بروكسل: يصل وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الثلاثاء إلى بروكسل، المحطة الاخيرة من جولة يسعى خلالها لانقاذ الاتفاق النووي لبلاده بعد انسحاب الرئيس الاميركي دونالد ترمب منه.

ويلتقي ظريف نظراءه من بريطانيا وفرنسا والمانيا، وهي ثلاث من الدول الموقعة على الاتفاق التاريخي والتي أغضبها انسحاب واشنطن من الاتفاق.

ووافقت إيران في يوليو 2015 بعد مفاوضات شاقة على تجميد برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها. لكن الرئيس الاميركي دونالد ترمب اعن الاسبوع الماضي انسحابه من الاتفاق واعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران.

وبدأ وزير الخارجية الإيراني منذ ذلك الحين جولة أخذته إلى روسيا والصين، الدولتين الاخريين الموقعتين على الاتفاق النووي، سعيا لحشد الدعم له.

وأدى قرار واشنطن عدم الاخذ بنصيحة حلفائها الاوروبيين والانسحاب من الاتفاق، إلى تقريبهم من بكين وموسكو فيما يبذل الدبلوماسيون جهودا حثيثة لانقاذ الاتفاق.

وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لوكالة فرانس برس "إن الاتفاق مع إيران يعمل، علينا بذل اقصى جهودنا للحفاظ عليه".

وكانت إيران قد أعلنت انها مستعدة لاستئناف تخصيب اليورانيوم "على المستوى الصناعي من دون أي قيود" الا اذا قدمت القوى الاوروبية ضمانات ملموسة لاستمرار العلاقات التجارية رغم إعادة العقوبات الأميركية.

والاثنين التقى ظريف نظيره الروسي سيرغي لافروف، غداة اجتماعه بالمسؤولين الصينيين في بكين. وقال ظريف في مستهل الاجتماع إن "الهدف النهائي من كل هذه المحادثات هو الحصول على ضمانات بان تكون مصالح الشعب الإيراني مكفولة بموجب (الاتفاق) والدفاع عنها".

وأثنى ظريف بعد المحادثات على "التعاون الممتاز" بين موسكو وطهران وقال إن لافروف وعده "بالدفاع عن الاتفاق والابقاء عليه". من جهته قال لافروف إن على روسيا والاوروبيين "الدفاع بشكل مشترك عن مصالحهم" في هذا الملف.

سلوك مؤذ

وجه ظريف الاثنين رسالة إلى الامم المتحدة اتهم فيها الولايات المتحدة "بالانتقاص التام للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة" بانسحابها من الاتفاق.

وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشأن الجهود لانقاذ الاتفاق، بعد أن أعرب عن "قلقه البالغ" لقرار ترمب.

والاثنين التقى بوتين مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو وأكد له بأن روسيا "مستعدة لمواصلة الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني رغم انسحاب الولايات المتحدة".

ويقول المحللون إن قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي أدى إلى تقارب بين اوروبا وموسكو وبكين.

وقال اندري باكليتسكي من منظمة "بي اي ار" غير الحكومية ومقرها موسكو إن "التعاون (الاوروبي) مع روسيا والذي بدا حتى الامس القريب مستحيلا بسبب قضية (تسميم العميل سيرغي) سكريبال وطرد الدبلوماسيين وخفض التواصل، يحظى بزخم جديد".

وتابع "وجد الاوروبيون أنفسهم بعد انسحاب الولايات المتحدة مجبرين على انقاذ الاتفاق"، مضيفا انه يتعين على موسكو لعب دور رئيسي من اجل ضمان عدم استئناف طهران برنامجها النووي.

والاحد قال وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو إن واشنطن لا تزال تريد مواصلة العمل مع اوروبا لمواجهة "السلوك المؤذي" لإيران وبأنه يجري جهودا حثيثة للتوصل إلى اتفاق جديد أوسع مع الشركاء الاوروبيين.

لكن رغم حديثه عن احتمال تجديد التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، ذكّر مسؤول آخر الاوروبيين بأن شركاتهم يمكن أن تواجه عقوبات اذا واصلت انشطتها التجارية مع إيران.

وستعزز جهود روسيا لانقاذ الاتفاق دورها كقوة فاعلة في الشرق الاوسط، بعد وقوفها في سوريا الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد

وهذا التدخل، الى جانب تحركاتها الدبلوماسية من اجل وضع حد للنزاع في سوريا، وضع موسكو في جبهة مقابلة للولايات المتحدة والاوروبيين الذين تدخلوا ضد نظام الاسد.

وتزور ميركل روسيا الجمعة لمحادثات مع بوتين في منتجع سوتشي المطل على البحر الاسود، فيما يزور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سان بطرسبورغ في وقت لاحق هذا الشهر للمشاركة في منتدى اقتصادي.