سلطت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية الضوء على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدفَ مواقعَ عدة في الأراضي السورية.

وفيما عبر كتاب عن تضامنهم مع سوريا التي تشهد تنازعا بين "مشروعين توسّعيين، إيراني وإسرائيلي" على أراضيها، انتقد آخرون إيران التي وصفوها بأنها تحاول "صناعة واقع جديد في المنطقة".

من جهة أخرى، انتقد كتاب موقف العرب الذين يكتفون "بالفرجة"، وكذلك موقف وزير الخارجية البحريني المؤيد لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

"مواجهة بين مشروعين توسعيين"

يقول حسام عيتاني في الحياة اللندنية: "تزداد المسألة تعقيدا مع دخول العدو الذي يحتل جزءا من أرض الوطن، الجولان، على خط الصراع بضربه مواقع النظام وحلفائه. الموقف الأخلاقي هو التنديد بأي عدوان خصوصا من المحتل الإسرائيلي على الوطن".

ويضيف: "لا بد من التساؤل عن أثر المواجهة بين مشروعين توسّعيين، إيراني وإسرائيلي، على الوطنية السورية، قبل الجزم أن الوطنية هذه هي المهدّدة من واحد، إسرائيلي، من هذين المشروعين فيما يدفعها ذلك الإيراني إلى الارتقاء في معارج التكامل والتقدم".

أما وائل قنديل في العربي الجديد اللندنية فينتقد موقف العرب من الهجوم الإسرائيلي، ويقول: "يكتفي معظمهم بالفرجة والتشجيع، فيما ينشط كبارهم في جمع ما يسقط من ̕زهر الطاولة̔ أو قطع الشطرنج تحت موائد اللاعبين الكبار.. ولن تعدم بعضا منهم يقوم بدور̕الجرسون̔ الذي يزود اللاعبين باحتياجاتهم من الماء والعصائر".

كما يقول عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية: "ليس جديدا أن تقصف الصَّواريخ الإسرائيليّة أهدافا عسكرية في العمقِ السوريّ، فقد أغارت طائراتها أكثر من مائة مرة في السَنوات القليلةِ الماضِية على هذه الأهداف، وباعتراف قائد طيرانها العسكري، ولكن الجديد، وغير المسبوق، أن تصل الصواريخ الإيرانية إلى هضبة الجولان".

ويتساءل خالد أبو حيط في الأخبار اللبنانية "هل أرسى القصف الصاروخي للجولان المحتل قواعد اشتباك جديدة؟"

ويقول: "هدف العدو الصهيوني من وراء العدوان المستمر المتزامن مع التطورات السياسية والميدانية إلى تحقيق هدفين: الأول فرض نفسه شريكا في أي محادثات تتعلق بمستقبل سوريا، تضمن له الإقرار باحتلال الجولان، والثاني تحجيم الدور الإيراني في سوريا، أو على الأقل ضمان إبعاد قوى المقاومة إلى أبعد مسافة ممكنة عن الحدود مع فلسطين المحتلة".

"المفاجآت والمفارقات"

تشير جريدة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها إلى ما وصفته ﺑ "المفاجآت والمفارقات".

وتقول: "المفارقة الأولى في هذه المعركة كانت حدوثها على أراضي وأجواء بلد ثالث، وهو ما يعني أنه يجري بين طرفين محتلّين يتنازعان بلدا فاقدا للسيادة، وهو ما يحيلنا عمليّا إلى المفارقة الثانية، وهي أن الرئيس المفترض لذلك البلد، بشار الأسد، كان قبيل تلك المعركة يتحدث إلى صحيفة يونانية قائلا إنه يأمل ألا يرى صداما مباشرا بين القوى العظمى في بلاده لأنه عندها ستخرج الأمور عن نطاق السيطرة".

كما انتقدت صحيفة القدس تغريدة وزير الخارجية البحريني على موقع تويتر، التي اعتبر فيها أن إسرائيل "من حقها أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر".

وتقول: "اعتبار وزير خارجية البحرين إسرائيل دولة من دول المنطقة هو اعتراف مجاني بوجودها الاستيطاني الفظيع، وتجاهل أكثر فظاعة لمأساة فلسطين والفلسطينيين وباقي الأراضي العربية المحتلة".

وتنتقد الرياض السعودية إيران في افتتاحيتها، قائلة: "في سعيها للخروج من مأزق انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، تحاول إيران جاهدة صناعة واقع جديد في المنطقة، تبتز من خلاله الدول التي لم تؤيد القرار الأمريكي".

وتضيف الرياض: "هذه الحالة من الضبابية، وإن بدا أنها نذير حرب إقليمية كبرى، إلا أنها لا تخدم في حقيقتها إلا الطرفين الإيراني والإسرائيلي، ويحقق على أقل تقدير الحد الأدنى من مشروعاتهما المستقبلية".