الإيرانية ومواقع على صلة بمنظومة الدفاع الجوي السوري في منطقة دمشق وفي جنوب سوريا".

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء انه طلب من السلطات في هضبة الجولان المحتلة فتح وتحضر الملاجئ المضادة للصواريخ بسبب "انشطة غير مألوفة للقوات الإيرانية في سوريا". وقال إنه "تم نشر منظومات دفاعية كما ان القوات الإسرائيلية في حالة استنفار قصوى في مواجهة خطر هجوم".

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مرارا أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا، لكن الاستهداف طال مؤخراً مواقع يتواجد فيها إيرانيون.

ويقاتل في سوريا منذ سنوات مقاتلون إيرانيون ومن حزب الله اللبناني الى جانب الجيش السوري وساهموا في تغيير المعادلة على الارض لصالحه.

ولطالما كررت إسرائيل أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا.